سياسة

مصدر رسمي: “الرؤية العميقة” وراء طلب مصر إرجاء التصويت على إدانة الاستيطان

مصدر رسمي: “الرؤية العميقة” وراء طلب مصر إرجاء التصويت على إدانة الاستيطان الإسرائيلي

sisitraump

أ.ش.أ . بي بي سي. رويترز

نقلت الوكالة الرسمية المصرية “الشرق الأوسط” عن مصدر دبلوماسي قريب من مفاوضات مجلس الأمن حول مشروع القرار المطروح بشأن إدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأرضي الفلسطينية المحتلة، قوله إن مصر بحكم قربها وتعاملها المباشر مع كافة جوانب القضية الفلسطينية منذ عقود، واتصالاتها القوية والمتشعبة مع جميع الأطرف الدولية والإقليمية القريبة من هذا الملف، تدرك بما لا يدع مجالا للشك أن التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية بكافة أبعادها لن تتم إلا من خلال مفاوضات جادة ومباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية من الأطراف الدولية والإقليمية الرئيسية.

وقال المصدر، الجمعة، إن مجلس الأمن صدر عنه على مدار ستة عقود العشرات من القرارات الأقوى في صياغتها، والأكثر حماية للحقوق الفلسطينية، من مشروع القرار الحالي، وأن ذلك لم يمنع إسرائيل من تجاهلها وانتهاكها على مرأى ومسمع من القوى الدولة الرئيسية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وغيرها من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن

وأضاف المصدر- الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية قربه من العملية التفاوضية الجارية في نيويورك- أنه من الواضح أن الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها ترغب في تبني موقف انتقامي من الإدارة الجديدة القادمة، وذلك من خلال تقييد حرية حركة وقدرة دونالد ترامب ، الرئيس الأمريكي المنتخب، في أن يتخذ قرارات حاسمة تجاه التسوية الشاملة لملف القضية الفلسطينية مثلما ألمح في مناسبات سابقة، وذلك من خلال غسل يدها من مواقفها غير الداعمة للحق الفلسطيني على مدار ثماني سنوات، رغم كافة الجهود والضغوط المصرية والعربية، الأمر الذي يفسره ما صدر من تلميحات أمريكية لم ترق إلى مستوى اليقين حتى الآن، بأن الولايات المتحدة قد تمتنع عن التصويت على مشروع لتمريره دون استخدام حق الفيتو لتنتقم من الحكومة الإسرائيلية التي توترت علاقتها معها على مدار السنوات الماضية، ولكن دون أن تجرؤ الإدارة على اتخاذ هذا الموقف في مجلس الأمن، حسب المصدر.

وتابع المصدر قائلا: «يبدو أن قرار مصر  بعدم التعجل بطلب التصويت على مشروع القرار يعكس رؤية أكثر عمقا وشمولية لكل تلك المعطيات، لاسيما بعد الاتصال الذي قام به الرئيس المنتخب ترامب مع الرئيس المصري مساء الخميس، والذي يبدو انه استهدف رسم خطة عمل مصرية أمريكية مشتركة تضمن تعامل أكثر شمولية مع كافة عناصر ملف القضية الفلسطينية بشكل يضمن وجود مقومات حقيقية للتسوية الشاملة والعادلة لها بعيداً عن الألاعيب السياسية، أو محاولات تحقيق انتصارات مزعومة».

وأعلنت رئاسة الجمهورية، اليوم الجمعة، أن مصر وافقت على تأجيل التصويت على مشروع قرار ضد الإستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن بعد تلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، مكالمة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت الرئاسة في بيان لها اليوم أن السيسي وترامب:” اتفقا على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الاميركية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية”.

جاءت خطوة التأجيل على التصويت على القرار مفاجئة، بعد أن تقدمت مصر يوم الأربعاء بمشروع قرار كانت قد اقترحته لإدانة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وتزامن قرار مصر المفاجئ مع إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اعتراضه عليه .

وقال مسؤول بإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إن ترامب بحث إرساء قواعد العمل من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط خلال اتصال هاتفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الخميس.

ولا يعرف المسؤول إن كان ترامب والسيسي قد تناولا تحديدا مسألة قرار مصر تأجيل تصويت كان مقررا يوم الخميس في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني.

وكانت مصر قد وزعت مشروع القرار على أعضاء المجلس الـ15 مساء الأربعاء، على أن يصوت عليه الخميس في الساعة 2000 بتوقيت غرينتش.

وقال مسؤول أمريكي لبي بي سي إن إدارة أوباما كانت تدرس الامتناع عن التصويت، وهو ما كان سيسمح بتمرير مشروع القرار.

وصرح مسؤول إسرائيلي في وقت لاحق لوكالة رويترز بأن إسرائيل تواصلت مع الفريق الانتقالي، لترامب لكي يتدخل في الموضوع.

ويدعو مشروع القرار المصري إسرائيل إلى وقف بناء مستوطنات جديدة، والتي قال إنها تنتهك القانون الدولي.

وطلبت مصر تأجيل التصويت حتى يتاح مزيد من الوقت لإجراء مشاورات عليه، ولكن لم يحدد وقت ولا تاريخ لإجراء التصويت، بحسب ما ذكره دبلوماسيون.

وعادة ما تحمي الولايات المتحدة إسرائيل من قرارات مجلس الأمن، عبر استخدامها حق النقض “الفيتو”.

لكن كانت ثمة تكهنات بأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ستتخلى عن هذا النهج في الشهر الأخير له في منصبه، لتسمح بتمرير القرار بامتناعها عن التصويت.

وحث دونالد ترامب مجلس الأمن الخميس على رفض مشروع القرار.

وقال ترامب في بيان: “السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيتتحق فقط عبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس عن طريق فرض شروط من جانب الأمم المتحدة”.

وأضاف: “يضع هذا إسرائيل في موقف تفاوضي ضعيف للغاية، وهو غير عادل بالمرة بالنسبة لكل الإسرائيليين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى