مجتمعمنوعات

كيف “تسدّ الباب” أمام الأفكار السلبية؟

كيف توقف الأفكار السلبية قبل أن تفسد حياتك

The muse- ليا ماكليود

ترجمة دعاء جمال

كان عميلي جاستن يبحث عن سبل مهنية جديدة بعد إنتهاء حياة ما بعد التخرج الحماسية سابقاً. وكان المسار المهني الذي اختاره في البداية قد فقد بريقه وحان الوقت للمضي قدماً. فكنا نتبادل الأفكار، وسريعاً ما أدركت أنه كان يضع نهاية لكل فكرة قبل أن أنتهي حتي من التفكير بها.

” لا أستطيع القيام بذلك لأن..”

” هذا ليس منطقياً لأن…”

” ليس لدى المهارات لهذا، لذلك هذا لن يصلح..”

بعد 30 دقيقة، كنت مرهقة. ردود فعله السلبية وعدم الرغبة في المشاركة بإنفتاح بأفكار جديدة كان متعباً. وبينما كنا مستمرين في طرح الأفكار، بدأ جاستن يشعر بالحزن أكثر وأكثر بشأن إمكانية اكتشاف خيارات مهنية جديدة.

تعد سلبية جاستين كاللعنة. ليس فقط لإعاقتها لقدرتك على الوصول لنتيجة، لكن أيضا أظهرت الدراسات أن الأفكار السلبية تنقل الهرمونات المنتجة للتوتر.

وبينما تكون الأفكار السلبية صارخة وواضحة في بعض الأوقات، مثل أفكار جاستن، إلا أنه في أوقات أخرى قد تتسلل بطريقة بارعة، وقد لا تلاحظ حتى الدمار الذي تسببه. إليك خمسة من أكثر الأساليب التي قد لا تدرك بأنها سلبية. شاهد تلك  الأساليب لعلك تتمكن من العمل عليها خلال عطلة هذا الأسبوع لتقلل من مستوى التوتر في العمل وردود الأفعال غير المرغوب فيها.

1. المقاطعة السلبية:

“بالتأكيد، أحصل على تقارير أداء رائعة، لكنني لا أجني المال الذى استحقه”

الجزء الأول من تلك الجملة تصريح إيجابي جيد تماماً، لكن النهاية مغلفة بالسلبية. النهاية المحبطة تجعل أي طاقة إيجابية سلبية بالكامل وتضعف كل حماس فكرتك.

بدلاً من ذلك، راجع نفسك وابق في الإنجاز الإيجابي. ركز على النتيجة المرغوب بها، بدلاً من الفجوة، على سبيل المثال، “أحصل على تقارير أداء رائعة. وأريد أن أصبح أفضل في تحديد مقدار إنجازاتي لأتمكن من المفاوضة بشكل فعال علي مرتبي في المستقبل”.

2. عدم القدرة على تقبل الإطراء:

“أجل، أنا مسرورة بسير المؤتمر على ما يرام، لكني لم أقم بالكثير حقاً. أي شخص كان بإمكانه القيام بالأمر. كنت فقط محظوظاً للغاية”

إلصاق الصفات السلبية بقدراتك أو عدم نسب المجهود في العمل إلى نفسك لا يخدم ثقتك أو كفاءتك. ويجعل من الصعب على الآخرين أن يؤمنوا بك. لذا عندما تجد نفسك قد بدأت في دحض مجاملة أو إطراء لك بتقديم الأعذار ، توقف فورا! غير من تفكيرك حتي تتمكن من تقبل الكلمات الطيبة بتواضع ولطافة. وتذكر أن “شكراً لك” جملة كاملة!

3. “أجل، لكن…”

زميل: “يجب علينا تقليل السعر لإحداث زيادة في المبيعات”

أنت: “أجل، لكن العميل لن يختارها أبداً”

عندما تبدأ أي جملة بـ”أجل، لكن..” فإنك تشوه قدرتك على التواصل بفعالية لأن “لكن” بمثابة حاجز يزيل أي شيء إيجابى يأتي بعدها. وفي العموم، تصعب التعاون مع الآخرين.

أسمع الكثير من “أجل ولكن” من جاستن. الكثير من تلك العبارة يفقد المستمعون الاهتمام فيما لديك لتقوله. لذا، بدلاً من ذلك، تحقق من أفكار يمكنها النجاح أو قدم حلا بديلا بطريقة إيجابية.

4. التفاعل بدلأً من الرد                                                              

“لا أصدق بأنك قلت هذا خلال الاجتماع.. سندفع ثمن هذا لأسابيع!”

يتحدث ستيف كوفي عن هذا في كتابه “العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية”. ويذكر أن التفاعل مرتجل، وسريع ويحدث غالباً بدون الكثير من التفكير. إنه مشحون عاطفياً ويمكنه أن يؤدي لسلبية جسيمة.

من الناحية الأخرى، نجد أن الرد يتطلب منك التوقف، وتكوين رد بتمعن، والتركيز على الاستفسار أكثر من الاتهام. كما يسمح لك بالتحقق بحرص من الموضوع ونتائجه، بدلاً من الانفجار بالقوة السلبية للإنفعال. على سبيل المثال:

“جوش.. تعليقك في الاجتماع كان يمكن أن تذكره بشكل مختلف عما قصدته. ساعدني على فهم عملية تفكيرك حتى نتمكن من توضيح الإلتباس”.

هل يمكنك ملاحظة الفرق، وترى كيف يمكن للطريقة الثانية التخفيف من المشاعر السلبية؟

5. الشعور بأنك أفضل على حساب شخص آخر

“سمعت أنه تم توبيخ مارتا بخصوص مشروع (أكمي).. هذا بالتأكيد سيقلل من غرورها!”

عندما تركز حديثك على جعل شخص أخر يشعر بالضعف، فإنك تنحدر بالتفكير السلبي إلى مستوى أسوأ. هذه الأنواع من الأحاديث الثرثارة تعد علامة على عدم شعورك بالأمان ورغبتك في الشعور بشكل أفضل تجاه نفسك. كم من السلبية يمكنك أن تتلقى؟

للتغلب على هذا، خذ في الاعتبار ما يدفعك للتقليل من الآخرين كي تشعر بأنك بحال أفضل. هل أنت غير واثق من أدائك ومصائب الآخرين تجعلك تشعر بحال أفضل؟ هل تحسد قدرات الآخرين وتشعر بحال أفضل عندما يتم توبيخه أو توبيخها؟ هل لديك عادة سيئة للثرثرة الجماعية تحتاج لتغيرها؟ على الأرجح هناك بعض العمل تحتاج أن تقوم به.

قد لا تكون تجري حاملا لوحة إعلانات ضخمة فوق رأسك مكتوب عليها: “أنا سلبي!”. إلا أن تلك الرسائل التكتيكية الصغيرة يمكنها دس الكثير من السلبية في يومك. أحذر منها، وغيرهم، وحرر نفسك من توتر وضغوط التفكير السلبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى