مجتمع

سبتمبر “ضد الانتحار”: كيف تساعد شخصا كي لا يتخلص من حياته

اليوم العالمي لمنع الانتحار 10 سبتمبر

 

 كتبت: فاطمة لطفي

سبتمبر هو شهر التوعية للحد من الانتحار، واليوم الأحد 10 سبتمبر، يوافق اليوم العالمي لمنع الانتحار الذي بدأ إطلاقه سنة  2003، في مبادرة أطلقتها الرابطة الدولية لمنع الانتحار وأقرتها منظمة الصحة العالمية. وابتداءًا من اليوم وحتى السادس عشر من الشهر نفسه يبدأ أسبوع توعوي يتضمن تشجيع الأفراد لزيادة وعيهم بمن حولهم وليلعبوا دورًا للحد من الانتحار، وكيف يمكن أن يساعدوا أصدقائهم، أفراد عائلاتهم وأحبائهم ممن يتعايشون مع الأفكار الانتحاريّة بمنحهم الوقت والدعم اللازم. كما أن اليوم العالمي هو أيضًا فرصة لتذكر هؤلاء من رحلوا عن عالمنا عندما قرروا بأنفسهم عدم الاستمرار فيه.
يموت ما يقرب من 800 ألف شخص حول العالم بالانتحار كل عام، بحسب منظمة الصحة العالمية. ما يعني أن شخصا واحدا ينتحر كل 40 ثانية. ومقابل كل فرد يموت بسبب الانتحار هناك أكثر من 20 شخصًا يحاول الانتحار بحسب موقع منظمة الصحة العالمية. و78% من حالات الانتحار وقعت في الدول المتوسطة والمنخفضة الدخل في عام 2015. وتمثل نسبة الانتحار 1.4% من الوفيات في العالم، مما جعلها السبب الرئيسي رقم 17 للوفاة في العالم عام 2015.

يقدم الرجال على الانتحار أكثر من النساء. وبينما يتوفى الرجال بالانتحار بمعدل أربع مرات أكثر من النساء، تحاول النساء الانتحار بمعدل ثلاث مرات أكثر من الرجال. ويقدّر محاولات الانتحار لدى الشباب بمعدل 25.1 مقارنة بـ 4.1 من الأكبر سنًا، وتزيد معدلات الانتحار في منتصف العمر ولدى الرجال البيض خاصة في الولايات المتحدة.

وتغيب الاحصائيات الموثقة والأرقام الرسميّة لعدد المتوفين بسبب الانتحار في مصر، وأشارت إحصائية لمنظمة الصحة العالمية لعام 2015 إلى قدوم مصر في المرتبة 167. وفي عام 2012، صنفت منظمة الصحة العالمية مصر من بين أقل الدول في معدلات الانتحار، بأقل من خمس حالات بين كل 100 ألف شخص. ويرجع الاختصاصيون عدم وجود إحصائيات رسمية إلى وصمة العار المرتبطة بالانتحار في البلاد.

يستخدم شعار “الفاصلة المنقوطة” بين محاربي الانتحار ليرمز إلى بداية جديدة بدلا من النهاية

وتميل النساء إلى استخدام وسائل غير عنيفة مثل جرعات الأدوية الزائدة . بينما يميل الرجال إلى الأسلحة النارية أو الشنق التي تزيد فيها احتمالية الموت. في المملكة المتحدة على سبيل المثال، 58% من حالات انتحار الرجال تضمنت الشنق، الخنق. بينما جاءت نسبة النساء 36%. بينما في التسمم (يشمل ذلك الجرعات الزائدة) جاءت نسبة النساء 43% مقارنة بـ 20% لدى الرجال.

محاولة فهم الانتحار

الانتحار هو وسيلة يائسة للهروب من المعاناة التي أصبحت لا تحتمل، ولا يستطيع الشخص المتعايش مع الأفكار الانتحارية رؤية أي منفذ للراحة سوى الموت. لكن مع ذلك، معظم هؤلاء يأملون لو كان أمامهم فرصة أخرى غير إنهاء حياتهم.

الشخص الذي يفكّر في إنهاء حياته، ربما لن يخبرك بذلك، ولن يخبرك أنه بحاجة لمساعدة، لكنه في أشد الحاجة إليها. والمتعايشين مع الأفكار الانتحاريّة، يعانون يوميًا للاستمرار في الحياة، دون أن يقدموا على الخطوة أخيرًا التي تقربهم من نهاية كل شيء.

ماهي المشاعر أو الأفكار الانتحارية؟

الشخص الذي يحمل أفكارًا انتحارية هو شخص  يفكّر دومًا في إنهاء حياته، ويشعر أن الآخرين سيكونون في حال أفضل من دونه، يبدأ في التفكير في السبل والوسائل التي تساعده في إنهاء حياته. وتختلف في درجتها وحدتها من شخص لآخر.

قد تكون هذه الأفكار مؤقتة وقد تستمر لفترة طويلة، قد يجد بعض الأفراد من الصعب التحدث عن أفكارهم الانتحارية بسبب خوفهم من رد فعل الآخرين، حيث ربما لن يتفهموا أو يتعاطفوا وربما يحكمون عليهم بالضعف أو يتهمونهم بالهروب من مواجهة المشاكل. لذا ربما يلجأون إلى إخفاء ذلك حتى عن المقربين منهم.

من هم الأكثر عرضة للانتحار؟ 

ربما كانت الأفكار الانتحارية أعراضا بسبب مشاكل نفسية أو عقلية أو ضغط نفسي يمر الشخص به. ووفقًا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، 90% على الأقل ممن يتوفون بسبب الانتحار كانوا يعانون من اضطرابات نفسية أو أكثر مثل الاكتئاب، اضطراب ثنائي القطب، والفصام (الشيزوفرانيا) فضلًا عن إدمان الكحول. كمان أن العزلة الاجتماعية والوحدة والمرض المميت أو الألم المزمن مدعاة للانتحار لدى البعض. ويلعب الاكتئاب دورًا كبيرًا في الانتحار، حيث أن الشخص الذي يميل للانتحار يتخيّل أن هناك حل لمعانته من خلال الموت بسبب الاكتئاب.

التغييرات والعلامات التحذيرية

يشعر الشخص المتعايش مع الأفكار الانتحارية بالذنب أو الخزي وانعدم القيمة وأن لا أحد يهتم لأمره ويقل ظهوره في الأنشطة الاجتماعية أو العمل ويبدأ في الانسحاب من دوائره المقربة. كما يبدأ في الإهمال في مظهره وتظهر تغييرات في نظام نومه وعاداته الغذائية.

كيف تساعد؟

أولا عليك أن تأخذ المسألة بجدية

وجدت دراسات أن أكثر من 75% ممن أقدموا على إنهاء حياتهم فعلوا أشياءً في الأسابيع أو الأشهر القليلة السابقة أشارت إلى أن كونهم كانوا في حالة يأس شديد من الحياة.

تذكر أن السلوك الانتحاري هو نداء استغاثة

فكرة أن الشخص الذي يفكر في الانتحار لم يمنعه شيء عن ذلك غير حقيقية. طالما أن ذلك الشخص لا يزال على قيد الحياة دليل على أن جزءا منه لايزال لا يريد الموت. وذلك الجزء بحاجة إلى مساعدة من حوله. لذا إذا لجأ لك شخص متحدثا عن أفكاره الانتحارية فهذا يعني أنه بحاجة إلى اهتمامك واستماعك إليه.

استمع إليه 

ليس عليك أن تقول الكثير، فقط استمع إلى أفكارهم وآلامهم ومشاكلهم وما يشعرون به مهما بدا لك سلبيا. امنحهم الفرصة كي لا يكونوا وحدهم في الألم. التعاطف والصبر والتقبل هو أشد ما يحتاجون إليه. وتجنب الجدال أو إسداء النصائح.

الحث على طلب مساعدة اختصاصي

شجّع الشخص المتعايش مع الأفكار الانتحارية على اللجوء لطبيب أو استشاري نفسي، أو اصطحبه بنفسك إليه. تابع معه المرحلة العلاجية، وإذا كتب الطبيب أدوية تابعها معه. وكن على وعي بالآثار الجانبية للعقاقير الطبية وأخبر الطبيب إذا رأيت أن الأمور تزداد سوءا.

بادر بعرض المساعدة

المتعايش مع الأفكار الانتحارية قد لا يطلب مساعدتك، لا تقل له اتصل بي إن احتجت شيئا. تحدث أنت إليه ولا تتنظر أن يهاتفك مرة أخرى. حاول أن تزيل من حوله الوسائل التي قد تساعده على الانتحار مثل الأسلحة، السكاكين، شفرات الحلاقة، العقاقير. وإذا كان الشخص يميل إلى تناول جرعة أدوية زائدة. لا تجعلها في متناول يده أو أعطه فقط ما يحتاجه لعلاجه منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى