مُنعت من قيادة السيارة وتحركاتها كانت ترصد على مدار الساعة
ترجمة: ماري مراد
المصدر: ديلي ميل
كشفت صحيفة “ميل أون لاين” البريطانية تفاصيلا جديدة عن “الأميرة الهاربة” التي يُعتقد أنها ابنة نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي “محمد بن راشد آل مكتوم”، وهربت من دبي (بمساعدة جاسوس فرنسي سابق) بحثا عن حريتها في محاولة لعيش حياة طبيعية دون خوف.
وادعت الشيخة لطيفة محمد آل مكتوم، التي تقول إنها ابنة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي الملياردير، أنها لم تكن تنعم بالحرية في دبي وتم احتجازها سرا في سجن 3 سنوات بعد محاولة هروب فاشلة حينما كانت مراهقة، مشيرة إلى أنها خدرت في المستشفى لوقف تمردها وإثارتها للمشاكل، لكن الصحيفة لم تتمكن من إثبات صحة الادعاء.
لطيفة، البالغة 33 عاما، يُعتقد أنها مختبئة على متن يخت قبالة قبالة سواحل جنوب الهند ومن المتوقع أن تسعى للحصول على اللجوء السياسي في الولايات المتحدة حيث اتصلت بمحام هناك.
لكن قبل الرحيل، سجلت الشيخة- التي ذكرت أنها واحدة من بين 30 ابنا لآل مكتوم من 6 زوجات- فيديو عاطفي يحمل تفاصيل صادمة لأسباب رغبتها في الهروب، وادعت أنه لم يُسمح لها بمغادرة البلاد منذ عام 2000، كما كانت محرومة من قيادة السيارة، وتحركاتها كانت ترصد على مدار الساعة.
رغم أنها في الثلاثينات من عمرها، تقول لطيفة إنه كان يجب عليها أن تلتزم بحظر التجول الصارم ولا تتمتع بالحرية التي يتمتع بها الآخرون في البلاد، التي تعد واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم.
وبجانب الفيديو، أرسلت لطيفة أيضا سلسلة من الرسائل الصوتية اليائسة التي توضح أسباب الفرار، وحصلت “ميل أون لاين” على الرسائل والفيديوهات بعدما طلبت لطيفة من الأصدقاء الإعلان عن دوافع الفرار.
وفي رسالة عبر “فيسبوك”، ادعت لطيفة أنها تعيش في خوف من أن يتم إلقاء القبض عليها وإعادتها إلى البلاد، وقالت في رسالة صوتية لـ”ميل أون لاين”: “تركت الإمارات العربية المتحدة لكنني لست خارج إطار الخطر. أتمنى أن يكون كل شيء على ما يرام طالما هناك العديد من الأشخاص الذين يساعدونني”.
وفقًا للصحيفة، والد لطيفة الشيخ محمد، 68 عاما، يتمتع بعلاقة قوية مع ملكة بريطانيا لشغفهما المشترك بسباق الخيل، وفي حين أنه معروف في حلبة سباق الخيل، لكن حياته العائلية في دبي سر يخضع لحراسة مشددة.
وبحسب ادعاء لطيفة، فهي ابنة إحدى زوجات الشيخ الأقل شهرة، ولديها شقيقتين أخرتين وهي الثالثة بعدهما.
الصحيفة أشارت إلى أن لطيفة ليس لديها أي حساب رسمي ومنذ هروبها أغلقت حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي فيديو، فسرت لطيفة بصوت هادئ أسباب هروبها: “ليس لدي الحرية التي يتمتع بها الأخرون، ليس لدينا حرية اختيار”، مشيرة إلى أنه لا يسمح لها بالاحتفاظ بجواز سفرها، وإذا سمح لها بمغادرة دبي فيعين لها سائقا خاصا.
وتابعت: “أنا مقيدة للغاية، لا يمكنني حتى الانتقال إلى إمارة أخرى دون إذن، لم أغادر دبي منذ عام 2000”.
قبل حصولها على حريتها، تواصلت لطيفة مع مجموعة “المحتجزين في دبي” التي استخدمت اتصالاتها المكثفة في الإمارات للتحقق من هويتها وادعاءاتها، وأكدت المجموعة في وقت لاحق أنها تحدثت مع شركاء مقربين من لطيفة أكدوا أنها ابنة حاكم دبي وعضو في العائلة المالكة، علاوة على حصولها على نسخة من جواز السفر، الذي ينص على أن حامله عضو في العائلة الحاكمة في دبي.
لطيفة أوضحت أنها بعد محاولة الهروب الفاشلة عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها ومعاملتها اللاحقة، أصبحت تشك في الناس ويمكنها قضاء كل وقتها مع الحيوانات، وقالت: “لم يكن لدي أي شخص لأثق فيه، لقد استغرقت سنوات لأتعافى من تلك التجربة”.
وفي محاولة لإثبات هويتها، ذكرت أين ذهبت إلى المدرسة وهواياتها متوسلة من قابلوها خلال ركوب الخيل والقفز بالمظلات تأكيد هويتها عند مشاهدهم الفيديو، وقالت: “أتطلع إلى حياة أفضل. بدء فصل جديد في حياتي، لا يوجد سبب للبقاء في دبي، أو العودة إلى هناك”.
الصحيفة رجحت أن الفيديو صُور داخل غرفة بفندق إذ ظهرت لطيفة جالسة وخلفها نافذة، لافتة إلى أنه رغم حفاظ لطيفة على هدوئها خلال الفيلم، لكن صوتها كان ممتلأ بالعواطف، وأنهت الفيديو بـ”إن لم أتمكن من النجاح، أتمنى أن يحدث بعض التغير”.
ومن جانبها، تواصلت مجموعة “محتجزين في دبي” بشرطة سكوتلاند يارد في 5 مارس للإبلاغ عن لطيفة كونها شخصا مفقودا.
وقال ديفيد هيج من المجموعة، التي تناشد المحاميين والمحققين لتقديم مساعدتهم، إنهم أجروا تحقيقات مفصلة للتحقق من كون هذه المرأة حقيقية وليست مخادعة، وبدأ طلب المساعدة منذ أسبوعين حينما حصلت مجموعة “المحتجزين في دبي” على إيميل من لطيفة.
وفي رسالة منفصلة قالت لطيفة: “من فضلكم من فضلكم، هناك رجال بالخارج، لا أعرف ماذا يحدث”، وفي رسالة سابقة وصفت كيف عانت خلال عيشها بالإمارات.
ومنذ آخر رسالة الأحد الماضي، لم تتلق المجموعة أي اتصال منها، وقالت رادها ستيرلنغ، مؤسسة “معتقلين في دبي”، إنها تشعر الآن بقلق بالغ حيال سلامة الأميرة.
وقالت في رسالتها إلى سكوتلاند يارد: “لقد تلقينا نصائح من محاميين ومهنيين قانونيين ومنظمات خيرية لحقوق الإنسان حول هذه المسألة، لضمان أننا نتصرف بطريقة مناسبة”، لافتة إلى شعورها بقلق بالغ إزاء إمكانية تعرض أشخاص للانتقام بعد اختفائهم من قبل أشخاص من بلادهم الأصلية بعد الفرار.
وذكرت ستيرلنغ أن صوت لطيفة كان مرتعبا في آخر رسالة صوتية، وقالت: “كانت تبدو بائسة هي قالت رادها ساعديني من فضلك، هناك رجال بالخارج، وأنها سمعت صوت إطلاق نار”.
وأضافت: “هي قالت إنها تختبأ في الحمام، الذي أفترض أنه يعني على متن القارب مع صديق غير معروف، فطلبت منها تسجيل رسائل صوتية وفيديوهات وإرسال أكبر قدر من المعلومات. ورغم هذا لم أتلق أي رد بعد هذا، لكنني رأيتها متصلة بالإنترنت لبضع دقائق بعد الاتصال، فكتبت مزيد من الأسئلة لكنها لم تراه”.
ويعتقد الآن أن لطيفة بصحبة جاسوس فرنسي، لديه تاريخ في مساعدة الأشخاص على الخروج من دبي على يخته المسجل في الولايات المتحدة، وأشارت الصحيفة إلى أن الفرنسي أخبر “المحتجزين في دبي” أنه كان مع لطيفة وأعرب عن خوفه من أن يتم اعتراضهما.
لطيفة، التي تعطي تقول إنها ولد في 1985، لفتت إلى أنها قررت الفرار من البلاد بعد أن شاهدت كيف حاولت شقيقتها الكبرى “شمسة” الهروب في عام 2001.
وكانت شمسة آل مكتوم في الثامنة عشرة من عمرها عندما اختفت، حسب التقارير في ذلك الوقت.