تقارير انتشرت، منذ الخميس الماضي، عن فيديو لفيلم إباحي تم تصويره على سفح الهرم الأكبر، قام به مصور دنماركي وصديقته، عقب تسلقهما الهرم ليلاً، وهو ما اعتبره البعض بمثابة استهانة بتاريخ الفراعنة.
وكان المصور الدنماركي Andreas Hvid قد نشر الفيديو له عبر حسابه على موقع “إنستجرام” مع صديقته، خلال تسللهما ليلا هربًا من شرطة السياحة المصرية ليستلقا الهرم الأكبر، حيث علق عليه قائلاً: “تسلقت أنا وصديقتي هرم خوفو الأكبر في الجيزة، وخوفًا من رصدنا من قبل الحراس، لم أصور ساعات عدة من رحلة الصعود التي تسللنا خلالها إلى قمة الهرم”.
ولكن ما حقيقة الفيديو؟
من جهته، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، الدكتور مصطفى وزيري، أن الفيلم الإباحي المصور في منطقة الأهرامات “فوتو شوب”.
ودلّل وزيري، على صحة حديثه خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “حضرة المواطن”، المذاع على قناة “الحدث اليوم”، لسببين، الأول أن الصورة الصفراء للإضاءة التي ظهرت في مقطع الفيديو تثبت أنه مفبرك، والثاني أن الشمس لا تشرق أبدًا من الناحية الغربية في مصر كما هو موضح في الفيديو.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه وارد تصوير الفيلم في غفلة ما على أحد الأهرامات الملكية الصغيرة، ولكن من المستحيل تصويره في الأهرامات الثلاثة الكبرى، لافتًا إلى أنه تمت إحالة الواقعة برمتها للنائب العام، والفيلم الذي تم تداوله.
وأشار إلى أن هذه الوقائع متعمدة وتحدث مع كل اكتشاف تعلن عنه مصر بغرض التشويش على إنجازات وزارة الآثار، مثلما حدث وقت زيارة وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان الأسبوع الماضي.
(في إشارة منه إلى الصورة المفبركة التي انتشرت للأهرامات الثلاث بعلم السعودية وقت زيارة بن سلمان، والتي أعقبت الإعلان عن اكتشاف الأقصر)
وكان الدكتور خالد العناني وزير الآثار، علق على الواقعة، مؤكدا أن الفيلم الذي شاهده المصريون تضمن واقعتين، واقعة تسلق الهرم وصورة مخلة للآداب، متابعا: “أنا مش متخصص إني أقول إن الصورة الإباحية صح ولا غلط، دي شغلة النيابة العامة”.
وأكد العناني في حديثه خلال اجتماع لجنة الإعلام والثقافة والآثار بالبرلمان التي عقدت صباح اليوم برئاسة النائب أسامة هيكل، أنه طالب بخبراء لتوضيح مدى صحة الصورة من عدمه، متابعا: “النيابة العامة أيضا هتقول الناس دول طلعوا إزاي، وفي النهاية النيابة العامة هتاخد أقصى عقاب ضد أي مقصر”.
حذف الفيديو
وبعد حالة الجدل والغضب الشديد شهدتها مصر خلال الساعات الماضية، تبعتها تحركات رسمية، بسبب هذا الفيديو، قام هذا الشاب الذي اعتاد تصوير مشاهد مماثلة في الأماكن التاريخية حول العالم، في خطوة مفاجئة بحذف الفيديو والصور، لكنه احتفظ عبر موقعه بصورة توثيقية للواقعة ضمن ألبوم يضم مجموعة مشابهة في بلدان أخرى.
يذكر أن الواقعة ليست الأولى من نوعها في مصر، ففي العام الماضي، نشرت البلجيكية “Marisa papen”، عددًا من الصور لها وهي عارية بمنطقة آثار الهرم، وألقت شرطة السياحة والآثار، القبض على “ماريسا” في أثناء خضوعها لجلسة التصوير الثانية في معبد الكرنك بالأقصر، بعد أن نشرت الجلسة الأولى في الأهرامات.