ترجماتمنوعات

حين اكتشفت أني “حامل” في الثامنة والأربعين!

“استطعتُ أن أسافر كثيرًا وأستقر في زواجي وعملي قبل ولادة ياسمين”

ريتشل وايز ألهمت ملكة برواية قصتها بعد حملها في عمر 48 من دانييل كريج

في أواخر أبريل الماضي، أعلنت الممثلة البريطانية ريتشل وايز أنها حامل في سنها الثامنة والأربعين، من زوجها الفنان دانييل كريج؛ وهو ما دفع البريطانية “مليكة داتو” إلى مشاركة تجربتها الدافئة مع جيسيكا كارباني مساعدة التحرير بصحيفة “تليجراف” البريطانية، حيث شهدت في هذه التجربة ولادة طفلتها الأولى والوحيدة في نفس السن لتصبح أفضل تجارب حياتها على الإطلاق.

إليكم نص التجربة

حين أعلنت ريتشل حملها في سن الثامنة والأربعين كنتُ أعلم ما تشعر به، فقد قرأتُ علامة “موجب” على اختبار الحمل بعد 16 يوما -من الخجل- بعد عيد ميلادي الثامن والأربعين. بالمصطلحات الطبية أنا مُصنفة كأم في مرحلة الشيخوخة؛ لكني لا أهتم كم عمري وأحب كوني أمًا.

في الواقع كوني أكبر من الأمهات الأخريات هو أمر رائع، لأنني سافرتُ كثيرًا قبل أن تولد “ياسمين” في مايو 2011، فضلًا عن أنني كنتُ في علاقة مستقرة بعدما فشلت علاقتيْ زواج سابقتين، وحين علمتُ بحملي كنت سعيدة أنني استقررتُ في علاقتي مع زوجي الحالي مايك؛ وهو في عمر التاسعة والخمسين أي أنه “أب شيخ” أيضًا. وفضلًا عن ذلك، كنتُ قد أسستُ لنفسي مسيرتي المهنية.

كنتُ في السابق نائب أول لرئيس شركات “إستي لودر” والمدير العام لها، حيث كنت أبذل ساعات طويلة من اليوم للعمل؛ لكن الوقت الذي وُلدت فيه “ياسمين” غادرتُ فيه عملي لتأسيس العلامة التجارية الجديدة الخاصة بي في مجال مستحضرات التجميل “ميرومايا”، وكان هذا العمل أكثر مرونة.

كنت أدثرها وأتركها تنام بينما ينتظرني اجتماع عمل على طاولة العشاء. كان إطلاق علامة تجارية جديدة بينما عليّ إطعام طفلة في الثالثة صباحًا شيئًا شديد الصعوبة؛ لكني لا أعرف أي أم كبيرةً كانت أو صغيرةً لا تُحرم من النوم.

البريطانية مليكة داتو

وفي حين أن ريتشل لديها ابن بالفعل قبل طفلتها القادمة، ومايك زوجي لديه ابنتين كبيرتين في سن 18 و22 عامًا، فإن “ياسمين” هي طفلتي الأولى. لم أخطط لتأجيل الإنجاب حتى سن الثامنة والأربعين، فقد رغبتُ دائمًا في إنجاب أطفال، لكني بحلول أوائل سنوات الأربعين من حياتي كنتُ قد أجهِضتُ لخمس مرات، ثم شاهدتُ ذات يوم امرأة في برنامج صباحي بالتلفاز كانت قد أجهِضت 18 مرة حتى استطاعت الاحتفاظ بحملها التاسع عشر بمساعدة طبيب أمراض نساء وتوليد من أكبر الاستشاريين في هذا المجال.

حجزتُ موعدًا مع هذا الطبيب في نفس اليوم، وحذّرني من أن خصوبتي تنخفض سريعًا وقدّر أن لدي فرصة بنسبة 1% إلى 2% للإنجاب بالنظر إلى عمري وحالتي الصحية. لكني، ياللغرابة، شعرتُ بحماسة لأنه لا تزال هناك فرصة.

ابتهجنا أنا ومايك حين أصبحتُ حاملًا، لكن كانت هناك مضاعفات؛ فقد أظهرت الأشعة أن “ياسمين” توقفت عن النمو في عمر 29 أسبوعًا، لذا وُلدت قيصريًا قبل 10 أسابيع من الموعد الطبيعي لولادتها، وبقيت في المستشفى لستة أسابيع بينما أنا ومايك هناك نمسك بيدها الصغيرة، وانتابتنا سعادة غير عادية في اليوم الذي اصطحبناها فيه إلى المنزل.

تتم “ياسمين” عامها السابع هذا الشهر، وهي فتاة صغيرة سعيدة مفعمة بالحيوية حنونة مشرقة اجتماعية، تستمتع بهوايات المبارزة ولعب كرة القدم، ونحب الرقص معًا في أنحاء المطبخ.

الآن أنا في عمر الخامسة والخمسين وأكبر أم لطفلة في فصلها الدراسي، برغم أن هناك أمهات أخريات لا يبعدن عن مرحلتي العمرية كثيرًا. لكن، برغم الفارق العمري بيننا فإننا متفاهمتان، ولم أخجل أبدًا من إخبارها بسني، ولا زلت أدعو الآباء والأمهات إلى حفل في عيد الميلاد المجيد واستضفتُ حفل للفتيات قريبًا. لم أتخيل أبدًا أنني، في هذه السن، سأكوّن صداقات على أسوار مدرسة، لكننا كأمهات أصبحنا مقربين جدًا.

في الوقت نفسه، ترى صديقاتي المماثلات لي في العمر أنني محظوظة حقًا، فقد كبر معظم أولادهن لكن لم يتركوا لهن أحفادًا بعد، لذا يحبون أن يتواجدوا مع الأطفال الصغيرة ويشاركون “ياسمين” في كل شيء، حتى أن إحداهن علمتها السباحة.

أصبحتُ على درجة من الوعي الصحي أكبر مما كنتُ عليه، لأنني لا أريد أن تفتقدني “ياسمين” وهي في العشرينات من عمرها، وأحب أن أعتقد أنه بإمكاني أن أمنح النساء هذا الأمل الإيجابي بداخلي،. الأمومة أكثر تجربة حققت لي متعة شديدة مُستدامة في حياتي؛ تجربة ستظل تمنحني السعادة حتى اليوم الذي أموت فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى