اقتصاد

تجّار لـ”زحمة”: سوق الذهب تُغلق أبوابها في وجه البائع والمُشتري!

3 مصانع فقط التي تعمل من إجمالي 15.. و"مابقاش فيه مُشتري"

تقرير- هبة حامد

لم تكن سوق الذهب مجرّد تجارة تقتصر فقط على عملية البيع والشراء وتحقّق ربحية للبائع ووسيلة ادّخار آمنة للمشتري.

شراء الذهب تقليد اجتماعي اعتادت كثير من الأسر من الطبقات المتوسطة والفقيرة قبل الغنية ممارسته كوسيلة لتجميد أموالهم، بهدف الاستثمار مستقبلًا، أو سعيًا منهم للحفاظ على قيمة أموالهم، إلا أنه وبعد ثورة 25 يناير شهدت تجارة الذهب منحنى آخر وأصبح للركود الكلمة العليا.

لقد أجبر التغيير الذي شهده الوضع الاقتصادي المشتري على الإحجام عن الشراء، وبخاصة بعد أن تزايد سعر الذهب ليصل الآن إلى ضعف ما كان عليه قبل 8 سنوات، وهو ما دفع تجّار إمّا لتقليل المعروض في محالهم أو تغيير نشاطهم تمامًا.

كيفورك مظلوميان، عضو شعبة المصوغات والمجوهرات في الغرفة التجارية في الإسكندرية، يقول لـ”زحمة”، إن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا ملحوظا في سوق الذهب بسبب سوء الوضع الاقتصادي، وتسبّب ذلك في خسائر كبرى للتجّار.

وأضاف: “مابقاش فيه مشتري، عدد كبير من التجّار اضطر إلى اتخاذ خطوات لتقليل الخسائر، مثل تقليل العمالة، أو تخفيض المعروض إلى النصف، وهناك نسبة كبيرة جدا لجأت لإغلاق محالها أو تحويل نشاطها التجاري، ضعف الإقبال تسبّب في عدم قدرة تجار الذهب على الوفاء بمصروفاتهم وبالتالي فإن البحث عن بديل كان ضرورة”.

وأشار مظلوميان إلى أن مدينة العبور كان بها 15 مصنعا للذهب لم تتبقّ منها الآن سوى ثلاثة مصانع فقط، محذّرًا مما أسماه “غياب الرقابة والتشريعات” التي تحكم سوق الذهب، والتي من شأنها أن تزيد نسبة الركود بعد عزوف المشترين.

وأوضح: “بعض التجار يستغلون المواسم والأعياد، والتي تشهد فيها سوق الذهب رواجا “نسبيًا”، في وضع زيادات جديدة بحجة المصنعية والتي تتم المغالاة في سعرها”.

أما محمد السيد شحاتة، عضو الشعبة، يعتبر أن أغلب تجار الذهب الذين حوّلوا نشاط محلاتهم التجارية “دخلاء على المهنة”، وأنهم ليسوا من أصحاب المهنة الأصليين، متوقعًا بأن تشهد سوق الذهب رواجًا خلال الفترة الحالية بعد انخفاض السعر.

يذكر أن سعر الذهب شهد تراجعًا طفيفًا خلال الأسبوع الماضي ليسجل سعر الجرام 601 جنيه لعيار 21، و518 جنيها لعيار 18، و628 جنيها لعيار 24، إلا أن هذه الانخفاضات لا تنعكس على حركة السوق التي تعاني مِن استمرار حالة الركود بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى