عاش ضعف متوسط عمر الإوز
فارق ذكر إوز يدعى توماس، وهو أعمى وثنائي الجنس، الحياة حينما بلغ 40 عاما، بعدما قضى سنوات في قصة حب “من طرف تالت”.
لم يكن توماس مثل رفاقه في بحيرة وايمانو في وايكاناي شمال العاصمة النيوزيلاندية ولينجتون، حيث عاش لمدة 3 عقود، فكانت حياته منذ بدايتها مثيرة للاهتمام وفريدة.
في البداية فشل توماس في الانسجام مع الإناث من الإوز في بحيرة وايمانو، وهذا الأمر قد يبدو طبيعيا لكن الغريب أنه اختار بجعة سوداء ذكر يُدعى هنري، ومنذ ذلك الحين لم ينفصل الثنائي لمدة 24 عاما، إلى أن تغيّرت الأحداث.
ظهرت بجعة تدعى هنريتا في المشهد، لتتمكن في وقت لاحق من خطف قلب هنري، ليجد توماس أنه لم تعد هناك حاجة إليه، ورغم هذا خالف توماس كل التوقعات، فبدلا من أن يقرر الرحيل في هدوء فضل البقاء ليكمل قصة حبه الآن ولكن “من طرف تالت”، ولم يكتفِ بهذا فحسب، بل قرر لعب دور “العم” لصغار هنري وهنريتا، البالغ عددهم 68، ليستمر هذا الأمر لمدة 6 سنوات.
وحسب رواية صحيفة “ديلي ميل“، يبدو أن القدر قرر حرمان توماس من عائلته الصغيرة، إذ مات هنري في 2009، ورحلت بعده هنريتا مع آخر، لتترك توماس وحيدا في سن متقدمة، ويبدو أن توماس كان متأثرا جدا بموت صديقه حتى بعد مرور سنوات، إذ أحيانا ما كان يُسمع صوته يبكي على رحيل هنري.
وفي وقت لاحق، يبدو أن السعادة التي طرقت باب توماس لتجعله يعثر على إوزة، لم تدم طويلا إذ تمكن ذكر إوز آخر يُدعى جورج من سرقة صغارهما.
وقبل 5 سنوات، نُقل توماس إلى الرعاية بعد تعرضه لسلسلة من المشاكل الصحية، بما في ذلك إعتام عدسة العين التي تركته في نهاية المطاف أعمى، ليكمل حياته بعد ذلك بصحبة مجموعة من الطيور العمياء.
ووفقًا لموقع “newshub“، فمن غير المعتاد للإوز العيش لمدة 40 عاما، إذ معظمها تعيش من 20 إلى 25 عاما.
من جانبه، ذكر كريج شيبرد من مؤسسة “the Wellington Bird Rehabilitation Trust”، الذي تكلف برعاية توماس في أيامه الأخيرة، أن توماس قرر أن يكون جزءا من حياة هنري وهنريتا، وقال: “لقد قرر فقط.. حسنا هذه ليست بالضرورة أن تكون حياتي فقط، لا يزال بإمكاني أن أكون جزءا من العائلة الكبيرة”.
وأوضح كريج أنه سيشتاق كثيرا لتوماس، الذي قال عنه: “الشيء الوحيد الذي كان يحبه الذرة، وإن لم تكن هناك ذرة، وهذا نادر الحدوث، كان يغضب”.
وبعد موته، كتبت مؤسسة “the Wellington Bird Rehabilitation Trust” عبر “فيسبوك”: “شكرا لجميع أولئك الذين أحبوا ورعوا وكانوا جزءا من حياة توماس”.