مجتمع

قرية هوجواي .. وطن لمرضى الخرف

إذا كبرت وشاء حظك أن تصاب بالخرف فإن قرية هوجواي تصلح وطنا لك

Huffingtonpost- كيمبرلى يام

ترجمة دعاء جمال

تبدو قرية “هوجواى” الواقعة فى هولندا، من الخارج مثل أي قرية أخرى. بها محل بقالة صغير، ومسرح ومختلف فروع المطاعم والمحلات. إلا أن كل سكانها مصابين بالخرف ( تدهور في الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على الاضطلاع بالأنشطة اليومية ) ، والبلدة نفسها عبارة عن مؤسسة رعاية، انشئت بهدف تقديم الرعاية للمصابين بالخرف مع إعطائهم استقلالية فى حياتهم.

وتقول إزابيل فان زوثيم، مسئولة المعلومات بـ”هوجواى” لقناة “ايه بى سي” الإخبارية خلال لقاء سابق في 2002: ” كل شىء مجهز لإعطاء المقيمين كل الرعاية التى يحتاجونها.. إنهم يشعرون كأنهم يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، وهذا هو ما نراه مهم للغاية”.

المجتمع، المتاح فقط للأشخاص المشخصين بالخرف الحاد، يعيش فيه 152 مريضاً، ويسكنون فى 23 وحدة سكنية، وفقاً لموقع “هوجواى”. ويندمج مقدمو الرعاية مع البيئة ويعيشون مع المقيمين فى مساكنهم. كما أنهم أيضاً يديرون المحلات والخدمات فى البلدة. ورغم أن المرضى ملزمون بالحركة ضمن أراضى هوجواى فقط، إلا أنهم أحرار بالسير فى أرجائها، والتمتع بالعديد من النشاطات التى قد يستمتعون بها فى أي بيئة طبيعية.

ويقول جو فيرهويف، أحد مرضى “هوجواى”،  لصحيفة نيويورك تايمز فى 2012: “أحياناً نتسوق، وأحياناً نستمع للموسيقى الكلاسيكية. والدي أحب الموسيقى الكلاسيكية. كان أبى موسيقيا”.

ويرى منتقدو فكرة القرية أنها تخدع المقيمين فيها وتجعلهم يعيشون في عالم خيالى، إلا أن خبراء يقولون إن أحد الطرق الأساسية لرعاية الأشخاص المصابين بالخرف تكون من خلال مقاربات بيئية، وهو ما يجعل “هوجواى” خيارا أفضل من أنظمة الرعاية الأخرى.

أخبر د. بول نيوهاوس، مدير مركز الطب الإدراكى بجامعة فاندربيلت، قناة “ايه بي سي”:  “فى الواقع، قد أدفع بأن هذا الحل أفضل من الناحية الأخلاقية عما نقوم به الآن، من وضع المرضى فيما نسميه بـ(المستشفيات المصغرة) وندعي أنها بيئة رعاية مناسبة”.

ووفقاً لتقرير “سى إن إن” فى 2013، يبدو أن المقيمين يستفيدون من الطريقة المتبعة في “هوجواي” حيث يأكل المرضى أفضل، ويأخذون أدوية أقل وفى النهاية يعيشون أطول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى