جيروزاليم بوست : وعد ترامب.. هل سينتقل جميع الدبلوماسيين مع سفارتهم إلى القدس؟
من المتوقع أن تفتح السفارة الأمريكية الجديدة أبوابها في 14 مايو، في الذكرى الـ70 لإعلان استقلال إسرائيل.
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريرا حول تأثير قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، المقرر في 14 مايو من هذا العام، مشددة على أن القرار يؤثر على العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية مع الولايات المتحدة.
التقرير أوضح أن القرار حظى بإشادة إسرائيلية إذ وصفته تل أبيب بالخطوة التاريخية المهمة، في حين عمق التصدع والخلاف بين واشنطن ورام الله.
وأقر الكونجرس الأمريكي قانونا في 1995 يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ويطالب الرئيس بنقل السفارة الأمريكية إلى البلدة، لكن الزعماء الأمريكيين السابقين التزموا بالتنازل المسموح لهم بموجب القانون لتجنب تنفيذ هذه الخطوة.
وفي خطابه أمام مؤتمر العمل السياسي المحافظ في أواخر فبراير، بعد فترة من إعلان وزارة الخارجية عن القرار، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس كان تحقيقا لوعد أساسي في حملته الانتخابية.
وقال: “تعرضت للهجوم من قبل العديد من الدول والكثير من الضغط، واتصل بي الكثيرون الذين توسلوا إلي قائلين لا تفعل هذا، لا تفعل هذا. فقلت يجب أن أفعل هذا، هذا هو الشيء الصحيح الذي علينا فعله، ولقد فعلته”.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شكر ترامب على قيادته وصداقته، وقال: “هذه لحظة عظيمة للشعب الإسرائيلي وتاريخية لدولة إسرائيل. جميع مواطني إسرائيل سيحتفلون معا، سيكون للقرار آثارا طويلة الأجل وأهمية تاريخية كبيرة”.
وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن تفتح السفارة أبوابها في 14 مايو، في الذكرى الـ70 لإعلان إسرائيل الاستقلال (رغم أن إسرائيل تحتفل بعيد الاستقلال بحسب التقويم العبري في 19 أبريل هذا العام)، وأيضا بعد يوم من “يوم القدس”، الذي تحتفل فيه إسرائيل بتحرير القدس في حرب الستة أيام 1967، والذي يأتي هذا العام في 13 مايو.
ويسعى الفلسطينيون إلى إعلان القدس الشرقية عاصمة مستقبلية، ويناشدون بأن أي قرارات تتعلق بالقدس يجب أن تتخذ فقط في إطار محادثات سلام بين الجانبين.
وأشار أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إلى أنه بالنسبة للفلسطينيين فإن توقيت نقل السفارة يتزامن مع ذكرى النكبة.
“نحن ندين هذا القرار بأشد العبارات الممكنة” هذا ما ذكره عريقات مضيفا: “هذا القرار يؤكد أن الإدارة الأمريكية أزالت نفسها من لعب أي دور لرعاية عملية السلام، وبسبب مثل هذه القرارات أصبحت أمريكا جزءا من المشكلة، وبالتالي لا يمكنها أن تكون جزءا من أي حل”.
ومن جانبه، أكد المتحدث باسم حماس في غزة، عبد اللطيف القانوع، أن القرار لن يعطي إسرائيل أي شرعية، و”لن يغير أي شيء في المدينة”، متابعا: “القرار سيفجر المنطقة في وجه إسرائيل”.
وانتقدت وزارة الخارجية التركية أيضا القرار الأمريكي، وأصدر بيانا قالت فيه إن الخطوة “تكشف عن إصرار أمريكي على تقويض أسس السلام”.
مبدئيا، وفقًا للتقرير، سيقوم السفير الأمريكي ديفيد فريدمان وفريق صغير بإعداد مكاتبهم في مبنى القنصلية الأمريكي الموجود في حي أرنونا بالقدس الغربية.
ومبنى أرنونا سيصبح مؤقتا مقر السفارة الأمريكية، رغم أن معظم الدبلوماسيين الأمريكيين سيبقون في مبنى السفارة الحالي في تل أبيب في شارع هاياركون.
وقالت وزارة الخارجية إنه في الوقت نفسه ستستمر عملية البحث عن مقر دائم للسفارة في القدس وستبدأ عملية البناء فقط في موعد غير محدد في المستقبل، والسيناريو الأكثر ترجيحا أن الموقع سيكون الفندق الدبلوماسي، الذي يقع بجوار القنصلية.
والفندق، المؤجر حاليا لكبار السن من المهاجرين الجدد، اشترته واشنطن في 2014، ووفقًا للخطة، سيتم تدمير المبنى وبناء السفارة في الموقع نفسه.
وتقدر تكلفة مبنى السفارة بحوالى نصف مليار دولار، وقالت ووزارة الخارجية إنها تدرس خيارات لتمويل المبنى الجديد، وعرض الملياردير اليهودي شيلدون أديلسون، متبرع رئيسي لدونالد ترامب ويتمتع بعلاقات وثيقة مع رئيس الوزراء نتنياهو، المساعدة.
التقرير نوه إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يطلب من الرئيس ترامب تقريب موعد افتتاح السفارة، رغم أن القرار جاء بمثابة دفعة إيجابية لنتنياهو الذي يواجه سلسلة من مزاعم الفساد.
وتأمل إسرائيل أن تحذو دول أخرى حذو واشنطن بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، لكن لم تعترف دولة أخرى حتى الآن بالقدس عاصمة لإسرائيل.
واعتراف ترامب رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر، أدى إلى صدور قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يندد بالقرار داعيا الدول إلى عدم نقل بعثتها الدبلوماسية إلى المدينة.
الصحيفة لفتت إلى أن إعلان ديسمبر أدى إلى إدانة شرسة من الفلسطينيين والعالم العربي والإسلامي، وتحذيرات من الحلفاء الغربيين، كما أثار القرار الخلاف بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول جهود السلام في الشرق الأوسط، وفي حديثها بعد محادثات في أواخر فبراير بين وزراء خارجية الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، ذكرت مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد فيديريكا موغيريني، أن القدس يجب أن تكون عاصمة مشتركة لدولتين، ويجب الحفاظ على “الوضع الخاص والطابع الخاص للمدينة”.