ترجمات

المستعمل يغلب الجديد.. صناعة الموضة أمام أزمات اقتصادية وسياسية صارخة!

بنسبة 73% يتم حرق الملابس أو وضعها في النفايات حال إهمالها

World Economic Forum

أكبر الاتجاهات في عالم الموضة اليوم، هي تلك التي لا يرغب أحد في مشاهدتها مما يجعل هناك زيادة كبيرة في إنتاج الملابس وتناقص في الاستخدام، فضلاً عن وجود معدلات ضخمة في النفايات إلى جانب رحلات الشحن الجوي الدولي التي تتولى مهام نقل الملابس.

ففي السنوات الخمس عشرة الماضية، تضاعفت صناعة الإنتاج، ولكن حينما تُهمل الملابس ولا يتم ارتدائها، فإنه بنسبة 73% يتم حرقها أو وضعها في النفايات.

في حين أن ما يتم جمعه لإعادة تدويره، يصل حوالي 12%، ومن المحتمل أن يكون ممزقًا، ومع ذلك يتم استخدام أقل من 1% مما تم جمعه لصنع ملابس جديدة.

 هذه الاتجاهات وحدها لا تدمر البيئة، ولكنها تقوض من فرص نجاح صناعة الموضة على المدى الطويل،  وتهدر من الصناعة مبلغ يقدر بـ560 مليار دولار  بسبب الملابس التي يتم ارتداؤها بشكل أقل ويتم بالكاد تدويرها.

وإلى جانب هذا الواقع الاقتصادي الصارخ، تواجه الموضة تدقيقًا متزايدًا من صناع السياسة، ففي المملكة المتحدة الشهر الماضي، أوصى أعضاء البرلمان بوضع مسؤولية أكبر على من ينتج الملابس، وفرض  ضرائب على العلامات التجارية للتوافق مع تغطية التكاليف حينما ينتهي العملاء من ارتداء هذه الملابس وإهمالها.

لقد أصبح من الواضح أنه حتى تزدهر صناعة الأزياء في المستقبل، فإنها تحتاج إلى إعادة تصميم جوهري من خلال اتباع مبادئ في الاقتصاد، وبناءً على هذا النهج، فإن نماذج الأعمال الجديدة ستزيد من استخدام الملابس، فضلاً عن استخدام الملابس المصنوعة من مواد آمنة ومتجددة، واستغلال الملابس القديمة التي يتم تدويرها لصنع ملابس جديدة.

ومن خلال تبني هذا الإطار، يُمكن أن تبدأ صناعة الأزياء بتحسين النتائج من ناحية الجهود المبذولة كما يمكن تحقيق مجالات جديدة للنمو، من خلال تلبية احتياجات العملاء بطرق جديدة وتوفير منافع بيئية، ومن ثمّ بدأ بعض العاملين بالفعل إدراك إمكانيات ابتكار نموذج عمل جديد.

والجدير بالذكر أن شعبية إيجار الملابس وإعادة بيعها تزداد، وإلى جانب ذلك تعد متاجر البضائع المستعملة في الشوارع، من بين القطاعات الأسرع نموًا، حيث ارتفعت نسبة البيع بالتجزئة حتى وصلت 7.6% في النصف الأول من عام 2018 بعد تحقيق أرباح بلغت 11.6% في عام 2017، حسب مجلة “فوربس”.

وحسب التقرير يجب توافق ابتكار نموذج العمل مع  إعادة التفكير في التصميم ذاته، ودعم المصممين – وهم أساس القلب الإبداعي لصناعة الأزياء- بالأدوات اللازمة للموضة.

ومن خلال التركيز على الكيفية التي سيتم بها صنع المنتج، وكيفية استخدامه، وما سيحدث بعد ذلك، يمكن للمصممين تحديد قيمة الملابس، بدلًا من رؤية تلك الملابس مُلقاة في مدافن النفايات أو تحترق حتى يتصاعد منها الدخان كما يحدث اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى