مجتمعمنوعات

أول “قبطانة” في البحرية الاسترالية.. مصرية

هاجرت من مصر مع أسرتها في سن الثالثة، ودرست هندسة الأسلحة وعملت 26 عاماً في البحرية الأسترالية

دايلي تيليجراف – جينيفر سيكستون – إعداد وترجمة: محمد الصباغ

لم يسبق أن حملت سفينة حربية استرالية على متنها امرأة. لكن القبطان المسلمة منى شندي بدأت حياتها المهنية في البحرية وهي في سن الـ 23. حصلت شندي على مؤهلها الجامعي في هندسة صناعة الأسلحة، عندما هاجرت وهي في سن الثالثة مع أسرتها من مصر.

وعلى متن الفرقاطة كانبرا، كانت شندي وزميلاتها في غرفتهم يعاملن كالمشاهير، لكن هذه الشهرة لم تكن دوما أمرا إيجابيا.

تقول منى: ”كان أمرا جديدا والناس يتابعون كل حركة نقوم بها، ماذا فعلنا وأين كنّا. في الغالب كل الخبرات كانت إيجابية لكن كان هناك أوقاتاً مثلت تحدياً“، وأضافت: ”أي مهندسة في أي بيئة عمل يجب أن تعمل بجد أكبر من أجل إثبات قيمتها، وإظهار قدرتها على المنافسة ويمكن تقبلها بشكل كامل كعضو فعال ومفيد للفريق بالفعل“.

وصلت القبطان شندي إلى قمة حياتها المهنية عندما تم اختيارها الشهر الجاري كامرأة العام من برنامج “تليسترا” للجوائز –يقدم لتكريم وتشجيع المتميزين والمبتكرين في مجالات العمل. ومن خلال منصبها الحالي كمدير لشؤون الدعم البحري والحربي، تقدم الاستشارات للحكومة الأسترالية حول أفضل الطرق لإنفاق مليارات الدولارات فيما يتعلق باستبدال الدبابات، والسفن، وزوارق الدوريات – تقريباً كل شئ عدا الغواصات.

وعملت من قبل في إدارة برنامج نظام الفرقاطة السريعة، وحولتها من منظمة غير فعالة وعلاقات عدائية إلى ثقافة التعاون واعتمدت العقود على جودة الأداء. كما أنها وفرت قرابة 30% من تكاليف الميزانية التي وصلت إلى 130 مليون دولار.

وقالت منى: ”كان الناس سعداء مع نهاية فترتي، كانت السفن تغادر المرفأ في موعدها مع إنجاز كل أعمال الصيانة، وهذا لم يكن يحدث من قبل“.

تزوجت شندي بعد انضمامها للبحرية وأثناء خدمتها على متن الفرقاطة كانبرا، ولديها الآن ابنة، 20 عاماً، وابن ، 18 عاماً، وابنه أصغر 11 عاماً.

كانت الوظيفة صعبة للمرأة حيث تظل على متن السفن لمدة قد تصل لعامين، وقالت منى: ”بالنسبة لأي أم فترة 6 أشهر بعيداً عن الأطفال الصغار تعتبر تضحية كبيرة“.

لم يكن ليحدث ذلك بدون الدعم الممتد من عائلتها. وجود والدتها كان أمراً بالغ الأهمية، وقال: ”هي كانت شبه أم لأبنائي عندما أغيب عنهم“، والزوج أيضاً قام في بعض الفترات بالتفرغ بعيداً عن حياته المهنية.

تهدف منى إلى تشجيع مسلمين أكثر على الدخول في قوات الدفاع – 100 جندي مسلم فقط من بين 45 ألف من قوات الدفاع، ومنهم 27 فقط في البحرية.

وقالت إن الهجمات الإرهابية التي سطت على التعاليم الدينية من أجل تبرير تلك الأفعال خلقت ”رعباً وشكوكاً لدى الآخرين من غير المسلمين“، وأضافت: ”بعض الناس يتصورون أن ذلك ينطبق على كل المجتمع المسلم“. وبدأ بعض الشباب المسلمين في رؤية الامر كأبيض وأسود واستخدام عبارات مثل ”نحن وهم“ أي المسلمين وغير المسلمين.

وأضافت أيضاً: ”لا يمتلكون الرؤية الناضجة التي توضح الرماديات وإدراك أن وجهة النظر تلك لا يفكر بها كل الآخرين. ويؤدي ذلك إلى تآكل الثقة بين الأطفال“.

وكانت رسالتها إلى هؤلاء هي :”يمكنك أن تفتخر كأسترالي يحب كل شئ يتعلق بتلك الأمة العظيمة وتحب أيضاً جذورك والمكان الذي أتيت منه وتقف مع كلا العالمين وكلا المجتمعين. هكذا أعيش حياتي وأود مساعدة الآخرين لإيجاد طريقهم“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى