اقتصادمجتمع

“ذا دايلي بيست”: العالم السري لأمراء “البلاي بوي” الخليجيين في أوروبا  

أظهرت وفاة الشيخ راشد، الإبن الأكبر لحاكم دبي الشيخ محمد، الإنفاق الكبير وطابع الحياة الملئ بالحفلات لشباب العرب المنغمسين في ملذاتهم

الدايلي بيست – توم سايكس– ترجمة: محمد الصباغ

هل قام ماجد عبدالعزيز آل سعود، الأمير السعودي البالغ 28 عاماً، بالاعتداء  جنسياً على خمس نساء في بيفري هيلز، وهو ما تحقق فيه الشرطة حاليا؟ انتشرت هذه الفضيحة عقب نهاية حياة أخرى مليئة بالفضائح، عندما شهدت دبي الإثنين الماضي نهاية فترة الحداد الخاصة بالشيخ راشد، الابن الأكبر لحاكم دبي.

توفي راشد عن عمر يبلغ 33 عاماً بعد تعرضه لأزمة قلبية في 19 سبتمبر.

وتأمل العائلة الحاكمة في دولة الإمارات الغنية بالنفط أن يسدل الستار وينتهي الحديث عن الأمر بعد نهاية فترة الحداد. لسنوات كثيرة ازدادت التكهنات حول أن الأمير الساحر والمبهر راشد، الذي عاش حياة مليئة بالترف والخيول والسيارات السريعة والنساء الجميلات، كان يتعاطى المخدرات بشكل دائم ومدمن للجنس.

في الإمارات، قوبلت وفاة الأمير برسائل النعي الرسمية. وفي الغرب، ألقى الأمر بقليل من الضوء النادر على العالم السري للشباب العرب المترفين الذين يتدفقون كل صيف هرباً من حرارة الشرق الأوسط، وينفقون كميات كبيرة من الأموال على حياة الخلاعة في الغرب.

ظهر هذا السلوك المزعوم للأمراء العرب مرة أخرى يوم الجمعة حينما ذكر أن ماجد عبد العزيز آل سعود قد اتهم بمحاولة إجبار موظفة على ممارسة نشاط جنسي معه، ثم ظهرت تقارير أخرى حول اعتدائه جنسياً على خمس نساء.

حدث ذلك بعد أسبوعين من هروب الشيخ خالد بن حمد آل ثاني من الولايات المتحدة، وهو من أمراء العائلة الحاكمة في قطر، في أعقاب اتهامه بالدخول في سباق سرعة بسيارته الفيراري مع أخرى بشوارع لوس أنجلوس أثناء إقامته بفندق بيفرلي ويلشير.

أما في لندن فقد اعتاد السكان على تلك الأفعال. أصبح تدفق مليونيرات النفط إلى المدينة عادة سنوية كل صيف، وأكثر الأشياء ملاحظة هو صفوف السيارات الفارهة مثل سيارة رينج روفر المطلية بالذهب، التي تقف أمام معالم معروفة مثل فندق دورتشستر، وكلاريدجيس، ومحلات هارودز.

هؤلاء الأثرياء من الدول الغنية بالنفط كقطر والسعودية والإمارات والكويت، يأتون إلى لندن بمركباتهم الباهظة والتي يتكلف نقلها حوالي 30 ألف دولار.

في الواقع، تخصص شركة قطر للطيران (Qatar Airways) طائرات كاملة لنقل السيارات من وإلى الشرق الأوسط في فصل الصيف.

يقول أحد الأرستقراطيين الذي يعيش بلندن ”الأمر شديد الغرابة. يمكنك أن تحصل على طاولة لاحتساء الشاي بفندق كلاريدج في يوليو، لكن الفندق يكون ممتلىء تماماً بالعرب. أكون تقريباً الشخص الانجليزي الوحيد“.

ويقول دانيل هالورث، المتخصص في استيراد السيارات بطريقة مؤقتة إلى أوروبا للعملاء العرب، إن هؤلاء الشباب شديدو الثراء ويعيشون في ترف وملذات دائمة ويأتون كل صيف إلى لندن، ورغم حرصهم على إظهار ثرائهم إلا أنهم في نفس الوقت حريصون على خصوصيتهم”.

ويضيف ”تتراوح أعمار معظمهم بين 21 و 25 عاماً، ويمتلكون أموالاً طائلة من النفط في أوطانهم. يأتون إلى لندن للتصرف بحرية لأن الحياة في بلادهم شديدة الصرامة والملل. لا يستطيعون الحركة والقيام بالأفعال المجنونة. يأتون إلى هنا في الصيف من أجل المرح والاستمتاع قبل العودة إلى بلادهم والزواج“.

ويكمل حديثه قائلاً ”نقوم بنقل السيارات إلى مطارهيثرو، وتكون في وضع الاستيراد المؤقت. عادة ما تصل إلى لندن في يوليو، ومدة بقاء تلك السيارات تعتمد على الطقس. لو كان الجو ممطراً بدرجة كبيرة، كهذا العام، يتم نقلهم إلى جنوب فرنسا بعد عدة أسابيع“.

ويصف هالورث هؤلاء الشباب بأنهم من العملاء الذين لو طلبوا شيئاً ما يجب أن ينفذ في الحال، ففعله غداً ليس أمراً جيداً. ويضيف: ”يقيم الكثير منهم في ممتلكات استثمارية خاصة بهم، أو بأجنحة في الفنادق الفاخرة. ومن الفنادق المشهورة التي يقيمون بها فندق ذا دورتشيستر، لأن السيارات تستطيع الانتظار أمام الفندق“.

ويؤكد ”بالفعل هم محصنون، وغير مصابين بجنون العظمة لكنهم يعيشون بخصوصية. لا يريدون من أي شخص أن يعرف من هم أو ماذا يفعلون. هم سعداء بنظر الناس إلى سياراتهم، لكنهم لن يخبروا أي شخص بأسمائهم“.

في أحيان كثيرة يزداد السخط على هؤلاء الأشخاص المستهترين – أحد المتقاعدين المعروفين بالخلق الدمث أدانته محكمة بعد يوم من إضراره بسيارة فارهة حيث كانت في سباق بشارع سلون في لندن.

وقال جون مكجون في المحكمة: ”وصلت إلى شارع سلون لأجد ضوضاء مزعجة تسببها سيارات في الشارع. وجدت أنا وصديقي الضوضاء مؤلمة كما هي مزعجة وطالبت من رجل الشرطة أن يوقف السيارة الأولى، لكنه لم يبد أي اهتمام“، ويضيف: ”ومع الاحباط الكبير قمت فقط بخدش السيارة“.

كان الراحل الشيخ راشد الذي درس بساند هارست، معسكر تدريب الضباط بالجيش البريطاني، معروفاً بأنه زائر دائم للندن.

وبعيداً عن ثروة والده الكبيرة، وثروته الشخصية التي قدرها موقع “فوربيس” بـ 1.9 مليار دولار، ربما كان من غير المفاجئ أنه حتى وفقاً لمعايير رفقائه العرب من الشباب المستهترين شديدي الثراء، كان راشد معروفاً بتخطيه لهم، مع مزاعم بحفلات كبيرة لا تتوقف بفنادق في وسط لندن.

ومع الأغلبية الكبيرة من الرجال الذين يعيشون تلك الحياة في لندن، فإن نساء العائلات الملكية في الشرق الأوسط لسن أقل في التجول بين العواصم الأوروبية.

غالباً ما يفضلن باريس عن لندن (بسبب التسوق)، ويقيمن بفندق جورج الخامس أو فندق بلازا أتينيه (الذي يملكه سلطان بروناي). ويمثل دفع فواتير بقائهن أحياناً أمراً كبيراً.

على سبيل المثال، أقامت الأميرة مها بنت محمد بن أحمد السديري، شقيقة الملك الراحل عبد الله، في فندق ”شانجري لا“، وحاولت مغادرة باريس بعد أن حجزت 41 غرفة لمدة خمسة أشهر، وتركت فاتورة قيمتها 7 ملايين دولار. تم تسوية الفاتورة بعد 48 ساعة من قبل شخصيات بارزة في الأسرة السعودية الحاكمة، وتم إبقاء مها في المملكة السعودية حالياً وللأبد.

كما حدث أمر آخر بين الشيخ راشد ووالده، حينما تم حرمانه من دوره في خلافة والده في عام 2008 لصالح شقيقه الأصغر الشيخ حمدان. وقيل أن محاولته الانتحار كانت بسبب ما فعله أبيه، كما ذكر في وثيقة سرية أرسلت من القنصلية الأمريكية في دبي إلى واشنطن ونشرت في “ويكيليكس”.

وكتب القائم بأعمال القنصلية ديفيد وليامز ”زعم أن راشد قتل أحد المساعدين في مكتب الحاكم، وبالتالي أضاع فرصته في أن يكون الوريث“. ولم يتم إثبات هذا الزعم المذهل.

في سنواته الأخيرة، كان نادراً ما يسمح له بالخروج من دبي. تقلصت رحلاته إلى لندن بشدة. وفي عام 2011، قال أحد الموظفين إن عائلته أرسلته إلى مركز للتأهيل.

أبعد راشد عن الأضواء في السنوات الأخيرة. كما تم محوه بشكل كبير من السجلات الرقمية، حتى كان من الصعب أن تجد دليلا على وجود راشد على شبكة الإنترنت. كل صوره أزيلت من على الإنترنت إلا القليل من الصور الرسمية. والكثير من الصور التي نشرت له في الأيام القليلة الماضية في وسائل الإعلام كانت في الحقيقة لشقيقه الحي حمدان.

ورغم أن الشيخ واجه انتقادات في وطنه بسبب حرمان ابنه من حقه الملكي المكتسب بولادته أولاً، فحالياً كل الشكوك حول حكمة قرار الشيخ محمد انتهت بوفاة ابنه.

ومع ذلك، يستمر إنفاق الأموال على الحفلات والسيارات السريعة والمجوهرات والسفر حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى