سياسة

دراسة أميركية: المتدينون الأكثر مشاهدة للمواد الإباحية

دراسة أميركية: المتدينون الأكثر مشاهدة للمواد الإباحية

Huffingtonpost- بهار جوليبور

ترجمة دعاء جمال

قد يكون لدى الأشخاص المتدينين للغاية في الولايات المتحدة علاقة حب- كراهية مع المواد الإباحية، إلا أن بحثا جديدا يشير إلى أنهم لا يعترفون بهذا.

دراسة نشرت في الثاني من يونيو عن الإدمان الجنسي والقهرية في مجلة “العلاج والوقاية”، هدفت إلى معرفة كيف يتفاعل الأشخاص الذين عرّفوا أنفسهم كمتدينين (بناءً على كيفية تقييمهم لأهمية الدين في حياتهم ودرجة تدينهم) بشأن مشاهدة الأفراد المتدينين للمواد الإباحية.

يعتبر العديد من الأمريكان المتدينين مشاهدة المواد الإباحية كسلوك منحرف أو إدمان آثم، ويحاولون مخاطبته من خلال البرمجيات الأونلاين والتي تمنع الأفراد من الوصول للمواد الإباحية أو من خلال العلاج للأشخاص “المدمنين” لهذا الأمر.

قالت كارا ماكلنيس بجامعة كالجاري، المؤلف المشارك “مشاهدة المواد الإباحية بكثرة للدرجة التي تعطّل بها الحياة اليومية  يعتبر في العموم مشكلة. إلا أن بعض الأشخاص المتدينين قد يرون مشاهدة الأفلام الإباحية على الأرجح ليست إشكالية أو تمثل إدمانا.”

غير أن الدراسات بشأن استخدام الإنترنت عبر الولايات المتحدة وجدت أن نسبة أعلى من الأشخاص الذين يشتركون في الخدمات الإباحية أو يبحثون عن المواد الجنسية عبر الإنترنت، يصف الكثيرون منهم أنفسهم كمتدينين.

كيف يمكن لأشخاص متدينين للغاية أن يتفاعلوا مع مثل هذه المعلومات؟ طلبت ماكلنيس وجوردون هادسن، الأستاذ المساعد من جامعة يروك، أونتاريو، من أكثر من 200 أمريكي المشاركة في استقصاء بشأن درجة من التدين.

وقدم الفريق بعدها للمشاركين أدلة على التناقض في حجم استخدام المواد الإباحية.

“تفاعل هؤلاء المشاركين بشكل سلبي مع نتائج البحث وكانوا أقل استعداداً لتقبلها كحقيقة”.

من المؤكد كفاية، أن المشاركين المتدينين لم يعجبوا بما سمعوه، مقيمين المعلومات بأنها مزعجة، مقلقة ومهددة من ضمن قائمة من الاختيارات. كما كانوا أكثر أرجحية من نظرائهم غير المتدينين للاعتقاد بأن الاستقصاء تم عبر أبحاث مدفوعة سياسيا.

قالت ماكلنيس “رد هؤلاء المشاركون بشكل سلبي على النتائج وكانوا أقل استعدادا لتقبلهم كحقيقة. وهذا متناسق مع الميل العام لرفض الناس نتائج الأبحاث التي تتنافى مع آرائهم الشخصية.”

سابقاً، عام 2009، أشارت دراسة أجراها بنجامين إيلدمان من جامعة هارفارد بعنوان “مدن الضوء الأحمر: من يبتاع ترفيه البالغين على الإنترنت؟” إلى أن اشتراكات المواد الإباحية على الإنترنت أكثر شيوعاً في الولايات “المحافظة”، حيث نسبة أعلى من الأشخاص يقولون إنهم يتفقون مع عبارات “حتى معجزات اليوم تتم بقوة الرب” أو “لدي قيم قديمة الطراز بشأن العائلة والزواج” أو “الإيدز قد يكون عقاب الرب للسلوكيات الجنسية غير الأخلاقية.”

عام 2015، وجدت ماكلنيس وهادسن نفس الارتباط بين الولايات المتدينة واستخدام محتويات البالغين على الإنترنت. عرف البحث “الولايات المتدينة” بمن لديهم نسبة أعلى من الأفراد الذين عرفوا أنفسهم كمتدينين للغاية واعتبروا الدين مهما في حياتهم اليومية. ووجدوا أن هناك نسبة بحث أكثر عن المواد الجنسية على جوجل في هذه الولايات.

في الأثناء، دراسات عديدة لم تعتمد على بيانات الإنترنت، لكنها سألت أفراد بشكل مباشر عن استخدامهم المواد الإباحية، ووجدت أن التدين مرتبط بنسبة إبلاغ أقل عن استخدام المواد الإباحية.

إذن، كيف نصف التناقض بين بيانات الإنترنت وإبلاغات الأشخاص الشخصية؟

قالت ماكلنيس “لن يكون من المفاجئ للأشخاص المتدينين أن ينكروا أو لا يبلغوا عن مشاهدتهم لمحتوى جنسي، بالأخذ في الاعتبار أن هذا يخرق قيمهم الأساسية. كما أن نظريات التحليل النفسي تشير إلى أن هؤلاء المعارضين لسلوك محدد هم عند مرحلة ما ينجذبون له.”

سأل الباحثون أيضا المشاركين عن السمات التي يعتقدون أنها متصلة باستخدام المواد الإباحية. هذه المرة شارك 252 شخصاً في الاستقصاء. وقال المشاركون الأكثر تدينا إن القيم الأخلاقية، العرق والحالة الاجتماعية أكثر ارتباطاً بمشاهدة المواد الإباحية أكثر من التدين. وقالت ماكلينس إنهم عبروا أيضاً عن اعتقادات أكثر سلبية بشأن رؤية المواد الجنسية عبر الإنترنت، ووصفوها بالإشكالية أكثر من العنصرية والعنف بالأسلحة.

تقول ماكلينس إن الإفادات قد تكون ذات علاقة بالمعالجين النفسيين. “المعالجين النفسيين والأطباء قد يكونون أكثر انفتاحا بحيث إن الأفراد المتدينين للغاية قد يعتبرون أكثر قلقاً بشأن أنفسهم أو الآخرين الذين يشاهدون محتوى جنسيا أكثر من الأفراد الأقل تدينا.”

تقول ماكلنيس إن هذه الدراسات لا تعني بالضرورة أن الأشخاص المتدينين لا يخبرون الحقيقة بشأن عاداتهم. ويمكن لسبب آخر أن يشرح سبب كون البيانات لا تتطابق مع ما يقوله الأشخاص، إلا أن الباحثين لا يعرفون ما قد تكون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى