إعلاماقتصادسياسة

إيكونوميست: السوق المصرية ..ليست بهذا السوء

هناك مكان واحد خارج أميركا يحتوي على التركيبة السرية لمشروب كوكاكولا. هو مصر .التي ليست سوقها “بهذا السوء” بحسب الإيكونوميست.

COCC

عن Economist

ترجمة – ملكة بدر

بالنسبة لشركة “كوكاكولا” العالمية، تعتبر مصر المكان الوحيد خارج مقرها الرئيسي الأمريكي في أطلانطا ، الذي يمتلك مصنعها  الإقليمي للكوكاكولا التركيبة السرية للمشروب الشهير، كما إن مصر هي منبع مبيعات كوكاكولا إقليميًا، من أفغانستان إلى غانا.

أما شركة “مارس” الشهيرة بالحلويات، فيقول مديرها الإقليمي إن شركته “حظيت بثلاث سنوات رائعة بالرغم من الثورة”، وهو بيان يمثل شهادة أخرى على أن السوق في مصر ربما لا يكون بهذا السوء.

يقول هشام فهمي، المدير التنفيذي لغرفة التجارة الأمريكية، إن هناك مشكلات تواجه السوق المصري، السياسة التي بدأت بالثورة في 2011 وكان آخرها الانقلاب 2013، و”الوضع الأمني” الذي يستخدم ككلمة أكثر لطفًا لوصف الاحتجاجات العنيفة والقتل والاغتصاب وحرق الممتلكات والاعتداء على المواطنين. أما الرئيسان السابقان لمصر فهما قيد المحاكمة الآن، وتعاني البلاد عمومًا من نقص في الطاقة يمثل عائق مستمر أمام العمليات الضرورية للصناعات الكبيرة، كالأسمنت مثلا، فضلا عن نقص العملة الأجنبية التي تعوق الشركات عن استيراد مكونات ضرورية لصناعات بعينها، أو معظم الصناعات على وجه الدقة. وقطاع السياحة الذي تلقى ضربة قاسية، وتهديدات النقل المرتبطة بالحالة الأمنية، كل ذلك فعليًا يقول إن أي صناعة في مصر يقع عليها تأثير هذا الضرر.

إن عدم اليقين في حد ذاته يأخذ من قيمة أي استثمار تجاري، وقد تعمق هذا الشعور بسبب التخبط الواضح في خطوات تجاوز الأمور في مصر. عندما كان هاني دميان، وزير المالية الجديد، يحاول مثلا تطمين غرفة التجارة الأمريكية بأنه سيكون هناك نظام ضريبي جديد كلية يضع النموذج الأمريكي نصب عينيه، أشار إلى عدد من الاعتراضات المعقولة التي توضح كيف أصبح نظام الضرائب الاقتصادي في الولايات المتحدة ضارًا وسخيفًا.

كل هذا يشير إلى أن جهود فهمي في محاولة طمأنة المستثمرين الأمريكيين والمصريين في الغرفة على حد السواء كانت بلا جدوى، ولكنه دبلوماسي، لهذا بعد أن قام بالاعتراف بالمخاطر، أشار إلى الإيجابيات قائلا “نعم تضررت السياحة، لكن هذا يعني أن مصر الآن تعد صفقة جيدة يمكن أن تجتذب المسافرين من ألمانيا وإيطاليا وروسيا والأردن، كما أن هناك فرصة لإنشاء مناطق تنمية خاصة تتيح الفرصة أمام الصادرات المعفاة من الرسوم الجمركية إلى الولايات المتحدة، إذا كان 10% من محتوى تلك الصادرات إسرائيلي، بما يضمن مبيعات بقيمة مليار دولار، سواء لمنتجات مثل المنسوجات، أو حتى لمنتجات أقل أهمية مثل الخرشوف المعلب.

أما بالنسبة لشركات مثل جنرال موتورز التي بدأت في انتاج نوع جديد من الشاحنات في مصر، ومثلها تفعل كرايسلر، فإن كل ذلك بالنسبة لفهمي معناه أن الشركات الأجنبية التي استمرت في التواجد بمصر حتى بالرغم من الاضطرابات مازالت تجني الكثير من الأموال.

وبالرغم من كل هذه التوترات، ارتفع مؤشر سوق الأسهم المصرية على مدار العام الماضي بنسبة 50%، مما يجعله واحدا من أفضل الأسواق أداءًا في العالم. لكن  ارتفع عن ماذا؟ هذا هو ما يفسر لماذا لم تجذب هذه المعلومة انتباه أحد، المؤكد أن خطر التشاؤم المحيط بمصر، حتى لو كان ورائه أدلة تعضد من وجوده، يحجب كل المظاهر الواعدة بالتحسن في المستقبل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى