كانت تنتابني تخيلات أنهم سيسلمونني إلي داعش
ترجمة وإعداد- سلمى خطاب
كان السائح البريطاني روبرت لفام في طريقه للعودة إلي بلاده، قبل أن تحتجزه قوات الأمن المصرية لمدة ثلاثة أيام، لاعتقادهم أن معه قنبلة مصنوعة من علبة نعناع صفيحية.
وقال روبرت لفان بعد احتجاز دام لمدة 75 ساعة وبعدما اقتادته قوات الأمن لمسافة 240 كيلو متر في الصحراء “كانت تنتابني تخيلات أنهم سيسلمونني إلي داعش”.
وكان الرجل صاحب الـ54 عامًا عائدا إلي بلاده، بعد أجازة لمدة أسبوع بصحبة زوجته جوليا، في أول يوم لتطبيق حظر دخول الأجهزة الالكترونية إلي داخل الطائرات -الذي فرضته كلًا من بريطانيا والولايات المتحدة على مصر ودول آخري في الشرق الأوسط-، حين أوقفته قوات الأمن في مطار مرسي علم، بعدما شغل ميكروفون سماعته جهاز الإنذار في المطار.
أوقفت قوات الأمن الرجل وزوجته في حوالي الساعة 3.30 عصرًا في يوم 29 مارس، واحتجزتهما لمدة ثلاثة ساعات، وبعد أن أقلعت الطائرة بدونهما، أعيدت زوجته جوليا (54 عامًا) إلي الفندق، ونقلت أجهزة الأمن روبرت إلي مسافة 240 كيلو متر عبر الصحراء.
وقال روبرت “في البداية لم يقولوا لي أي شيء، ما جعل الأمور تبدو مخيفة”، وواصل “كانت رحلتنا من مطار مرسي علم تتزامن مع القواعد الجديدة بحظر الأجهزة الالكترونية على الطائرات، وكانت هناك سيدة من السفارة البريطانية تراجع كل الأشياء”.
وأضاف “رأوا مكبر الصوت الخاص بي، والذي كان موضوعًا في علبة نعناع، بها البطاريات، أبدوا اهتمامًا بها لكن الأمور لم تكن جيدة، عرضت لهم طريقة بداخل العلبة وطريقة عملها، لكني وجدت أشخاصا أكثر يتدخلون، وفجأة أصبح هنا 12 ضابطًا”.
وواصل “أخذونا في جانب بعيد عن الجميع، وبدأ الوقت يمر، حين سألتهم عن موعد الطائرة، قالوا لي إن الطائرة أقلعت بالفعل، وضعوني وحدي في ممر وجاء لي مدير المطار وحين رأني قالي إن الأمر خطير وعليهم إبلاغ الشرطة المختصة”.
وتابع روبرت “تواصلت مع أحد المندوبين عن الشركة المنظمة لعطلتنا، وقال إنه سيفعل ما بوسعه للوصول إلي مكتب الخارجية لتقديم المساعدة”.
قاد سائق الشاحنة روبرت بصحبة 5 من قوات الأمن الوطني إلي قسم الشرطة الذي كان يبعد 80 كيلو مترًا، وهناك لم يكن ما يشير إلي أنه في خطر أو أنه سيتم تسليمه إلي داعش، لكن روبرت بدأ يشعر بالخوف على حياته حين توقفوا فجأة في منتصف الصحراء، حيث يقول “كنت مرعوبا، أنا لست من نوع الرجال الجبناء، لكنهم توقفوا فجأة وأبطلوا محرك السيارة”.
وأضاف روبرت “أعتقدت حقًا انهم سيطلقون علي النار، وراودتني تخيلات أنهم قد يسلمونني إلي داعش وأصبح جيمس فولي الآخر”، وواصل “تحدثوا قليلًا مع بعضهم البعض، ثم واصلوا السير إلي قسم الشرطة في مرسي علم، ولم يقل لي أحد كلمة واحدة طوال الطريق”.
وقال روبرت “أحد الحراس سلم بعض الأوراق، ثم عادوا إلي القيادة به لمسافة 140 كيلو متر، حتى وصلوا إلي مدينة القصير، حيث عقد له المدعي العام جلسة استماع.
وأوضح روبرت أن مترجمًا فوريًا جاء إليهم في مدينة القصير، وبدأ أخيرًا يفهم ماذا يحدث، وقال “لحسن الحظ وجدنا إعلان على eBay وهو المكان الذي اشتريت منه مكبر الصوت، واستطاع المدعي العام أن يفهم ما هذا وكيف يعمل،وقال له إنه يبدو مثل قنبلة ولكن دون متفجرات.
في النهاية قال له المدعي العام أنه “لا يوجد شيء يقلق بشأنه، ولا توجد مشكلة، وكل شيء على ما يرام”.
وبعد جلسة الاستماع، اَجبر روبرت الذي يعاني من التهاب في المفاصل على البقاء لمدة ثلاثة أيام تقريبًا في زنزانة صغيرة، كإجراء احترازي، بينما كانت جوليا تجلس في الفندق تبكي.
وخلال احتجاز روبرت زارته نائب القنصل داون باكون، وقال روبرت أنها أخبرته بمطالبتها المستمرة للسلطات المصرية بإطلاق سراحه.
في النهاية، سمحت السلطات المصرية للزوجين بالعودة إلي بلادهما في مساء يوم الأحد الماضي، بعد ثلاثة أيام من الموعد الذي كان مقررًا لسفرهما.