سياسة

احتجاجات السودان.. الرصاص الحي يقابل مذكرة شعبية تطالب بإسقاط النظام

الاحتجاجات تدخل يومها الثامن على صفيح ساخن بعشرات من الشهداء والمئات من المصابين

وكالات

دخلت الاحتجاجات الشعبية في السودان يومها الثامن على التوالي، وسط تصاعد في استخدام القوة ضد المحتجين.

صباحًا، بدا الاستعداد الأمني في العاصمة السودانية الخرطوم، هو الأعلى صوتاً واستعراضاً للقوة أو تمترساً حول ميدان أبوجنزير، وجميع الشوارع المؤدية إليه.

أما الظهيرة فكانت على صفيح ساخن، حيث بدأت جموع من المتظاهرين الزحف من أنحاء متفرقة من العاصمة بغية الوصول إلى الموقع المحدد من قبل نقابة المهنيين لتسيير موكبها السلمي نحو القصر الرئاسي، وتسليم مذكرة تطالب برحيل النظام، لتتصدى لها الأجهزة الأمنية بالغاز المسيل للدموع والهراوات، بينما تحدث ناشطون عن إطلاق للرصاص خلّف جرحى وقتلى.

ومنعت الشرطة وقوات الأمن السودانية، موكب تجمع المهنيين السودانيين ومنظمات المجتمع المدنية والسياسية من الوصول إلى القصر الجمهوري لتسليم مذكر تطالب برحيل النظام الحاكم، وتحول الموكب الذي شارك فيه عدد كبير من المواطنين إلى حالة من الكر والفر بينهم والقوات النظامية، وتحول إلى مظاهرات جابت عدداً من شوارع السوق العربية والشوارع حول القصر الجمهوري، واعتدت قوات الأمن والشرطة على المتظاهرين وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المحتجين.

وتحصلت جريدة “السودان اليوم” على نسخة من المذكرة الموجهة لرئيس الجمهورية والتي لم يتمكن المحتجون من تسليمها، حيث قالت: “باسم تجمع المهنيين السودانيين وشركائه في المجتمع السوداني من القوى المدنية والسياسية، وباسم جميع أبناء الشعب السوداني ندعوك للاستجابة لأصوات ومطالبات الشعب السوداني المتطلعة للتغير والحرية والعيش الكريم، والتي واجهتها قواتك الأمنية في كل  البلاد بالرصاص الحي ما أسفر عنه العشرات من الشهداء والمئات من المصابين”.

وطالبت المذكرة بتنحي الحكومة فوراً وإفساح المجال لحكومة انتقالية ذات كفاءات بمهام محددة وتوافقية بين كل أطياف المجتمع السوداني، وأكدت المواصلة في كل الخيارات الشعبية السلمية بما فيها الإضراب العام والعصيان المدني حتى إسقاط النظام.

اقرأ أيضًا: النيران تلتهم مقر الحزب السوداني الحاكم وسقوط عسكريين.. لمن انحاز الجيش!

وتوزعت القوات الشرطية والأجهزة الأمنية منذ الصباح الباكر على طول الشوارع القريبة من القصر، وبالرغم من ذلك استطاعت الجماهير التجمع وجابت شوارع المك نمر والسيد عبدالرحمن والشوارع الداخلية، واستمرت الاحتجاجات طيلة ساعات النهار، وأصيب عدد من الصحفيين خلال المظاهرات نتيجة عبوات الغاز المسيل للدموع التي تم إطلاقها تجاه المحتجين بصورة مباشرة.

وبالأمس، ذكرت لجنة سودانية محلية أن تسعة أشخاص أصيبوا برصاص قوات الأمن في الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الخرطوم، وبدأت “احتجاجات الخبز” تأخذ منحى جديدا بشعاراتها المطالبة بإسقاط نظام البشير وتصاعد وتيرة العنف ضدها.

وأفاد شهود عيان بالعاصمة السودانية الخرطوم أمس الثلاثاء بأن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وأعيرة نارية في الهواء لتفريق مسيرة باتجاه القصر الرئاسي، في حين أحرق محتجون عددا من مكاتب الحزب الحاكم بالعاصمة.

ومن جانبه، وصف الرئيس عمر البشير أمام حشد في ولاية الجزيرة الثلاثاء الذين يخربون المنشآت بـ”الخونة والمرتزقة”.

وذكرت “لجنة أطباء السودان المركزية”، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء أن أحد المصابين في حالة خطيرة، وأكدت أن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين.

اقرأ أيضًا: “أمنستي”: عشرات القتلى في احتجاجات السودان رغم وعد البشير بالإصلاحات

من جهته، قال “تجمع المهنيين” النقابي، الذي كان دعا لاحتجاجات أمس، وهو تجمع جديد وغير معروف القيادة، إن احتجاجات أمس حققت أهدافها المتمثلة في توحيد الكلمة بين جميع القوى.

ونقل موقع “سودان تريبيون” عن التجمع القول، في بيان: “كنا نعمل على تحقيق ما حدث اليوم بكل جدارة وقوة.. أن نتوحد جميعا.. قلنا كلمتنا معا وعبرنا بصوت عال عن إرادتنا الشعبية الموحدة”.

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات تدعو لإسقاط نظام الرئيس البشير، وضمنها وسم #مدن_السودان_تنتفض.


ومن جهته دعا تحالفا “نداء السودان” و”قوى الإجماع الوطني”، في بيان مشترك، لمواصلة الاحتجاجات “ليلا ونهارا.. وإنهاك النظام وصولا إلى إسقاطه كمطلب وحيد، ومن ثم تسليم السلطة لحكومة انتقالية من كفاءات وطنية مدنية معبرة عن كل مكونات السودان”.


كانت منظمة العفو الدولية ذكرت أمس أن هناك تقارير موثوقة تؤكد مقتل 37 محتجا برصاص قوات الأمن السودانية خلال أيام من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

واتهم الرئيس السوداني عمر البشير أمس “خونة ومرتزقة” بالوقوف وراء الاضطرابات التي تشهدها بلاده، وقال إن الحكومة ماضية “في إنفاذ مشروعات التنمية والإعمار لصالح المواطنين وإصلاح أحوالهم”، واعتبر أن هناك حربا تُشن تجاه السودان “لتمسكه بدينه وعزته التي لا يبيعها بالقمح أو الدولار”.

وتشهد مناطق سودانية منذ الأربعاء الماضي احتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية، تخللتها أعمال عنف.

ويقول محللون إن الرئيس البشير (74 عاما) يرمي من خلال سعيه إلى إخماد الاحتجاجات إلى استعادة سيطرته على الأوضاع والترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقبلة عام 2020، بعد ثلاثين عاما من الحكم الذي وصل إليه عبر انقلاب عسكري.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى