بينها مومياء “أميرة الشمس”.. الآثار المصرية التي التهمتها نار المتحف البرازيلي
يضم المتحف آثارا فرعونية كهدايا من الخديوي إسماعيل
اليوم السابع– سي إن إن– الشروق
كارثة احتراق المتحف الوطني في البرازيل لم تكن محلية، إذ امتدت الخسارة لآثار حضارات مختلفة من بينها آثار الحضارة المصرية إذ يضم المتحف قطعا لا تقدر بثمن يعود تاريخها إلى قرون مضت.
ويحتوي المتحف الوطني في البرازيل على نحو 700 قطعة أثرية، مثل المومياوات والتوابيت والتماثيل والمنحوتات الحجرية، دخل أغلبها إلى المتحف عام 1826.
ودخلت المجموعة المصرية الأولى إلى المتحف عندما حصل عليها “نيكولا فينجو” من مرسيليا بعدما خرجت من مصر على يد المستكشف الإيطالي الشهير جيوفاني باتيستا بلزوني، الذي كان مسؤولا عن التنقيب في جبانة طيبة، ومعبد الكرنك في الأقصر. وعرض فينجو القطع المصرية في مزاد في ريو دي جانيرو، واشترى الإمبراطور بيدرو الأول المجموعة بأكملها ثم تبرع بها إلى المتحف الوطني.
ووُسعت المجموعة التي بدأها بيدرو الأولعلي يد ابنه، الإمبراطور بيدرو الثاني، المهتم بالآثار المصرية، ومجمع بارز للتحف الأثرية والإثنوغرافية.
وأضاف الإمبراطور واحدة من أهم الإضافات إلى مجموعة المصرية في المتحف الوطني، وهي تابوت للمغنية سات آمون، شا-آمون-أون-سو، التي تنتمي للعصر المتأخر، التي حصل عليها كهدية من الخديوي إسماعيل خلال رحلته الثانية إلى مصر، في عام 1876، ويتميز هذا التابوت بكونه نادرًا، لأنه لم يتم فتحه أبدا، ولا تزال مومياء المغنية بداخله، ومع بداية القرن العشرين، أصبح المتحف يضم ما يجذب انتباه الباحثين وعلماء المصريات الدوليين.
وأيضًا، يمتلك المتحف 3 توابيت أخرى، لـ3 من كهنة آمون ينتمون إلى الفترة الانتقالية الثالثة وعصر المتأخر، وهم: (حوري – بستيجف – هارسيس)، إضافة إلى 6 مومياوات بشرية (4 بالغين وطفلين)، وعدد من المومياوات وتوابيت للحيوانات (القطط، والأسماك، والتماسيح).
ويضم المتحف مومياء الأميرة خريمة “أميرة الشمس”، التي تنتمي للعصر الروماني، والتي تعتبر نادرة للغاية بالنسبة إلى التقنية التحضيرية المستخدمة، ولا يوجد سوى 8 أمثلة مشابهة لها في جميع أنحاء العالم.
ويحتوي المتحف على عشرات القطع أغلبها ينتمي إلى المرحلة الانتقالية والعصر المتأخر، مثل لوحات رايا وهاونفر، التي تحمل أصولا سامية موجودة في الكتاب المقدس وأقراص ماري، إضافة إلى شاهد ناقص ينسب إلى الإمبراطور تيبيريوس، من العصر الروماني، ومجموعة من التماثيل الجنائزية، بما في ذلك مجموعة من القطع التي تعود للفرعون سيتي الأول، من قبره في وادي الملوك، وتمثال آخر نادر من الحجر الجيري لامرأة شابة، تنتنمي إلى الدولة الحديثة، تحمل سفينة مخروطية على رأسها.
وأيضًا، يضم مجموعة من النقوش والأقنعة وتماثيل الآلهة من البرونز والحجر مثل: (تمثال بتاح – سكر – أوزوريس)، وأطباق المرمر، والأقماع الجنائزية، والمجوهرات.
ومن جانبه، اعتبر تامر في تغريدة عبر موقع “تويتر” أن البرازيل “خسرت 200 عام من العمل والبحث والمعرفة”، مؤكدا أن “هذا يوم حزين لكل البرازيليين”.
كان المتحف سيستضيف سلسلة من الفعاليات والأنشطة لإحياء ذكرى مرور 200 عام على تدشينه. وهو موطن لمجموعة متنوعة من المعارض النادرة المتعلقة بتاريخ الأمريكتين، بما في ذلك الآلاف من الأعمال من حقبة ما قبل الكولومبية، مثل الهياكل العظمية الإنديز المحنطة.
وقال مدير المتحف الحالي، جواو كارلوس نارا، إن الضرر “لا يمكن إصلاحه”. وكان المبنى في يوم من الأيام موطنًا للعائلة المالكة البرتغالية، وأقدم مؤسسة تاريخية في البلاد ومؤسسة أبحاث بارزة مدمجة مع الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو.
وتأسس في 6 يونيو 1818 بواسطة جواو السادس من البرتغال عند وصوله إلى ريو دي جانيرو كجزء من العائلة المالكة الملكية.
من ناحيته، قال أمين عام اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولي للمتاحف الدكتور عبدالرازق النجار، إن مصر والعالم فقدوا آثارا ومعلومات تاريخية مهمة في واقعة حريق المتحف الوطني البرازيلي في ريو دي جانيرو والذي تبلغ مساحته 13 ألف متر مربع ويضم نحو 20 مليون قطعة أثرية متنوعة، معربا عن تضامن اللجنة مع البرازيل في تلك الخسارة التاريخية الفادحة.
وأعرب النجار في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، عن أمله في أن يكون المتحف به قاعدة بيانات مسجل عليها بيانات وتفاصيل القطع الأثرية للحفاظ على المعلومات التاريخية لتلك القطع المهمة باعتبارها تراثا عالميا لا يقدر بثمن.
وطالب بتبني مشروع طموح لإنشاء قاعدة بيانات لجميع الآثار المصرية الموجودة بطريقة قانونية مثلما يوجد في المتاحف المنتشرة في كل أنحاء العالم لمتابعتها والحفاظ عليها وإتاحتها للباحثين والدارسين، لافتا إلى أن إنجلترا طبقت بالفعل هذا المشروع على آثارها لحمايتها.
كما شدد على أنه من حق مصر من خلال سفارتها والمراكز الثقافية المنتشرة في دول العالم متابعة الحالة التأمينية للمتاحف التي بها آثار مصرية.