ترجمات

أسد الله خالد.. جاسوس أفغاني يرغب أن يصبح رئيسًا

زاره أوباما.. ويأمل في توثيق العلاقات مع المخابرات الأمريكية

 

ترجمة: رنا ياسر

المصدر: Newyork Times

نجا أسد الله خالد، الذي عُرف بالمريض المُعجزة، وقضى عامين في مركز “والتر ريد” الطبي العسكري في واشطن، من محاولة اغتيال لانتحاري من طالبان في عام 2012، حينما كان وقتها رئيس للمخابرات الأفغانية.

كان الانتحاري مُتنكرًا، وبمجرد ما انتهى لتوه من تناول الغداء مع خالد، قام بتفجير نفسه وتفجير المكان، فما كان لجسد خالد إلا أن تمزق إربًا، وعليه استدعت هذه الحادثة إجراء عشرات العمليات الجراحية له قبل أن يتمكن من المشي ثانية، وكانت خطواته الثلاثة الأولى – عقب انتهاء العمليات- أكثر اللحظات ألمًا التي يُمكنه تذكُرها. حسبما وصفت جريدة “نيويورك تايمز”.

استغرقت عودة أسد الله خالد ليكون مُتعافيًا وقتًا طويلاً، وفي أثناء العلاج زاره الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، واهتم به، وجاءت خطواته السياسية الأولى عقب سنوات من خروجه من المركزي الطبي في واشنطن.

وفي حقيقة الأمر، بعد 6 سنوات من التغلب على الموت، مازال خالد -الذي يبلغ من العُمر 46 عامًا- يواجه صعوبات ولكن هذه المرة صعوبات من اختياره، فقد قرر الابتعاد عن عالم التجسس الذي شكل شخصيته في بدايات عُمره ليخوض مجال السياسية في أفغانستان على أمل أن يصبح رئيسًا.

ومن ثم، فإنه في العاميين الماضيين، بدأ العمل على تأسيس حزبه، ليكون بمثابة قاعدة جماهيرية لجيل جديد تحت رئاسته، في الوقت الذي يرى فيه مركزية قرار أشرف غاني، الرئيس الحالي لأفغانستان، فضلاً عن حالة الشد والجذب مع أحزابه السياسية التي لا تتحول إلا لنزاعات في النهاية.

في السنوات الأخيرة، قام  أسد الله خالد بتنظيم مجموعة من المؤيدين الشباب له في كابول العاصمة الأفغانية، وفي مدينة خوست في الجنوب الشرقي، لتأسيس حزب سياسي، يأمل أن يكون عاملاً في الانتخابات الرئاسية التي ستُعقد الربيع المُقبل حتى أصبح وجوده مُقلقًا في الوقت الحالي للرئيس الأفغاني.

كان خالد حاكمًا إقليميًا لولايتي جزنة وقندهار (في الجنوب)، وحليفًا قويًا للأمريكيين، ومُستهدفًا مسلحي طالبان بعد الغزو، كما كان زعيمًا جاسوسيًا يخشى أن يلحقه التعذيب، إلا أنه نجا رغم ذلك.

وبينما كان يحاول أن يُشكل هوية جديدة، كان ماضيه مازال يلوح في الأفق، فبمجرد أن وصل إلى سن الرشد، أصبح تحت أجنحة بعض قادة الحرب المرتبطين بالحرب الأفغانية – التي كان سببها تأزم الوضع بين الفصائل الأفغانية المختلفة المُتحاربة ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان-  في العقود الماضية، واُتهم حسبما صرحت منظمات حقوق الإنسان أنه حينما كان يُدير مُقاطعة جزنة وقندهار، بنى سجونًا خاصة، عملت القوات فيها تحت قيادته بتعذيب المحتجزين، ولكنه نفى هذه التهم منذ فترة طويلة.

ويُعد خالد نتاج لتاريخ من الاضطرابات في أفغانستان على مدى العقود الأربعة الماضية، حيث دخل حياه الأسلحة والمال والخوض في بعثات سرية منذ سن مبكر.

كان والده عضوا في البرلمان من مقاطعة جزنة خلال الحكم الملكي الأفغاني، عندما كان أسد الله في الصف العاشر في ثمانينيات القرن الماضي، سجنه النظام الشيوعي هو وثلاثة من زملائه من مدرسة كابول لتورطهم مع الأحزاب التي تسعى للإطاحة بالحكم.

وتفاوض والده مع السلطات للإفراج عنه حتى تم إطلاق سراحه، وبعد وقت قصير من إطلاق سراحه، انضم إلى المقاومة الإسلامية، التي كانت تعمل خارج باكستان، وعقب مقتل عمه الذي كان يقود ميليشيا قبيلة، اختارت الميليشيا خالد – في شبابه – ليكون قائدهم.

وبتعاقب السنوات، أصبح من أكثر المساعدين – الموثوقين بهم – لعبد رب الرسول سياف، وهو إسلامي متشدد ومتحالف بشكل وثيق مع الوحدة العربية التي قادها فيما بعد أسامة بن لادن، حيث عمل خالد مع سياف كحلقة وصل مع الدول الأجنبية وغالبًا ما كان يدير أمواله، وفقًا لما ذكرته الصحيفة الأمريكية.

في أوائل التسعينيات، بعد أن اجتاح المجاهدين الحكومة الشيوعية في كابول، أصبح راعيه السابق، سياف، جزءًا مركزيًا في الصراع بين القادة الذين دمروا كابوا وألحقوا الأذى بالبلاد، وانتهى ذلك باجتياح طالبان لكابول في عام 1996.

يعلم خالد أن سنوات عمله مع سياف إرثًا يجب تجاوزه إذا أراد الوصول إلى منصب الرئاسة، قائلا: “نحن لا نرغب في النظر إلى ما حدث في التسعينات”، مُفضلاً التخلي عن ماضيه الذي كانت أعماله جزء منه.

ومع اقتراب موعد التصويت خلال الأشهر المُقبلة، فإن بناء التحالف، وكذلك المنافسة بين شخصيات الأغلبية العرقية البشتونية حول الرئاسة، في سباق كامل.

وعلى الرغم من أن الفرص الخاصة بخالد مازالت غير واضحة، لكنه يُفضل القرب الوثيق من المخابرات الأمريكية والمسؤولين الأمريكيين الذين يعتبرون وسطاء مع القوى السياسية الحالية في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى