ترجماتحياتنا

نعم.. يُمكن الوصول إلى علاقة جنسية “مُرضية” دون “نشوة”

مختصة بعلم النفس الاجتماعي توضّح: متى لا تكون النشوة أمرًا حيويًا؟

 

إذا لم تمرّ بالنشوة الجنسية أو “الأورجازم” أبدًا خلال علاقتك الجنسية، أو لم تمرّ بها إلا نادرًا، والأهم أن هذا لم يسبب لك إزعاجًا ما، فلا أحد يمكنه القول بأن لديك مشكلة. وإذا شعرت بالسعادة والتواصل مع شريكك فافعل ما تستمتع به ويشعِرك بالرضا، وليس من حق أحد أن يفرض عليك أن تغيّر من ذلك.

لكن، لأن عدد مرات الوصول إلى النشوة الجنسية ومدى كون هذه النشوة “مهولة” هو مقياس الحصول على علاقة جنسية “عظيمة”، فإن الكثيرين يحاولون الوصول بعلاقاتهم إلى هذا المعيار، واقتراح أي شيء خلاف ذلك يبدو كأنما هو “تعفف” أو ملل أو إنكار للمشاكل الجنسية ولحق البشر في الوصول في علاقاتهم.

بيترا بوينتون، المختصة بعلم النفس الاجتماعي وتحديدًا ببحوث الجنس والعلاقات، تؤكّد أن ما تقدمه النصائح التقليدية والتغطيات الإعلامية لشؤون الجنس تقول بأنه لا يمكن الاستمتاع بالعلاقة الجنسية حقًا دون الوصول إلى النشوة، وأنك إذا كنت تعتقد بأن بإمكانك العكس فهو محض غرور.

إليكم نص نقدها لهذه النظرية وإثباتها العكس في مقالتها بصحيفة “تليجراف” البريطانية.

إذا كانت تلك النصائح صحيحة، فإنني سأقدم لك أسلوبًا مختلفًا تمامًا فيها، سأمضي الوقت في إرشادك إلى كيفية “تحقيق” النشوة عبر النصائح والمنتجات والأوضاع الجنسية، وأنصحك بزيارة طبيب لإصلاح مشكلتك، وسأقترح أنك “ناقص” جنسيًا لأنك لا تمر بالنشوة، وألمّح إلى أنك إن لم تصلح ذلك فربما يتركك شريكك لأجل شخص آخر يصل به إلى النشوة كثيرًا وبقوة وسهولة.

كل هذه النصائح ستتركك إلى شعور بالقلق والهم والشك بنفسك، وإذا لم تعتقد من قبل بأن لديك مشكلة ما فستترك فيك هذه النصائح اعتقاد بنقصك وضعفك. لكن، إذا كنت تريد مزيدًا من الأسباب والتوضيح لهذه الحالة، فيمكنني أن أقول لك: نعم، بالتأكيد يمكنك الوصول إلى علاقة جنسية مُرضية دون وصول إلى النشوة في الحالات التالية:

* إذا لم تكن النشوة في نظرك “هدفًا” أو شيئًا عليك تحقيقه.

* إذا استبدلت كلمة “جنس” بكلمة “سعادة”، وسمحت لنفسك بالمرور بذلك الشعور واكتشاف ما يعنيه.

* إذا كنت تعتبر التواصل والاتصال والتقارب أولويات العلاقة.

* إذا كانت علاقاتك سعيدة وممتعة، وإذا كنت تحصل على نوع الجنس الذي تريد، سواءً كان قليلًا أم كثيرًا.

* إذا لم تكن تهمل النشوة بغير قصد؛ لذا إذا كنت تمر بالنشوة فأثناء ممارسة العادة السرية (سواءً وحدك أو بمساعدة الشريك) أو عبر الجنس الفموي أو الشرجي أو التقبيل أو لعب “أدوار جنسية” أو الألعاب الخيالية أو الممارسات غير التقليدية، أو شيء يختلف عن الإيلاج المتعارف عليه، ومع ذلك تستمتع بالنشوة، فإن حياتك الجنسية ليست “منزوعة النشوة”.

* إذا كنت مدركًا لكون حالات النشوة التي تراها في وسائل الإعلام أو الأفلام الإباحية لا تشبه ما يحدث لمعظم الناس. فإذا مررت بشيء ما تشعر أنه جيد لكنه ليس “مزلزلًا” فهذا لا يعني أن ما تمر به ليس نشوةً؛ وحتى إن لم يكن نشوةً فذلك لا يعني أنه ليس شيئًا هامًا أو مثيرًا.

* إذا اتخذت قرارًا بما إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن أنواع النشوة أم أنك في وضع جيد الآن.

* إذا لاحظت أن تفضيلاتك الجنسية الخاصة تميل إلى توقع النشوة أو تأجيلها أو إنكارها، وأنك تجد إثارة في التفكير بالنشوة أو منع نفسك من الوصول إليها بشكل أكبر من الوصول للنشوة بحد ذاته.

* إذا كنت تتقبّل أنك إذا وجدت صعوبة في الوصول إلى النشوة فسيكون خيارك هو الاستمتاع بالسعادة الجنسية بطرق أخرى متنوعة، بدلًا من الضغط على نفسك لتحقيقها بما يحوّل العلاقة الجنسية إلى عمل روتيني يقوده القلق، ويؤكد أنه حتى احتمالية الوصول إليها بالتركيز عليها بهذا الشكل ستقلّ.

* إذا لم تكن تضغط على نفسك للالتزام بنظرة محدودة عن الجنس أو تنفيذها، أي نظرة ضيقة عن الرغبة والمداعبة والجماع والنشوة. يعني ذلك أنك تقرر ماذا سيحدث أو بأيّ ترتيب سيحدث، أو ماذا تريد أن تضيف إلى العلاقة أو تستبعد منها، أو ما إذا كنت تفضّل استبعاد العلاقات التقليدية بكل ما فيها وبدء علاقة خاصة بك.

* إذا لم تكن لديك مشكلة في الوصول إلى النشوة متى جاءت، أو إذا جاءت.

* إذا لم تكن تترك شعورك بالقلق تجاه الوصول إلى النشوة من عدمه يحجب السعادة التي تصلون إليها بأشياء أخرى.

* إذا كنت قادرًا على توصيل رغباتك إلى الشريك والإنصات إلى ما يريده، ومن ثم يتفهّم كلٌ منكما خيارات الآخر وتفضيلاته ويحترمها.

* إذا كان لديك شريك يتقبلك كما أنت، ولا يضغط عليك للوصول إلى النشوة لشعوره أن هذا ينعكس سلبيًا عليكما.

* إذا كنت تقدّر أن النشوة ليست أمرًا تلقائيًا، إنما هي استجابة تفاعل مع ما يحدث في علاقتك الجنسية، أي استجابة لما يشعل رغبتك ويشعِرك أنك مرغوب ومحل تقدير، حتى إن لم تكن في علاقة جنسية صريحة.

* إذا كنت تدرك الضغط الذي ستمر به إذا نظرت إلى عدم مرورك بنشوة على أنه أزمة في حاجة إلى حل طبي أو تجاري. قد يرغب حقًا الإعلام وسوق منتجات “مساعدة الذات” وصناعة الأدوية والمتاجرين بالألعاب الجنسية في أن الوصول إلى النشوة أمر حيوي لصحتك وسعادتك واحتفاظك بشريكك، ويغرونك بتحويل مشاعر القلق هذه إلى نشوة بتقديم حلول تجارية تصلح مشكلتك.

* إذا كنت تعلم أن قلة وصولك إلى النشوة مرتبط بالشعور بالألم وبمشكلات الصحة الجنسية وبالمخاوف بشأن وسائل منع الحمل وبالحالات الصحية الجسدية أو العقلية، وبالتاريخ الحالي أو الماضي للتعرض لإساءة جسدية أو نفسية أو جنسية، وبالتالي عليك طلب المساعدة من طبيبك للتعرف على هذه المشكلات الكامنة؛ بغض النظر عما إذا كنت تريد المرور بالنشوة أم لا.

* إذا وجدت أن افتقادك لتحقق النشوة يسبب توترات في علاقتكما الحميمة، فربما عليكما طلب استشارة خبير بالعلاقات أو علاج نفسي جنسي، وهو ما يمكنكما تحقيقه بنفسيكما في جلسة خاصة أو عبر ترشيح من طبيبكما.

* إذا كنت تقدّر أن بعض الإعاقات قد تؤثر على وصولكما إلى النشوة، واستكشفتما المزيد حول الاستمتاع بالسعادة -أيًا ما كان التعريف الذي تقرره لها- في وجود إعاقة أو مرض مزمن.

* إذا لاحظت أن محاولاتك للوصول إلى النشوة قد تتأثر بالأحداث الحياتية، كوجود مولود جديد أو الضغط النفسي أو الإرهاق أو مشاكل العمل أو المخاوف المالية، فكل هذه العناصر قد تؤدي إلى مشاكل مفهومة في ما يتعلق بالمرور بالنشوة، سواءً كانت هذه المشاكل مؤقتة أم طويلة المدى.

* إذا لم تكن تقيّم نفسك وفقًا للمعايير والأحكام الخاصة بالآخرين.

* إذا كنت، ببساطة، سعيدًا بنفسك كما هي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى