سياسة

تعهد أمريكي بالدفاع عن “المسيحيين المنسيين” في الشرق الأوسط

 

نشعر أننا منسيون ومعزولون. ومن وقت لآخر نتسائل: لو قتلونا جميعاً .. ماذا سيكون رد فعل المسيحيين في الغرب؟ هل سيفعلون شيئاً حينها؟”  بطريرك الكلدان الكاثوليك في بغداد

CHREAST

نينا شاي – فوكس نيوز

ترجمة – محمود مصطفى

التاريخ كان يكتب أحد فصوله يوم الأربعاء الموافق السابع من مايو حين اتفق قادة الكنائس الأمريكية على التعهد بالتضامن والعمل من أجل كنائس مصر والعراق وسوريا، في شعور من التوحد نادراً ما ظهر منذ مجمع نيقية عام 325 ميلادية.

ويأتي هذا التحرك نتيجة مخاوف عميقة من موجة جديدة من الإضطهاد في المنطقة التي بها جذور المسيحية.

وهذا التعهد هو مجهود على مستوى القاعدة الشعبية بمشاركات من مصادر متعددة يأتي ضمن تقليد استنه البيت الأبيض يدعى “نحن الشعب” يتم إيصال المطالبات والعرائض من خلاله إلى الإدارة الأمريكية.

وأطلق النائبان بالكونجرس فرانك وولف وآنا إيشو التعهد صباح الأربعاء ولكن لم يتم تحديد مؤسسة راعية أو قيادة سياسية تقود التحرك.

ووقع التعهد حوالي 200 من القيادات الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية ومنهم الكاردينال دونالد ويرل أسقف واشنطن ورئيس الرابطة الوطنية للإنجيليين ليث أندرسون وأسقف الكنيسة الأسقفية الأمريكية كاثرين شوري ومطران الأرمن الأرثوذكس أوشاجان تشولايان.

وكان من الموقعين أيضاً العديد من قادة المجتمع المدني من ضمنهم روبرت جورج من جامعة برينستون وجيم واليس رئيس تحرير مجلة سوجورنرز وجورج ويجل من مركز الأخلاقيات والسياسة العامة والصحفية كريستين باورز ورئيس منظمة دعم الكنائس ذات الإحتياج جورج مارلين وغيرهم.

وجمعت الانتماءات السياسية والعقائدية هذه المجموعة من القيادات المسيحية كاستجابة للنداءات المتلحة والمتزايدة من مسيحيي الشرق الأوسط والتي عبر عنها بطريرك الكلدان الكاثوليك في بغداد لويس ساكو قائلاً: “نشعر أننا منسيون ومعزولون. ومن وقت لآخر نتسائل: لو قتلونا جميعاً .. ماذا سيكون رد فعل المسيحيين في الغرب؟ هل سيفعلون شيئاً حينها؟”

وبحسب نص التعهد فإنه “في الوقت الذي يغادر فيه المسيحيون الشرق الأوسط منذ سنوات عديدة، فإن أفراد كل الجماعات ومنها المجموعات الدينية الأصغر والمسلمون يعانون من العنف والإضطراب السياسي وتمر المجتمعات المسيحية المصرية والسورية والعراقية بموجة هائلة ومفاجئة من التهجير لأفرادها من المنطقة.”

ويشدد التعهد على أنه مع صعود الإسلاميين المتطرفين، أصبح الموقف أكثر حدة لدرجة أصبح فيها وجود المجتمع المسيحي في مهده مهدداً وليس الأفراد فقط هم المهددون، موضحاً أن “كون هذه المجتمعات تمثل معظم المسيحيين المحليين في الشرق الأوسط فإن استمرار وجودها في المنطقة التي ظهرت فيها المسيحية قبل 2000 عام أصبح مهدداً.”

ويذكر التعهد أن مصر والعراق وسوريا شهدوا تدمير أعداد كبيرة من الكنائس عمداً وشهدوا استهداف رجال الدين والمسيحيين العاديين بالقتل والإختطاف والترويع والإجبار على استبدال الديانة إضافة إلى ترحيل مئات الآلاف من بلدانهم.

وتضمنت الاعتداءات التي فصلها التعهد:

-قتل مسيحيين ومنهم رجال دين سواء بقطع الرأس أو إعداماً بالرصاص أو غير ذلك باعتبارهم تجسيداً للإيمان المسيحي.

 -اختطاف عدد لا حصر له من المسيحيين ومن ضمنهم أساقفة وقساوسة وكهنة وراهبات من أجل فدية.

-اختطاف عدد كبير من النساء الشابات وإجبارهم على التحول للإسلام وتزويجهم لخاطفيهم.

-تهديد المسيحيين بالقتل أو التحول للإسلام، وفي بعض الأحوال فرض جزية.

-فروض حدود الردة والكفر وضوابط الزي والوظائف والسلوكيات الإجتماعية الإسلامية على المسيحيين والمسلمين كذلك في بعض المجتمعات.

ويؤكد التعهد أن الإعتداءات مستمرة رغم رفض أغلبية المسلمين وإدانة الأصوات الإسلامية البارزة لمثل هذه الإعتداءات مثل الأمير غازي بن محمد في الأردن وآية الله السيستاني في العراق.

ويلتزم القادة المسيحيون الامريكيون الذين وقعوا على التعهد بالعمل في محافلهم ومجتمعاتهم عبر الصلاة والتعليم والإنخراط في السياسة الخارجية نيابة عن هؤلاء المسيحيون المهددون وعن المجموعات الدينية الصغيرة الأخرى المستهدفة بالمثل.

ورغم أن دعم الحريات الدينية هو بالفعل أحد الأهداف الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية  فإن التعهد يطالب بتحرك جديد: “نحن بحاجة ماسة لتحرك جديد من كنائسنا وحكومتنا ومنظمات المجتمع المدني هنا في الولايات المتحدة ومن كل الناس ذوي النوايا الطيبة لجعل هذا الهدف حقيقة.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى