بلدة ألمانية أعلن سكانها: “لا أسماء للشوارع.. شكرًا”
تعرف على قصة هذه البلدة
د.ب.أ – وكالات
برند فوس، غاضب لأنه لا توجد أسماء للشوارع أو أرقام منهجية في مجتمع “هيلجيرميسن”، مما يعني أن الموردين والعملاء المتوجهين إلى شركته المتخصصة في صناعة الأسقف يضيعون وقتا وهم تائهين على الطرق المتعرجة في بقعة الحقول الواقعة في شمال غرب ألمانيا.
ولكن في الوقت الذي يري فيه فوس في ذلك منغصات، يرى فيها يورجن شتيجمان، ارتباطا بالسبل القديمة لعمل الأشياء، ويقول إنه إذا ما تم وضع أسماء للشوارع، فلن يكون هناك مكان للأسماء التقليدية وسوف يمثل ذلك خسارة، مضيفا: أن “أسماء الأماكن هي تراثنا الثقافي، وهو تقليد أكيد”، وسوف يقرر تصويت يجري يوم الأحد المقبل أي جانب سيكون الفائز.
وكان الهدف من التغيير المقترح هو تسهيل الأمر على الشرطة وخدمات الطوارئ وخدمات التوصيل لشق طريقهم في أنحاء البلدية التي تشكلت من عدة قرى في سبعينيات القرن العشرين.
البلدة يبلغ عدد سكانها نحو 2200 نسمة يستخدمون حاليا نظاما لا تشمل العناوين فيه سوى رقم المنزل واسم القرية القديم، وهو ما أصبح نظاما غير عملي بمرور الوقت مع إضافة مبان جديدة.
ويقول فوس، البالغ من العمر 51 عاما إن التطبيقات الملاحية لا تكون ذات جدوي عندما تحمل كل الشوارع ببساطة اسم المكان – إيتسندورف فيشولد وأوبندورف وأمثالها، وقد يتبع رقم 38 رقم 18 وقد يكون رقم 20 إلى جانب رقم 37.
ويكون تسليم الإمدادات دائما متأخرا أو في العنوان الخطأ، لأن السائق غير قادر على العثور على المبنى الصحيح في هذا المجتمع الواقع على الجانب الأيسر من نهر فيسر، على بعد حوالي 30 كيلومترا جنوب غرب بريمن.
ويقول فوس: “المسؤولون عن الأعمال يواجههم هذا الموقف كل يومين أو ثلاثة أيام وهو يكلف وقتا وأعصابا وأموالا”.
ويقول أرنه رورز، وهو واحد ممن يدعمون تغيير أسماء الشوارع: “هناك أرقام منازل تأتي بعد بعضها البعض فيما يفصل بينها نحو ثلاثة كيلومترات”.
وسيكون هناك حوالي 1900 شخص يحق لهم المشاركة في الإدلاء بأصواتهم.
ويأمل وليفريد إيمجارتن البالغ من العمر 58 عاما، وهو رئيس البلدية 58، أن ينهي التصويت الخلاف بين السكان المحليين الذين يصل تعدادهم إلى نحو 2200 نسمة.
ويقول: “المجتمع منقسم بشدة بشأن القضية، للأسف أصبح الخلاف شخصيا. أحيانا ما يؤدي إلى انقسام الأسر، ويجده كثيرون مصدرا للصراع”.
ويري يوان هوشتيت عمدة هيلجرميسن الأشياء من نفس المنظور، ويقول “الأشخاص غاضبون وهذا ليس أمرا طيبا، سيتعين علينا أن نعيش مع بعضنا البعض بعد ذلك”.
وعلى مدى سنوات جادل سكان هيلجرميسن، حول ما إذا كان يتعين أن توضع أسماء للشوارع، وأسفر تصويت أُجرى في عام 2013 عن رفض أغلبية تصل إلى %60 للإجراء.
وبعد ثلاث سنوات دعت مجموعة عمل محلية إلى توجه أسهل ورتبت لدراسة يتم تنفيذها من قبل جامعة أوسنابروك، وكانت التوصية: هي وضع أسماء للشوارع وأرقام.
وفي عام 2018 صوت مجلس البلدية بالموافقة على على وضع أسماء للشوارع، حيث صوت سبعة أعضاء بالموافقة في حين صوت خمسة بالرفض.
ودفع ذلك ثلاثة أشخاص إلى تقديم التماس، أشاروا فيه الى أن غالبية واضحة من السكان المحليين رفضوا التغيير في عام 2013، وجمعوا مئات التوقيعات، مما يمهد الطريق لتصويت يوم الأحد القادم.
والسؤال الذي سيطرح على السكان هو: “هل يتعين أن تظل نتائج الاستطلاع الشعبي لعام 2013 سارية، بحيث لا يتم وضع أسماء للشوارع في بلدية هيلجرميسن؟”، وسوف تكون نتائج الاستطلاع ملزمة لمدة عامين.
ويقول شتيجمان البالغ من العمر 79 عاما وهو واحد من أوائل سكان المنطقة، إنه لا يعتقد أن هيلجرميسن تحتاج الى أسماء للشوارع.
ويضيف: “هناك أمر حتمي واحد، خدمات الطوارئ يتعين أن تصل خلال 15 دقيقة”، ويصر على أن ذلك يمكن أن يتم بدون أسماء للشوارع.
وتابع: “تحدثنا مع مركز السيطرة ومع خدمات الطوارئ المحلية، وأكدوا لنا (يمكننا أن نعثر على أي شخص)”.
ويلاحظ أنصار وضع أسماء للشوارع أن الدقائق يكون لها أهميتها في حالة الطوارئ، والعثور على طريقك بالاستعانة بأسماء الشوارع والأرقام المتسلسلة يكون أسهل، وفقا لما يذكره رورز، الذي يقوم بتدريس الأحياء والكيمياء.
ويصر شتيجمان على أن خدمات الطوارئ هذه الأيام لديها تطبيقات ملاحية متقدمة يسمح لهم بالعثور على مقصدهم بدون أسماء شوارع.
ويقول: “هناك قليل من الإرباك، إذا كان الناس يبحثون عن شخص ما يمكنهم العثور عليه بدون صعوبة”.
ويعتقد المزارع المتقاعد أن أسماء الشوارع يكون لها أهمية في مناطق مزدحمة بالسكان، ولكنها ليست مطلوبة في هيلجرميسن، حيث تنتشر المزارع وما يتبعها من مبان.
ويقول شتيجمان، وهو يشير إلى التقسيم إلى ثمانية أماكن: “أنت تعرف الحدود من اللافتات الخاصة بالمواقع، كل شيء محدد بطريقة صحيحة على الخرائط، خدمات البريد لا تحتاج اكثر من ثلاثة سطور: الإسم والشارع والمكان”.
وفي الوقت الحالي تشمل العناوين أسماء المكان، بدلا من إسم الشارع، إضافة إلى رقم المنزل.
ويعتقد رئيس البلدية، إيمجارتن، أن هناك الكثير في هيلجرميسن يظلون متعلقين بأسماء المكان، ولكنه أيضا يقول إن هذه الأسماء يجب ألا تختفي ويمكن دمجها في أسماء الشوارع الجديدة.
ويرى أولئك الذين يضغطون من أجل وضع أسماء للشوارع أن هناك فائدة حيث أن الأسماء القديمة للضيعات الزراعية وأسماء القرى الصغيرة يمكن أن تكون مرة أخرى جزءا من العنوان.
وتقول الجماعة التي تدعم التغيير، والتي ينتمي إليها رورز أيضا “سيتم الحفاظ على التقاليد”.
ويري معارضو التغيير الأمور من زاوية مختلفة تماما، حيث يشيرون إلى أماكن أخرى تعيش بدون أسماء شوارع. وهناك الكثير من مثل هذه الأماكن في ألمانيا.
ويقول شتيفان هس المتحدث باسم مجموعة البريد الألمانية “دي اتش إل”: “يمكنك أن تفترض أن هناك أكثر من مئة بلدة أو قرية بدون أسماء للشوارع في البلاد”، ولاشك أنه يعرف، حيث توجد قرية بدون أسماء للشوارع في منطقته.