أخبارمنوعات

صاحب لقطة “سيلفي المسعفين” لزحمة: كانا في وقت العمل

المصور أحمد حماد: قام المسعفان بجهد كبير ولكن لم يراعيا مشاعر الناس

المصور الصحفي أحمد حماد

حوار- غادة قدري

بسرعة النار في الهشيم انتشرت صورة لمسعفين، يلتقطان صورة “سيلفي” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط موقع منكوب من المفترض أنهما وصلا إليه لإسعاف ونقل المصابين، وهو موقع كارثة اصطدام قطارين بالقرب من الإسكندرية يوم الجمعة الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 41 شخصا.

أثارت صورة “السيلفي” استياء العديد من الناس، وتسبب في معاقبة المسعفين بنقلهما إلى إسعاف سيوة على حدود مصر – ليبيا.

“في الأماكن المنكوبة حين يختلط الدم بالدموع يصبح صعبا أن تتماسك، خصوصا لو كنت تؤدي عملا يحتم عليك الثبات الانفعالي فلا تتأثر بانفعالات المنكوبين إيحابا أو سلبا”، هذا ما قاله لـ”زحمة” أحمد حماد المصور الصحفي الذي التقط صورة “مسعفي السيلفي”.

تصوير أحمد حماد

يضيف حماد: “الشرطي والطبيب والمسعف يقومون بنجدة ومساعدة الناس، والصحفيون والمصورون يتواجدون دائما في أماكن الحوادث لنقل الأخبار بحيادية شديدة وهذا ما أفعله”.

حمّاد مستعد دائما للتحرك في أي وقت، قلّما تشاهده يمارس حياته الطبيعية، فهو دائما على سفر وفي يوم الحادث وصل إلى موقع القطار حاملا معداته الخاصة والعدسات.

يقول حماد: تفحصت المكان جيدا، لأعرف أفضل الزوايا التي سألتقط منها صوري، كنت أراقب الوجوه والتفاصيل الأخرى حول الحادث.

وأردف: “في يوم حادث قطار الإسكندرية، كنت مهتما بالتفاصيل الإنسانية بعيدا عن مشهد الحطام، التقطت الكثير من الصور، وجوه الناس، الصدمة على ملامحهم، أغراض الناس التي يلقونها من القطار، وفي أثناء تجولي بالكاميرا فوجئت باثنين يلتقطان “سيلفي” أمام القطارين المنكوبين، تأملتهما جيدا فاكتشفت أنهما يرتديان ملابس مسعفين، وقد كررا التقاط السيلفي أكثر من مرة”.

تصوير أحمد حماد

وتعليقا على أن هذا كان في أثناء استراحة وخارج أوقات العمل، قال حماد: بل كان في أوقات العمل، لن أنكر أنهما قاما بجهد كبير يشكران عليه في إسعاف المصابين وحمل الضحايا، لكنهما لم يراعيا مشاعر الناس في مثل هذه الظروف العصيبة.

وأوضح حماد أن الخلفية في الصورة للقطارين قبل أن يتم فصلهما، التقطت الصورة في تمام السادسة وعشر دقائق مساء تقريبا، وكان هذا هو الموقع الوحيد الذي سيتم إدخال لودر القوات المسلحة ليتم فصل القطارين.

نصوبر أحمد حماد

وتابع: رائحة الدم والموت غلفت المكان، في هذا الوقت لم نكن متأكدين إن كان لا يزال هناك أحياء أم جميعهم قتلى، لم نكن نسمع أي أصوات أو إشارات تؤكد وجود أي أحياء.

وما بين الساعة الثامنة والتاسعة مساء تمكنت القوات المسلحة من فصل القطارين وتم العثور على أشلاء لجثث مجهولة.

وبخصوص الهجوم عليه والاتهامات الموجهة له بأنه تسبب في أذية موظفين يقومان بعملهما، أجاب: “هذا هو عملي الصحفي وأؤديه بمهنية، ولا أجامل أحدا ولم أقصد إيذاء شخص بعينه وأوضحت عبر صفحتي على فيسبوك أنني لم أكن أقصد هذا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى