ترجمة وإعداد: ماري مراد
في خيال عامة الناس، سيطر رعاة البقر وقطاع الطرق غير القانونيين على الأراضي الوعرة على الحدود الأمريكية، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هذه الأراضي كانت موطنًا للنساء الخارجات عن القانون، واللواتي كن مختلفات عن الأخريات اللواتي يتم تصوريهن عادة في هوليوود باعتبارهن لا حول لهن ولا قوة.
صحيفة “ديلي ميل” البريطانية نشرت هذه الصورة المبهرة لمجموعة من النساء الخارجات عن القانون في الغرب الأمريكي القديم المعروف بـ”الغرب المتوحش” في أواخر القرن التاسع عشر.
رغم عدم معرفتها اليوم، فإن بعض تلك النساء كن أسطورة خلال حياتهن وصدمن المجتمع بسلوكهن القاسي والذي لايليق بالنساء، مثل الخارجة عن القانون لورا بوليون التي سرقت القطارات مع بوتش كاسيدي، وبيج نوز كيت التي أخرجت المقاتل الأسطورة دوك هوليداي من السجن. بينما وُصفت شخصية بيلا ستار الخارجة عن القانون بأنها ملكة العصابات.
الحدود الأمريكية في القرن التاسع عشر أتاحت فرصة للأمريكيات الرائدات للتحول إلى حياة انتهاك القانون. وعاشت النساء حرية اجتماعية واقتصادية على الحدود الأمريكية وأدرن أعمالًا تجارية وامتلكن أراضي، لدرجة أنهن شاركن في السياسة والجريمة.
بعض النساء اللائي استفدن من هذه الحرية عثرن على سبل عيشهن من خلال مشاريع مثل المقامرة أو السرقة أو الدعارة أو بناء أساطيرهن.. وإليكم مجموعة منهن:
لسنوات عدة كان يُعتقد أن هذه الصورة لروز دون، لكن اتضح أنها لسجينة تتظاهر بأنها هي. وكانت روز- المعروفة باسم “روز سيمارون”- عضوًا في عصابة “وايلد بانش” واشتهرت بمظهرها الجميل وعلاقتها الرومانسية مع المجرم جورج “بيتريكريك” نيوكم. وفي الأول من سبتمبر عام 1893 تمت محاصرة عصابة نيوكوم على يد مارشالات الجيش الأمريكي، فيما أصبح يُعرف باسم “معركة إنغولز”، مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار.
وتقول الأسطورة الغربية أن نيوكوم أصيب بجروح بالغة، وبينما كان مستلقيًا في الشارع، هربت روز من “فندق بيرس” إلى موقعه مع اثنين من أحزمة ذخيرة وبندقية وينشستر. وأطلقت النار على المارشالات بينما أعاد بيوكوم تعبئة مسدساته، وتمكن من الفرار.
تُظهر المجموعة الرائعة من الصور بعض “السيدات ذوات السمعة السيئة” اللواتي لا يجرؤ رعاة البقر على تخطيهن في حانة الغرب الأمريكي القديم. من بينهن كانت كلامتي جين الظاهرة في ملابس رجال عام 1895 في ليفينجتون بمونتانا.
اشتهرت جين بالرماية وشرب الخمر وتهورها. وكانت معروفة باسم “كلامتي جين” أو “الكارثة جين”، وكان حصولها على هذا الاسم محلًا للنقاش. فوفقًا لأسطورة أولد ويست، انضمت “الكارثة جين” إلى مجموعة من المعارك القتالية لإنقاذ قائد الجيش الجريح. وخرجت جين من القتال دون أن يمسها أحد حتى أسماها القبطان “الكارثة جين”. الحقيقة الكامنة وراء “كلامتي جين” تختلف اختلافًا ملحوظًا عن ما ورد في فيلم 1953 الشهير الذي سمي على اسمها.
تُظهِر الصور نساءً يشربن المشروبات الكحولية بشراهة مثل بيرل هارت التي أصبحت واحدة من أكثر الشخصيات شهرة في الغرب المتوحش. وهذه الصورة التقطت لبيرل هارت مرتدية ملابس رجالية في تسعينيات القرن التاسع عشر.
بيرل ارتكبت واحدة من آخر عمليات السطو التي تم تسجيلها في الولايات المتحدة، ما جعلها تحظى بالسمعة السيئة.
ومن أجل السرقة، قامت هارت بقص شعرها وارتداء ملابس رجالية. كانت مسلحة بمسدس وبمساعدة شريكها أوقفا حافلة وأخذا حوالي 431 دولار واثنان من الأسلحة النارية من الركاب. لكن هارت بالشفقة عليها وأرجعت دولارًا لكل منهم قبل أن تفر بعيدًا.
أتاحت الحدود الأمريكية في القرن التاسع عشر فرصة للرائدات ليتحولن إلى حياة تنتهك القانون. وشهدت النساء الكثير من الحرية الاجتماعية والاقتصادية على الحدود الأمريكية.
وقبعت بيرل هارت في زنزانة سجن عام 1899. وكانت سمعة بيرل سيئة بعد سرقة العربة، وسرعان ما أحدثت الأنثى السارقة جنونًا إعلاميًا. وأصبح السكان المحليون مفتونين بها، لدرجة أن أحد المعجبين المحليين منحها قطة برية.
أما هذه الصورة فهي للورا بيليون، المجرمة الشهيرة والعاهرة التي تورطت مع بوتش كاسيدي ، 1893. وُلدت لورا بوليون في مدينة نيكربوكر بولاية تكساس، وعملت عاهرة في بيت فاني بورتر الشهير للدعارة في سان أنطونيو القريبة. ومن هنا بدأت لورا علاقة مع الخارج عن القانون وعضو وايلد بانش، وليام “الأخبار” كارفر.
ورغم أن كارفر رفض في البداية نداءات لورا للانضمام إلى العصابة، لكنه تراجع في النهاية. وأعجبت العصابة بمهاراتها في سرقة البضائع المسروقة ومساعدة عمليات سطو العصابة على القطارات الخاصة، وحازت على لقب “روز ويلد بانش”.
صُورت كلامتي جين في عام 1885 في ليفينجتون بمونتانا. وبحلول أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر، استحوذت جين على خيال العديد من الكتاب الذين غطوا أيامها الأولى النابضة بالحيوية في “ديدوود”. وأطلق عليها أحد الكتّاب اسم “الشيطان الأبيض في يلوستون”.
العديد من مغامرات جين المثيرة جاءت من جين نفسها، ومعظمها لا يمكن تأكيدهم من قبل الآخرين. ومع ذلك فقد عززت أسطورة لها باعتبارها امرأة تشرب الكحول وترتدي ملابس الرجال وتعيش حياة قاسية.
صورت كلامتي جين هنا وهي تزور قبر “وايلد بيل” هيكوك في منطقة ديدوود بولاية داكوتا في وقت ما في تسعينيات القرن التاسع عشر. لقد كانت سيدة أمريكية رائدة في مجال الكشافة ومحترفة كشخصية معروفة بأنها أحد معارف ويلد بيل هيكوك وتحارب الأمريكيين الأصليين. لا يمكن إثبات الكثير مما زعمت أنها شاهدته وشاركت فيه. من المعروف أنها لم تحصل على أي تعليم رسمي وأنها كانت مدمنة كحول.
هنا تظهر بيل ستار (على اليمين) بصحبة بلو دك (على اليسار) في صورة يعود تاريخ التقاطها إلى عام 1886.
ولدت بيل في عائلة ثرية، لكنها فضلت إطلاق النار على أن تكون سيدة، وكانت صديقة الطفولة مع جيسي جيمس التي انضمت إلى عصابتها لاحقًا. وكان بلو دك خارجًا عن القانون في الغرب المتوحش، إذ ارتكب عمليات سطو مسلح وأعمال سرقة الماشية.
ووقع بلو دك في علاقة غرامية مع بيل ستار وأصبح جزءًا من عصابتها لاحقًا.
في عام 1886 ظهرت بيل ستار على قمة حصان في فورت سميث بولاية أركنساس. أما الرجل الآخر فهو نائب المارشال الأمريكي بنيامين تاينر هيوز الذي اعتقلها مع نائب المارشال تشارلز بارنهيل ، في مايو من عام 1886 و أحضرها إلى فورت سميث للمحاكمة.
وروج ريتشارد كيه فوكس- محرر وناشر جريدة الشرطة الوطنية- قصة بيل، وأصبحت فيما بعد شخصية محبوبة في التلفزيون والأفلام. كانت يطلق عليها أيضا الأنثى جيسي جيمس وملكة اللصوص.
تقف بيل ستار خلف جيم ريد عام 1886. فقد تزوج جيم وبيل في العام نفسه. وأدينت بيل بسرقة حصان عام 1883. وقُتلت جراء إطلاق النار عليها في عام 1889 في قضية لم تُحل رسميًا.
كان إدغار واتسون، الذي استأجر أرضًا من بيلي، هاربًا مطلوبًا لتنفيذه جريمة قتل. وحينما علمت بيل حقيقته طردته من أرضها. واعتقدت السلطات أن واتسون ربما يكون قد نصبت كمينًا لبيل وقُبض عليه بالفعل للاشتباه في قتله لها. ومع ذلك تم إطلاق سراحه في النهاية لعدم وجود شهود.
وسافرت كيت، هنغارية الأصل، إلى كانساس في سن السادسة عشرة بحثًا عن الثروة كعاهرة. وخلال عملها كعاهرة في فورت جريفين في تكساس، بدأت علاقة مع واحدة من أعنف تجار السلاح “دوك هوليداي”، وظلت هذه العلاقة مستمرة حتى وفاته.
كيت واصلت العمل كعاهرة طوال علاقتها مع هوليداى، ونجحت في تهريبه من السجن في عام 1877 من خلال إطلاق النار وإشهار مسدسها نحو حارس السجن.
بعض النساء، مثل بانديت كوين بيل ستار، كن أسطورة خلال حياتهن وصدمن المجتمع بسلوكهن القاسي وغير الملائم للإناث.
بعد وفاة دوك هوليداي في عام 1887، تزوجت بيج نوز كيت (على اليسار) من حداد أيرلندي جورج كامينغز في أسبن، في اليوم الموافق 2 مارس 1890.
وبعد العمل في العديد من معسكرات التعدين في جميع أنحاء كولورادو، انتقلا إلى بيسبي في أريزونا، حيث كانت تدير كيت مخبزًا لفترة قصيرة. لكن بعد العودة إلى ويلكوكس في أريزونا، أدمن كامينجز الكحول وانفصلا الزوجان.
أما هذه الصورة فقد التقطت لبيرل هارت في عام 1899.
هارت ولدت باسم بيرل تايلور، من أصل فرنسي، في ليندساي بمقاطعة أونتاريو في كندا. كبرت هذه الفتاة الصغيرة والجذابة لتصبح لصة العربات الأنثى الوحيدة في الغرب الأمريكي. ومن بين العديد من الأطفال، ترعرعت بيرل في أسرة محترمة من الطبقة المتوسطة وحصلت على تعليم جيد. لكن حياتها تغيرت إلى الأسوأ عندما وقعت في غرام المقامر فريدريك هارت في سن السابعة عشرة.
فرت بيرل مع هارت، الذي كان يعمل في بعض الأحيان نادلًا ، لكنه عادة ما يخسر أي أموال كان لديه على طاولات المقامرة. وإضافة إلى أنه كان فقيرًا، فقد قيل أيضًا إنه كان يشرب الخمر بشكل كبير وغالبًا ما كان يسيء إلى زوجته الشابة.
وأخيرًا، نختم بصورة لبيرل هارت خلال احتجازها في سجن يوما الإقليمي حوالي عام 1899. وفي وقت سابق من ذلك العام، التقت مع عامل منجم اسمه جو بوت.
وعندما تلقت رسالة من شقيقها مفادها أن والدتها مريضة وتحتاج إلى أموال لتغطية الفواتير الطبية، طلبت بيرل من جو المساعدة لكسب بعض النقود السريعة. وكانت أول عملية احتيال تقوم بها بيرل لإغراء الرجال في غرفتهم، مما يجعلهم يعتقدون أن هناك فرصة للصداقة أو ممارسة الجنس. ثم يأتي دور جو الذي يطردهم ويأخذ أموالهم.