إعلامثقافة و فن

الدفاع عن وودي آلن .. اخترنا الراحة بدلا من الحقيقة؟

alann

جيسيكا فالينتي تكتب عن اتهام وودي آلن بالتحرش جنسيا بابنته بالتبني دايلان فارو، وتتسائل هل اخترنا الراحة (عدم تصديق أشياء سيئة عن وودي آلن) بدلا من الحقيقة؟

  the nation عن

ترجمة زحمة

لم يسبق لي أن شاهدت أي فيلم لوودي آلن ، فقد رفض أبويّ  استئجار أي منها   بعد أن بدأ  آلن  “علاقة ” مع سون يي برفين (ابنة زوجته بالتبني)، رفضهما/ تفسيرهما هذا ظل  يصاحبني خلال مرحلة البلوغ، كنت في حوالي الثالثة عشر سنة  في ذلك الوقت، أحاول دائما افتعال الاشتباكات، وقد سألتهما: ما المشكلة؟  فـ  برفين  ليست ابنته “الحقيقية “؟

 شرح لي  أبويّ عن المسؤولية التي ينبغي أن يتحملها البالغون تجاه الصغار، والحدود التي ينبغي أن يحترمها الآباء، أو من يحلون محلهم.

بينما أخذت أكبر، وألتقي معلمين  درسوني في مرحلة المراهقة، رأيت الرجال البالغين الذي “يتصرفون جنسيا” مع الفتيات، فهمت مغزى ما قال أبوي لي، اليوم، وكشخص بالغ، صرت أعلم أنه عندما نمنح الأعذار، خاصة للرجال الأقوياء الذين يؤذون النساء، فنحن نجعل العالم مكانا أكثر راحة للمتحرشين، هذا التشتت المعرفي- الثقافي حول الاعتداء الجنسي، يبني شبكة أمان لمرتكبيه، مما ينبغي لنا جميعا أن نخجل منه.

إننا نعرف أن واحدة من كل 5 طفلات تتعرض للتعدي الجنسي،   ولكن عندما تتحدث الضحايا، فإننا نسألهن: لماذا انتظرتن كل هذا الوقت الطويل؟  لماذا لا يتذكرن تفاصيل أوضح؟ ثم نرتاب في أنهن ربما أسأن فهم ما حدث فعلا.

ونحن نعلم أن المسيئين للأطفال  شخصيات متلاعبة، وغالبا كاريزمية، وأنهم يخفون جرائمهم بشكل جيد ، ونعلم أنهم يختارون استهداف النساء والأطفال، الذين سيكون المجتمع أقل تصديقا لاستهدافهم: أي الملونين والمعاقين، والنساء من النوع الذي يوصف عادة بأنها “مجنونة” . لكن عندما يقوم رعاة الأطفال المعتدى عليهم بإثارة القضية، نتهمهم بأنهم “ينتقمون”  كما أطلق محامي وودي آلن على   ميار فارو (زوجة آلن  ووالدة ديلان التي اتهمت آلن بالتعدي عليها جنسيا حين كانت في السابعة) . نتهمهم  بمحاولة ” تنفير ” أطفالهم من الوالد المسيء . أو، كما فعل أحد أصدقاء آلن في مقال مخزي في ديلي بيست، ببساطة يوحي بأن الراعية مجرد “عاهرة” ، فكيف يمكن تصديق ما تقول بأية حال؟

ونحن نعلم، كما كتب هارون بادي –  ” نحن في خضم وباء من العنف الجنسي  مستمر ومسكوت عنه،  لسنا في وباء من ادعاءات الاغتصاب الكاذبة ” .

لكن على الرغم من كل هذه الأشياء التي نعرفها، ثقافتنا تتراجع لتحقن الشك في  الرسالة  المفتوحة المروعة لديلان فارو، حول تعرضها للاعتداء الجنسي من قبل آلن.

ذلك لأنه لا يهم قدر ما نعرفه لنعتبره صحيحا، النظام الأبوي يدفعنا لترك قدرتنا على الحكم جانباـ  خصوصا عندما يكون ذلك الحكم يدفعنا لتصديق أشياء سيئة عن الموهوبين، والرجال البيض.

أعتقد ، تماما مثل روكسان جاي ، أن الناس يشككون في ضحايا سوء المعاملة لأن ” الحقيقة  أن العنف الجنسي منتشر بصورة ساحقة في جميع أنحاء العالم ، لماذا سيريد أي شخص مواجهة هذه الحقيقة؟ ” أعتقد أيضا أن الناس في أعماقها تعرف أنه بمجرد أن نبدأ في تصديق الضحايا، وأخذ آلامهم وتجاربهم على محمل الجد، فإن كل شيء سوف يتغير . الاعتراف بالحقيقة  حول الاعتداء والإساءة الجنسية  يعني التخلي عن الكثير من الرياضة و الأفلام والأغاني والفنانين، وسوف يعني إعادة النظر في المؤسسات و الأسر و ديناميات السلطة، والطريقة التي نتفاعل بها  مع بعضنا البعض كل يوم.

إن هذا كثير.

ونحن كسالى .

لذا فالأسهل  تجاهل “ما نعرف” أنه صحيح، لصالح “ما نتمنى” أن يكون كذلك  . ولكن المزيد من التمسك بما يجعلنا مرتاحين وجهلة، سوف يؤذي المزيد والمزيد من الناس  ويوفر مزيدا من غرف الأطفال للوحوش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى