ثقافة و فن

هوليوود ريبورتر عن “اشتباك” المصري: المشهد الختامي لا يمكن وصفه

هوليوود ريبورتر عن الفيلم المصري في مهرجان “كان”: مشهد “اشتباك” الختامي لا يمكن وصفه

فشل الثورة المصرية تسبب في أحاديث مرعبة عن الحرب الأهلية

Hollywoodreporter- ديبورا يونج

ترجمة- محمد الصباغ

بدأ مخرج فيلم ”اشتباك“ محمد دياب العمل على فيلمه منذ 2013، ويظهر الفيلم رؤية مرعبة للظلم والفوضى التي وصلت إليها الدولة. بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك الذي استمر ثلاثين عامًا. فالمعركة تحوّلت إلى تحريض قاسٍ من الثوريين ضد الأصوليين الإسلاميين ومن الإثنين ضد الجيش. وتدور الأحداث في سيارة ترحيلات حيث تبدأ التوترات مع كل وافد جديد.

بشكل مثير، لا يصطف الفيلم إلى جانب أحد المعسكرات. وبهذا يصبح بعيدا عن النقاش السياسي المعتاد، ويعمل على انتقاد قاس للأحكام المسبقة والتعامل بطريقة غير آدمية مع الآخرين. وفي أثناء عرض الفيلم في مهرجان كان، ستلقى هذه الدراما المصنوعة جيدًا دعاية قوية بحيث تصل إلى حد كاف من المشاهدين في أوروبا.

ومع احتوائه على كوميديا اجتماعية والحركة العالية وصفات أفلام الحرب، يمكن الحديث عن أن فيلم ”اشتباك“ تجربة محيرة عند مشاهدتها. من البداية إلى النهاية، كل الأحداث تدور بداخل عربة شرطة خانقة، حيث متظاهرين من جميع الأطياف معا ووجوههم قريبة جدا من بعضهم البعض. وبالخارج، عبر النافذة ذات القضبان، يلاحظون بلا قدرة على فعل شيء، حربا أهلية كاملة من حولهم في الشوارع. يصل للمتابع إحساس كونه سجينًا، وتبدأ الشجارات العنيفة ترتفع في حدتها مع استمرار الفيلم.

ومثل أول أعماله “678”، والذي يرصد فيه دياب ثلاث نساء ينتقمن من المتحرشين جنسيا بهن، يمكن أن تشعر بأن “اشتباك” يسير بصورة مسرحية، كما لو أنه لا مخرج من سيارة الترحيلات. يُجبر دياب المشاهد على التعرف على 20 شخصية لا يمكن تمييزهم بسهولة، خصوصًا الشباب.

يزج أحد الضباط بملابسه السوداء إلى العربة اثنين، أحدهما صحفي مصري أمريكي يعمل لوكالة أسوشيتد برس ومصور حر يعمل معه. ومع دخولهما، يبدأ التعاطف مع المراسل في الانتهاء مع ظهور غروره، وإصراره على استخدام كاميرا على غرار الجواسيس.

البطلة نيللي كريم -لعبت دور المرأة الغنية في فيلم 678- تجسد شخصية سيدة شجاعة قفزت إلى السيارة عندما قبض على زوجها وابنها المراهق. وكممرضة متدربة، قامت بشكل به شيء من القسوة بتضميد جروح المتواجدين في وقت لاحق.

المرأة الثانية بداخل الشاحنة هي (مي الغيطي)، التي ترتدي زيا إسلاميا من الرأس إلى القدمين، واشتركت في المظاهرات مع والدها المسن.

حوالي نصف المجموعة كانوا من المتظاهرين من أجل الثورة، والنصف الآخر من أجل الإخوان المسلمين الذين أطاح الجيش برئيسهم الديمقراطي محمد مرسي بعد مطالب شعبية. لكن حتى بين تلك المجموعات هناك تصنيفات أخرى، الإسلاميون، على سبيل المثال، ينقسمون بين من يحملون عضويات بجماعة الإخوان المسلمين وجزء آخر من المتعاطفين. بعضهم أكثر عنف من الآخر، وقليلون مستعدون لقطع رقاب أعدائهم من الكفار الذين بالنسبة لهم شريحة المسيحيين في المجتمع المصرية.

ما يجمعهم هو غضبهم ضد الفوضى الاجتماعية والسياسية من حولهم. ترتفع العواطف إلى درجة كبيرة، مع العصبية، وأجبر حامل الكاميرا على التصوير في أماكن ضيقة ومونتاج للقطات إطلاق النار. لكن لحسن الحظ هناك لحظات خفيفة وشخصية أيضًا، عندما تتراجع القناعات السياسية والدينية أمام الحاجة الجسدية والتعاطف الإنساني.

يجعل الفيلم الباب مفتوحًا أمام أي تطور للقصة، وهناك متغيرات لم تكن متوقعة، فيزيد التوتر مواجهة خطيرة مع أحد القناصة المتواجد على أحد الأسطح والذي يطلق على السيارة وابلا من الرصاص، الأمر الذي ينتهي بقتل أحدهم. كما زادت تناقضات المشاعر عندما استولى الإخوان المسلمون على السيارة.

المشاهد القريبة مثيرة ومروعة، حيث يتحول نفق على طريق سريع إلى مكان لمعركة بالأيدي، وانفجارات قنابل يدوية، وغاز مسيل للدموع، ويظهر بالمشهد ضوء غريب لأشعة ليزر خضراء. أما المشهد الختامي ففيه شراسة ورعب بطريقة متوحشة، ولا يمكن وصفه حقًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى