إعلام

نصائح لمحرر الرأي: كيف تتعامل مع أفكار القراء؟

 

كيف ينبغي أن يتعامل محرر صفحة  رأي القراء مع أفكار الجمهور؟ تجربة هندية

 MAIL

 

الهندو – بانييرسيلفان– ترجمة: محمد الصباغ

تعتبر إحدى مميزات الصحافة هى قدرتها على صنع التوازن بين الاستمرارية والتغيير. ولاحظ المؤرخ الإعلامي ميتشل ستيفنز في كتابه “تاريخ الأخبار” أن “البشرية تبادلت مزيجاً متماثلاً من الأخبار عبر العصور والثقافات”. ويحاول أفضل المحررين و المراسلين الحفاظ على الصحافة من التصنيف بواسطة العالم الواسع الملئ بالإتصالات.

وبالنسبة لجريدة مثل “ذا هندو”، القراء ليسوا مستهلكين أو عملاء، بل هم السبب الأوحد لبقاء الجريدة. بمجرد معرفة محاور اهتمامات القراء يصبح سهلاً أن نرسم خطوط حدودنا، ورسم دائرة حماية تحترم عقل القارئ وتحفظ المؤسسة من الانغماس في الممارسات الصادمة.

تنقسم مهامي كمحرر للقراء إلى ثلاثة أمور: الأولى هي متابعة دائرة حدودنا والتأكد أننا لا نخالفها أو نخترقها. والمهمة الثانية فيها أخبر القراء عن العمل الصحفي عموماً والعمل في جريدة “ذاهندو” تحديداً. أما ثالث المهام فهى أن أكون  وسيطا فعالا بين القراء و باقي الصحفيين.

لا نتعامل مع أفكار القراء واقتراحاتهم على أنها مجرد مطالبات فقط بل يتم العمل بها. وفي بعض الأحيان لا يتم تنفيذ تلك الأفكار لأسباب تقنية أو مالية. وكان منها على سبيل المثال  اقتراح إيقاف إصدار الجريدة الخاص بمدينة كالكوت”. وأود أن أخبر القراء بأن عدد الإصدارات الإلكترونية من الجريدة ارتفع تسعة أضعاف عبر السنوات، وصنع بصمته الواسعة الانتشار في جنوب الهند والعاصمة القومية دلهي.

أسئلة متكررة

استقبلنا بعض الأسئلة المتكررة مثل: كيف تتعاملون مع اقتراحات القراء؟ ما هى الآلية التى تستخدمونها في التعامل مع الأفكار والاقتراحات الكثيرة من القراء؟ ولماذا تقبلون اقتراحات و ترفضون أخرى؟

ويقرأ ثلاثة من المحررين المسؤولين عن مراسلات القراء كل الرسائل الإلكترونية ثم يرسلونها إلى القسم المختص لمتابعتها واتخاذ الفعل اللازم. وإذا كان الاقتراح  ممكناً يتم تنفيذ الاقتراحات فوراً. وعلى سبيل المثال،عندما طلب بعض القراء زيادة مساحة الكتابة المتاحة للجميع، قررنا تخصيص صفحة كاملة لذلك. وطالب بعض القراء بزيادة صفحات المجلة والآخرون بزيادة الصفحات عموماً. تلقيت رسائل بالبريد الإلكتروني من بعض نشطاء حماية البيئة، وقالوا إن أخبار تدمير المباني التراثية في حرائق أو لأسباب طبيعية هى أخبار قومية. واستشهدوا بعدة أمثلة كمبني “ماي في بودوتشيري”، والبنك الوطني في مدينة تشيناي، و “جورتونكاسلفيشيملا”. وقالوا أيضاً أن تلك الأخبار لا يجب أن توضع في الصفحات المخصصة لتلك المدن.

ورغم أن الناس يريدون قراءة المزيد من الأخبار، إلا أن الوضع الاقتصادي للجريدة محدود. وإلتزامنا هو زيادة الفائدة وإعطاء القارئ أقصى مادة يمكن استيعابها. وبالتالي، يقدم العدد الإلكتروني من الجريدة كل الأخبار التى تم نشرها  في الإصدارات المختلفة من “ذا هندو”.

A.S. Panneerselvan. Photo: V.V. Krishnan

رسائل إلى المحرر

يمكنني أن أشارككم أحدث ثلاث رسائل لأعطيكم مثالاً على معدل الأفكار والمقترحات التى تصلنا يومياً.

يرى “دي كي أوزا”، ضابط إداري متقاعد ونائب سابق لمستشار جامعة جاندي جرام الريفية، وهو كاتب منتظم، أن قسم “رسائل إلى المحرر” في حاجة إلى التجديد. وعرض بعض الأفكار ليجعل من القسم أكثر إمتاعاً: “تجنبوا الأشياء التافهة والمألوفة والمبتذلة وغير المهمة والسخيفة و فوق كل ذلك، تجاهلوا تنصيب أنفسكم مرشدين للسياسة العامة.. ورجاء ركزوا على الأشياء المهمة”.

أراد السيد “أوزا” من الجريدة أن تتبنى خطابات “تثير قضايا، وتحلل موضوعا هاما، أو أن نحاول عمل تعليق كبير على الأحداث الجارية أو أي شئ يؤثر على عدد كبير من الناس”.

يسعي قسم “رسائل إلى المحرر” جاهداً لإيصال أصوات متنوعة من القراء. ويحاول المحررون أن يعطوا المساحة لآراء قراء من مناطق جغرافية متنوعة. لا يريدون تكرار نفس الكتاب ويحاولون تشجيع كتاب جدد.  ويحاولون استيعاب من 8 إلى 10 رسائل في حدود 1200 كلمة، يتم اختيارهم يومياً من بين 200 رسالة.

و عقب مقالي “فن وعلم العناوين الصحفية” في 15 ديسمبر 2014، تساءل قارئ آخر عن دور الناشر أو المراسل في كتابة العناوين. واقترح أن يقدم الناشر أو المحرر عنوانين لمقاله أو تقريره. وبالتالي يستطيع “محرر الديسك” أن يعدلها بما يتناسب مع المتطلبات والأسلوب. وكانت قناعته كالاتي: “هل يمكن أن يكون هناك شخص يقترح العناوين أفضل من كاتب المادة نفسه؟”.

شعرت محررة صفحة الرأي “في جيتا” بأنها مجبرة على تقديم بعض المعلومات ذات التسلسل الزمنى مع مرجعها لترد على مقال “ايه أر فينكاتشلاباثي” عن “بانديت ليودي ثاس” الرجل الروحي، وعنوانه (من الهامش إلى الطليعة) و نشر في 24 ديسمبر 2014. وكان سبب هذا الشعور هو “سؤال عن تقديرنا للتاريخ لو زاد في المقال”. وأعادت جمع كيف أن “باندت” العظيم تم تصويره في أعمال  “بي سو ماني” و “ثيرونافوكارسو” في بداية التسعينيات. واستشهدت أيضاً بمقالتين إنجليزيتين حول “بانديت”: “وعى الداليت و غير المنتمين لكهنوت الهندوس في مستعمرة تاميل نادو”، السياسية والإقتصادية الأسبوعية، ونشرت في 25 سبتمبر 1995، بواسطة “اس في راخادوراي” و “في جيتا”. بالإضافة لمقال “إعادة كتابة التاريخ في ظل كهنة الهندوس”: الطائفة الإجتماعية و الخيال التاريخي الحديث، و نشرت في جريدة الفن والأفكار، في المجلد 25-26، عام 1993 بواسطة “في جيتا”.

و مثل الكثير من القراء، أود أن أرى “ذا هندو” تصدر في 50 صفحة كل صباح. لنأمل أن يتمدد الاقتصاد الهندي سريعاً في العام الجديد لنجعل ذلك ممكناً.

http://ethicaljournalismnetwork.org/

 

نشرت هذه المادة في الأصل على

thehindu.com

وتم الاستئذان لإعادة نشرها ويمكن الاطلاع على المادة الأصلية على هذا الرابط

وتم ترجمتها إلى العربية برعاية شبكة الصحافة الأخلاقية وهي منظمة إعلامية غير ربحية تدعو إلى الصحافة الأخلاقية والحكم الرشيد والتنظيم المستقل لوسائل الإعلام. تم إنشاؤها في عام 2011 في إطار حملة مهنية لتعزيز مهنة الصحافة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى