مجتمع

في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.. “بسملة” و”إيمان” أحدث الضحايا

التنمّر يُودي بهما إلى الانتحار

الوطن – العربية – اليوم السابع

إعداد: رنا ياسر

اليوم يحتفل العالم باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وهو اليوم الذي يشهد زخمًا كبيرًا في ظل الدعم الكبير لتنال المرأة حقوقها على مستوى العالم، لتمكينها وحمايتها من ممارسة العنف ضدها.

ومع ذلك، نجد جانبًا مظلمًا يلفت الانتباه بين كل الأصوات التي تنادي بمناهضة العنف، تجلّى الموقف الأول بتعرّض الطالبة بسملة علي عبدالحميد، للتنمر، على يد موجّه مادة اللغة العربية الذي سخر من بشرتها السوداء.

وترجع تفاصيل الواقعة التي نشرها شاب نوبي يدعى حمدي سليمان، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وحصل المنشور على ما يزيد على 3000 آلاف مشاركة بين رواد التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن غضبهم تجاه ما حدث مع الطفلة الصغيرة.

أوضح المنشور أنه بعدما أجابت “بسملة”، طالبة بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة الشهيد محمد جمال صابر الإعدادية المشتركه في مدينة دمياط، عن الأسئلة التي طرحها موجّه اللغة العربية داخل الفصل، قام بسؤالها عن اسمها فأجابته، ليرد الموجه قائلًا: “بسمله تلميذة سوداء.. مَن يُعرب هذه الجملة؟”.

استقبلت الطالبة السؤال بحزن وبكاء شديد بسبب السخرية من ملامح بشرتها، ليزيد الموجه من بكائها قائلا لها: “لو مابطلتيش عياط هخرجك بره الفصل.. هي الكلمة وجعتك أوي كده”، حسب ما ذكره المنشور المتداول.

ظلت الطالبة تبكي باقي اليوم من هذه السخرية، ورغم استغاثة زملائها بالأخصائي الاجتماعي في المدرسة، لم يحدث شيء، فظلت الفتاة طيلة 5 أيام رافضة الذهاب للمدرسة وتابع المنشور: “بسملة فضلت خمسة أيام في البيت مابتروحش المدرسة، كرهتها وكرهت التعليم كله”.

وأنهى الشاب النوبي، حديثه في المنشور، بطلبه بتفعيل المادة 53 من الدستور، بإنشاء المفوضية التي تعتني بمجابهة التمييز بشتى أنواعه وصوره وخاصة التمييز على أساس اللون.

وبالنظر إلى المأسآة الثانية، فقد لقيت طالبة مصرية مصرعها إثر سقوطها من الطابق الرابع بمبنى للطالبات تابع للمعهد الفني الصحي في الإسكندرية بسبب تعرّضها للتنمّر من المسؤولين في المعهد.

وكشفت التحقيقات أقوال زميلات الطالبة أن زميلتهن إيمان صالح البالغة من العمر 22 عاما، قررت الانتحار لتعرضها لإهانات مستمرّة من بعض المشرفات في المعهد، وسخريتهن من لون بشرتها، واتهامهن لها بأنها تُشبه الذكور، فضلا عن إساءتهن الدائمة لها، بينما اتهمت أمينة عبدالعزيز والدة الطالبة 3 مشرفات بالمعهد بالتسبب في انتحار ابنتها.

وقالت الأم إن ابنتها كانت في العام الدراسي الأخير لها في المعهد، وكانت تعاني من معاملة 3 مشرفات بقسوة، ويتلفّظن ضدها بألفاظ غير لائقة وعبارات جارحة، مضيفة أنها كانت تحاول التخفيف عن ابنتها من تلك المعاملة القاسية حتى تتخرج في المعهد دون مشكلات تؤثّر على  مستقبلها.

وأضافت الأم أنها تقدّمت قبل شهور بشكوى لإدارة المعهد للتحقيق مع هؤلاء المشرفات دون جدوى، بينما أيّدت زميلات الطالبة أقوال الأم في التحقيقات، واتهمن المشرفات بالتنمّر مع الجميع، والتلفّظ ضدهنّ بألفاظ نابية وعبارات خادشة للحياء خلال تدريبهن على كيفية معالجة المرضى.

وأكدت الطالبات أن زميلتهن المنتحرة كانت تتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع، ولم تتحمّل الإهانات الموجّهة لها من المشرفات، ورددت أكثر من مرة أنها ستنتحر لو لم تتوقف المشرفات عن سوء معاملتهن لها، لكن لم يصدق أحد أنها كانت ستقدم على ذلك.

من جانبها قررت أجهزة الأمن استدعاء مسؤولي المعهد والمشرفات للتحقيق معهن وكشف ملابسات الواقعة.

أما عن الخُطوات التي تتخذها المؤسسات المعنية، احتفلت السفارة الأمريكية في القاهرة، باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة فقالت: “ننضم اليوم للمجتمع الدولي لتسليط الضوء على اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة ومعه تبدأ حملة 16 يوما للقضاء على العنف القائم على نوع الجنس، شارك معنا جهودك للقضاء على العنف ضد المرأة”.

وتحت شعار “كوني”، يشارك المجلس القومي للمرأة، العالم احتفاله باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي يوافق يوم 25 نوفمبر من كل عام، حيث يطلق المجلس حملة الـ16 يوما من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة تحمل هذا الشعار، وتبدأ من يوم 25 نوفمبر حتى الـ10 من ديسمبر الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

في الوقت ذاته، شاركت الفنانة اللبنانية الكبيرة إليسا، في التوعية باليوم العالمي لدحر العنف ضد المرأة فغرّدت: “العنف ضد المرأة منو رجولة ولا بطولة، العنف هو جريمة، وإذا المرأة ما حكيت وكسرت صمتها ما حدا رح يحكي عنها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى