النوم بصحبة الحيوانات الأليفة.. هل يؤثر على صحتنا؟
هل استيقظت يومًا لتجد مؤخرة كلبك في وجهك؟
ترجمة- ماري مراد
لا شيء يضاهي صحبة الحيوانات الأليفة، فهي تُجلب الراحة والأمان، وعليه، فليس من الغريب أن يسمح نصف أصحاب الحيوانات الأليفة، لها بالنوم في أسرتهم.
لكن عندما تجد مؤخرة الحيوان على وسادتك وعلى مسافة قريبة من وجهك، أو عندما يستميلك بلسانه من رأسك إلى قدمك، فسوف يُغفر لك إذا تساءلت عما إذا كان هذا ضارًا بصحتك.
هناك حقيقة سريعة ومُحببة: للنوم مع كلبك أو قطتك فوائد عدة، لكن بناء على الظروف، هناك مخاطر قد ترغب في التفكير فيها وتخفيفها.
لماذا ننام مع حيواتنا الأليفة:
نوم البشر مع الحيوانات ليس بجديد، فهناك دراسة أسترالية بعنوان “هل يجب أن نترك الكلاب تنام معنا؟”، توصل فيها الباحثون إلى أنه “خلال الليالي الباردة كان كثيرون من السكان الأصليين الاستراليين ينامون الى جانب كلابهم بحثا عن الدفء”، وبالتالي فكلما كان الليل أكثر برودة، احتاجت الكلاب تدفئة أكثر.
وتقول الخبيرة في سلوك الحيوان كيت مورنمنت: “هذه الأيام فإن الكلب الموجود في السرير أقل بحثًا عن الدفء، وينظر له باعتباره أحد أفراد العائلة”.
حيواناتنا تحب هذا ونحن أيضًا:
تود الحيوانات الأليفة، بحسب مورنمنت، البقاء في الأسرة معنا لأنها دافئة ومريحة، وهي تربط هذا بأشياء إيجابية مثل المودة والرفقة. يأتي هذا إضافة إلى أن الأسرة مرتفعة ما يمنح الحيوانات رؤية أفضل للمنزل، مشيرة إلى أن القطط في المنازل التي يعيش فيها أكثر من حيوان، تحب أن ترى الحيوانات الأخرى.
وبالنسبة للناس، فإن روابطنا الوثيقة مع الحيوانات الأليفة ومشاعر الأمن والحماية التي تقدمها هي الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نتركها على الأسرة.
الخطر وكيفية تخفيف حدته:
الصحة:
بحسب خبيرة الصحة البيطرية، جين هيلر، تحمل القطط والكلاب مختلف البكتيريا والطفيليات، وبعضها يمكن أن ينتقل إلى البشر.
وتعتبر المكورات العنقودية ( عدوى الجلد) وأمراض الطفيليات مثل الديدان الدائرية، من بين بعض المخاطر الصحية المرتبطة بالتواصل عن قرب بين البشر والحيوانات الأليفة. لكن هذه المخاطر نسبتها منخفضة، لا سيما إذا بقيت الحيوانات نظيفة وتُفحص طبيًا بشكل معتاد.
وهذه المخاطر، بحسب هيلر، ليست مختلفة عن تلك المرتبطة بتقاسم السرير مع إنسان آخر. وتتابع: “إذا كان هذا الإنسان ليس بصحة جيدة أو يحمل بكتيريا أو طفيليات، فهذا لا يعني بالضرورة أنك ستتعرض للإصابة، لكن المخاطرة أكبر من الوقت الذي تبقيان فيه على مسافة ليست قريبة كهذه”.
كما يمكن للحساسية أن تتفاقم بوجود الحيوانات الأليفة في السرير. وتذكر هيلر طريقة بسيطة لتخفيف حدة هذا: تدريب الحيوان على النوم في نهاية السرير على بطانية منفصلة.
وتقول: “أي شخص ينام مع حيوان أليف على سرير واحد سيصحو في وقت ما ليجد مؤخرة الحيوان في وجهه”، مؤكدة أن هذا الأمر يزيد من المخاطر.
وتوضح أنه إذا انخفضت مناعة الشخص فإن “اختيار عدم النوم مع حيوانه الأليف يكون معقولًا”. لافتة إلى أن هذا الأمر يمكن أن يشمل الحوامل، وأي شخص يهتم بداء المقوسات على وجه التحديد، مرجحة انتقاله من تغيير مخلفات القطط (وفي هذه الحالة يجب على النساء ارتداء القفازات أو قيام شخص آخر بذلك).
جودة النوم:
وجدت دراسة استرالية صغيرة أنه نظرًا لأن الكلاب تكون نشطة 20% من الليل، فإن النوم معها يمكن أن يقلص بشكل خفيف نسبيًا جودة النوم عمومًا للبشر”.
وأيضًا قد يحدث اضطراب النوم بسبب عدم التطابق بين درجات الحرارة بين الإنسان والكلب والقطط. لكن الباحثين وجدوا أن مساوئ نوم البشر مع الحيوانات “قليلة” مقارنة بالدعم الاجتماعي وزيادة الشعور بالأمن الذي يجلبه.
كما أن بعض الحيوانات ربما تكون تأثيرها أكبر على نومنا حينما لا تكون في السرير: على سبيل المثال حينما تخدش الباب أو تنبح خارجًا.
علاقاتك مع الحيوان الأليف:
تقول مورنمنت “إذا كنت قلقًا من أن يؤثر وجود الحيوان الأليف على سريرك عليه، ويجعله مرتبكًا عندما يتعلق الأمر بمن هو القائد والمسيطر، فيمكنك تنحية هذا الخوف جانبًا، فبحسب مورنمنت فإن “وجود الحيوان على السرير لا علاقة له بمن المسيطر أو القائد. فهو يريد أن يبقى على السرير لأنه مُريح”.
فإذا أظهر الكلب عدوانًا على السرير، فقد يكون ذلك علامة على حراسة الملجأ (حماية شيء يهتم به). وهذا ما توضحه مورنمنت بقولها: “الكلاب التي يسمح لها بالنوم على السرير هي أكثر احتمالا لحراسة السرير كملجأ، حتى من الحيوانات الأليفة أو من شريك”.
وتتابع: “ربما تظهر العدوان او تمنع أشخاص آخرين أو حيوانات من الاقتراب من السرير، . لكن يمكن حل الأمر بسهولة بالتمرين”.
ويمكن أن يزيد وجود الكلب في السرير من إصابته بخطر القلق من الانفصال، لأنه اعتاد أن يكونوا مع صاحبه طول الوقت.
علاقاتك مع شريكك:
في عملها الاستشاري، تقول مورنمنت إنه إذا وجد خلاف بين الشريكين بشأن وجود حيوان أليف في السرير، فعادة ما يكون الرجال غير سعداء بوجوده، لكن الأمر يعتمد على تجارب الشخص السابقة مع الحيوانات الأليفة”، مضيفة أن بعض الناس ليس لديهم روابط وثيقة مع الحيوانات.
كما يمكن للعلاقة الحميمة أن تتأثر، في حال كان الحيوان غير متأكد من سبب السماح له بالبقاء على السرير أحيانًا .
ومؤخرًا، ساعدت مورنيمنت زوجين لديهما كلب مسن كان يتسبب في مشاكل فيما يتعلق بالعلاقة الحميمة، مشيرة إلى أن الكلب كان يعاني من “قلق من الانفصال” حال خروجه من غرفة النوم، مضيفة: “من الجيد أن يكون لديك قواعد، ولكن متسقة، وإلا فإن الحيوانات ستشعر بالارتباك وعدم الفهم”.
في نهاية المطاف: لا بأس:
في نهاية المطاف، النوم مع حيوانك الأليف له فوائد نفسية واجتماعية وثقافية، ومخاطر صحية وسلوكية منخفضة، يمكن تخفيف معظمها بالعناية والتدريب.
وتقول مورنيمنت: “نحن نتقاسم قربًا حقيقًا وعلاقة قوية مع حيواتنا الأليفة، لهذا نسمح لها بالصعود على أسرتنا”.