أخبارمنوعات

“آل عمران بدلًا من السجن”.. قاضية مسيحية تعاقب 3 مسلمين “أساؤوا للعذراء”

قاضية مسيحية تعاقب 3 شبان مسلمين أساؤوا للعذراء بحفظ آيات من سورة آل عمران

زحمة- وكالات

أصدرت القاضية المسيحية اللبنانية، جوسلين متى، قرارا قضائيا فريدا من نوعه، عندما استبدلت عقوبة السجن بحفظ جزء من سورة آل عمران، بحق ثلاثة شبان مسلمين تتراوح أعمارهم ما بين (16-18) عاما، أساؤوا لمريم العذراء بتحطيم تمثالها في إحدى الكنائس.

وأثار الحكم ضجة إيجابية في لبنان، ولقي استحسانا من رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي وصفه بأنه “قمة العدالة”. ووجه الحريري تحية للقاضية وكتب عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “حكمها على الشبان في قضية السيدة مريم، وإلزامهم بحفظ سورة آل عمران من القرآن الكريم، قمة في العدالة وتعليم المفاهيم المشتركة بين المسلمين والمسيحين”.

كما وصف وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني القرار بالحضاري، وقال في تصريحات صحفية إنه “يعتبر قرارا تأسيسيا يفتح مجالات قضائية مبتكرة لمعالجة المشاكل الاجتماعية وحالات التعصب الديني”.

وتحتوي سورة “آل عمران” على آيات يخص بعضها مريم العذراء والمسيح عيسى ابن مريم من بينها آية “وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ”.

كما تتضمن الآيات التالية “إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”.

وأمرت جوسلين، قاضية تحقيق في شمال لبنان، بإطلاق سراح الشبان الثلاثة بعد أن تأكدت بنفسها من حفظهم غيبا الآيات من السورة القرآنية، واتخذت القاضية قرارها ليتعلموا “التسامح بين الأديان ومحبة المسلمين للسيدة العذراء، خلافاً للأفكار البشعة التي يزرعها المتطرفون في أذهانهم” موضحة أن “القانون مدرسة وليس سجنا فقط”.

ويفرض القانون اللبناني عقوبات على كل من يثبت إدانته بإهانة أو ازدراء الأديان. ووفق أحكام المادة 474 من قانون العقوبات اللبناني، “يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات كل من أقدم على تحقير الشعائر الدينية التي تمارس علانية أو حث على الازدراء بإحدى تلك الشعائر”، بينما تفرض المادة 475 العقوبة ذاتها بحق كل من “أحدث تشويشا عند القيام بأحد الطقوس أو الاحتفالات الدينية المتعلقة بتلك الطقوس أو عرقلها بأعمال الشدة أو التهديد أو من هدم أو حطم أو دنس أو نجس أبنية خصت بالعبادة أو شعائرها وغير ذلك مما يكرمه أهل ديانة أو فئة من الناس”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى