انتخابات البرلمان اللبناني: السعودية تراجعت هذه المرة عن دعم الحريري

زحمة- وكالات
بدأ التصويت يوم الأحد في انتخابات عامة هي الأولى في لبنان منذ تسع سنوات، ولن تقلب على الأرجح ميزان القوى في البلاد بشكل عام لكنها مهمة للاستقرار الاقتصادي.
وبدأت عملية التصويت الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي وتستمر حتى الساعة السابعة مساء. ومن المتوقع بدء إعلان النتائج غير الرسمية في أثناء الليل على أن يتم إعلان النتائج الرسمية خلال أيام، ويجرم قانون الانتخابات الجديد نشر توقعات بشأن أداء الأحزاب قبل إغلاق صناديق الاقتراع.
وأظهرت لقطات تليفزيونية أشخاصا يصطفون عند لجان الاقتراع في مختلف أرجاء لبنان للإدلاء بأصواتهم وفقا لقواعد انتخابية جديدة.

ورفعت أعلام الأحزاب الرئيسية على السيارات والدراجات النارية وانطلقت الأغاني من مكبرات الصوت دعما للمرشحين قرب دوائرهم الانتخابية وارتدى شبان يقفون خارج اللجان قمصانا عليها صور زعماء سياسيين.
لكن الوجود الأمني في بيروت كان ملحوظا يوم الأحد ورأى شاهد من رويترز رتلا عسكريا طويلا من العربات المصفحة وناقلات جنود تتحرك ببطء في العاصمة، ووقف أفراد من قوات الأمن على نواصي الشوارع للحراسة قرب مراكز التصويت.
ويتابع الانتخابات مراقبون من الاتحاد الأوروبي وكيانات دولية أخرى.
ولا يتوقع إعلان النتائج الرسمية قبل يوم الإثنين أو الثلاثاء، لكنّ مراقبين يقولون إن النتائج الأولية قد تبدأ في الظهور مساء الأحد.
وقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إن “اللبنانيين يمارسون اليوم أهم عملية وطنية سياسية، يختارون عبرها من سيمثلهم لمدة 4 سنوات في المجلس النيابي، وهو المؤسسة الأم التي تنبثق عنها كل السلطات”.
وبعد إدلائه بصوته في المركز الإنمائي، التابع لبلدية حارة حريك القلم رقم 1، قال عون إن “الاقتراع واجب مقدس، وأتمنى أن يكون الانتخاب على حسب إرادتكم واختاروا الأشخاص الذين يعجبونكم وامنحوهم أصواتكم التفضيلية”.
أدلى رئيس الوزراء، سعد الدين الحريري، بصوته في ثانوية شكيب أرسلان في فردان من دون الإدلاء بأي تصريحات.


السياسة الخارجية تتشابك مع الانتخابات
يرى محللون أنه وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات فإن حكومة ائتلافية جديدة ستتشكل على الأرجح وستشمل معظم الأحزاب الرئيسية مثل الحكومة التي تتولى السلطة منذ 2016.
ويتابع المحللون عن كثب أداء تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء السني سعد الحريري وجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وكذلك أداء حلفائها.
ومن حين لآخر كانت البلاد ساحة للتنافس الإقليمي المحتدم بين إيران والسعودية.
لكن الرياض تراجعت في هذه الانتخابات عن دعمها السابق للحريري وهو الدعم الذي ساعد تيار المستقبل عام 2009 عندما كان جزءا من ائتلاف 14 مارس الذي كان يركز على جعل حزب الله يتخلى عن ترسانة أسلحته الضخمة.
لكن جرت تنحية هذه المسألة جانبا في حين انصبّ تركيز الأحزاب الرئيسية على إعادة الاقتصاد إلى مساره الصحيح ومواجهة أزمة اللاجئين.
وتشكيل حكومة جديدة سريعا من شأنه طمأنة المستثمرين على الاستقرار الاقتصادي في لبنان بعد أن تعهد المانحون بتقديم 11 مليار دولار في صورة قروض ميسرة لبرنامج استثمار رأسمالي الشهر الماضي مقابل إجراء إصلاحات مالية وغيرها من الإصلاحات. ومن المتوقع بأن يعقد أول اجتماع للمتابعة خلال أسابيع.
وأكدت وكالات التصنيف الائتماني على أهمية إجراء الانتخابات في لبنان بعد تمديد فترة عمل البرلمان ثلاث مرات وذلك لتكون مؤشرا على أن البلاد في طريق عودتها إلى الحياة الطبيعية بعد سنوات من المصاعب السياسية.

ملامح عامة للانتخابات والأوضاع السياسية في لبنان:
- مقاعد البرلمان مقسمة بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين ومقسمة كذلك بين طوائف الديانتين.
- يتعين أن يكون الرئيس اللبناني من المسيحيين الموارنة ورئيس الوزراء من المسلمين السنة ورئيس البرلمان من المسلمين الشيعة.
- تأججت الانقسامات السياسية الداخلية في لبنان بعد آخر انتخابات في 2009 بسبب اندلاع الحرب الأهلية في سوريا ووصول أكثر من مليون لاجئ وسلسلة من هجمات المتشددين.
- ولم تستطع الكتل البرلمانية المتنافسة الاتفاق على رئيس جديد بين عامي 2014 و2016 وقررت مرة بعد الأخرى تأجيل الانتخابات لأسباب من بينها خلاف بشأن الانتقال من نظام الأكثرية إلى نظام التصويت النسبي.
- الناخبون غير مسجلين وفقا لعنوان السكن بل حسب المنطقة التي ينحدر منها أسلافهم مما يعني أنه يتعين على الكثيرين منهم السفر من العاصمة بيروت إلى القرى في مختلف أنحاء البلاد.
- وأصاب النظام الجديد المعقد بعض الناخبين بالحيرة وجعل من غير الممكن التنبؤ بنتيجة المنافسة على مقاعد كانت مضمونة في السابق لكنه يبقي على نظام تقاسم السلطة على أساس طائفي، ومن غير المرجح أن يقوض النخبة السياسية الراسخة التي تضم عائلات وأمراء حرب سابقين.
- أبلى مرشحون مستقلون بلاء حسنا في الانتخابات البلدية قبل عامين في مواجهة الأحزاب السياسية الراسخة مستفيدين من حالة غضب شعبي بسبب سوء الخدمات الحكومية بما في ذلك أزمة أثارها تكدس النفايات في الشوارع.
- على الرغم من بعض أعمال العنف والترهيب المرتبطة بالانتخابات في الأسابيع الأخيرة، لم ترد أنباء عن أي حوادث كبيرة في الفترة التي سبقت التصويت مباشرة أو بعد ساعات من فتح أبواب مراكز الاقتراع.