اقتصاد

كوارتز: هذه السفن لن تمر من قناة السويس

هذه السفن لن تمر من قناة السويس

كوارتز – ستيف ليفين – ترجمة: محمد الصباغ

من الصعب أن تدرك الآن كيف كانت قناة السويس منذ عقود مضت، ورغم أن الرسم في الأعلى لحفل افتتاح القناة عام 1869 يعطي بعض التلميحات. ساهمت قناة السويس وبجانبها قناة بنما التى افتتحت بعدها بـ45 عاما في تغيير اقتصادات صناعة المنتجات وشرائها وبيعها وأيضاً بناء الإقتصادات الوطنية بتلك العملية. وأصبح يمكنك في الحال نقل ما تريد بين أوروبا وآسيا بأسرع وأرخص الطرق.

توشك مصر الآن على الإعلان عن التطوير الأكبر لقناة السويس منذ الثورة التى أحدثتها القناة في الحركة الجماعية للسفن (وخصوصاً سفن البترول) منذ قرن ونصف. كما تشهد أيضا قناة بنما أعمال تطوير جديدة.

العجيب في أعمال توسعة القناتين (السويس التي ستفتتح في 6 أغسطس، وبنما التى ستفتتح العام المقبل) أنهما حتى بعد تلك التحسينات لن يمكنهما استيعاب أكبر سفن الغاز والبترول في العالم، ولا أكبر سفن الحاويات.

Qmax
الناقلة Q-Max

تستوعب عملياً قناة السويس بعد توسعتها أكبر ناقلة للغاز المسال (Q-Max)، لكن بشرط أن تكون في غير كامل حمولتها، وذلك وفقاً لسيمون ليسيك، المستشار البحري والذي عمل سابقاً بشركة BP. لكن لو لم تكن حمولة تلك السفينة كاملة فلن ترضي رغبات ملاكها الاقتصادية، وهي شركة القطرية للغاز المسال (Qatari LNG). ولن تستطيع السفينة بأية حال العبور من قناة بنما حتى بعد تطويرها.

كما أن قناة بنما أيضاً لن تكون قادرة على استيعاب مرور أكبر ناقلة نفط خام (VLCCs)، وفقاً لشركة الاستشارات البحرية (Vessels Value). وبالتالي فإن قناة بنما أيضاً لن تستطيع استيعاب أضخم سفن الحاويات. أغلب حمولات السفن في العالم يتم وضعها في حاويات وفقاً لقياسات معينة، والتي يتم وضعها بدورها على متن السفن. وأكبر السفن من تلك النوعية يطلق عليها (Triple E). وحسب ما يقوله رابيندير سينج، المستشار البحري، فإن تلك السفن لن تستطيع المرور بقناة بنما. وسفن مثل (Q-Max) يمكنها أن تستخدم قناة السويس لكن بشرط ألا يتم تحميلها بكامل طاقتها. (ولمعرفة أحجام تلك النوعية من السفن فهذه النقطة علي اليسار السفينة ما هى إلا رجل يقف بجوار السفينة Triple E).

triple E

ويقول خبراء إن مصر أنهت، لأول مرة، تطوير قناة السويس في 11 شهراً بسرعة مدهشة. ومع ذلك، لا يقارن هذا العمل مع ما حدث عند بناء قناة السويس الأصلية وقناة بنما، حيث كلتا القناتين بلا أي عيوب ملحوظة تقريباً.

هل تطوير القناتين له أهمية؟ يقول جوي كيف، رئيس تحرير (maritime Professional) لـ”كوارتز” إنه بالنظر إلى الأسواق الأمريكية فحدود حجم قناة بنما ليس شيئاً مهماً، لأن الموانئ الأمريكية ليست كبيرة بما فيه الكفاية لسفن الحاويات الضخمة تلك. وفي حالة ظهور تلك السفن يمكن أن ترسو على مسافة معينة ويتم تفريغ حمولتها عن طريق بعض السفن الصغيرة. لكن لا تتمتع كل السفن العملاقة بهذا الصبر. وبدلاً من أن ترسو بعيداً ويتم تفريغها عبر سفن أخرى، تقرر بعض تلك السفن أن تتجاوز الموانئ الأمريكية تماماً.

قد تمثل عوائق النقل مشاكل خاصة لمستقبل صناعة الغاز المسال. فمنذ ابتكر لودويج نوبل ناقلات النفط عام 1878، كانت حرية الحركة والقدرة على نقل كميات كبيرة هو أساس اهتمام الاقتصادات القائمة على قطاع الطاقة. ومع ذلك يتبقى أمل لعمليات نقل أكثر انفتاحاً. فقد أعلن  المحامي الصيني، وانج جينج، عن خطط لبناء قناة عبر فنزويلا، سيكون طولها 175 ميلاً، وستكون كبيرة بما فيه الكفاية لتلك السفن العملاقة. كما أن هناك الممرات الشمالية، القنوات الطبيعية فوق كندا وروسيا والتي أصبحت كميات الجليد بها أقل بسبب الاحتباس الحراري.

لكن لو أصبح الغاز المسال سلعة عالمية، هنا ستحتاج (Q-Max) إلى أن تصبح قادرة على التحرك في أي مكان تريده. كما أن القنوات والموانئ أيضاً ستحتاج إلى زيادة قدرتها لاستيعاب وتفريغ حمولات سفن الحاويات العملاقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى