سياسة

تايمز أوف إسرائيل: إعدام مرسي؟.. ليس الآن

 تايمز أوف إسرائيل: مصر تعلم أن تنفيذ حكم الإعدام في مرسي وقيادات الإخوان قد يؤدي إلى تأجيج الشوارع بدلا من ردع الإخوان 

تايمز أوف إسرائيل – آفي يسخاروف – ترجمة: محمد الصباغ

أن تصدر محكمة مصرية حكماً بالإعدام على قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وبينهم الرئيس السابق محمد مرسي، يوم السبت لم يكن أمراً مفاجئاً.

كان الحكم خطوة صريحة أخرى من جانب الحكومة المصرية التي عادة ما تستخدم المحاكم لتظهر موقفها الصعب تجاه الحركة الإسلامية. ورغم العدد الكبير لأحكام الإعدام منذ الثورة الثانية في يونيو 2013، إلا أن المحاكم ليست في عجلة من أمرها بشأن تنفيذ تلك الأحكام.

يتفهم الجميع أن البدء في تنفيذ تلك الأحكام يمكن أن يحرك رد فعل معاكس لما تريده الحكومة، ويتمثل في تأجيج الشوارع في مصر بدلاً من ردع الإخوان المسلمين وأتباعهم. كان أحد أعضاء الجماعة قد أعدم في فبراير، بسبب إدانته بقتل طفل عن طريق إلقائه من على سطح مبنى.

 أدين مرسي مع 104 متهمين آخرين، بينهم 27 محتجزاً، بتهم المساعدة على الهروب الجماعي من السجون، ومن بينها سجن وادي النطرون الذي كان مرسي مسجوناً فيه. شملت الإتهامات أيضاً الهجوم على الأقسام خلال الثورة ضد الرئيس مبارك في يناير 2011. سيبدي المفتي رأيه في إعدام مرسي، وبعد حكمه يمكن للرئيس السابق أن يطعن على الحكم في المحكمة العليا، وهي العملية التي قد تستمر لعدة أشهر.

من ضمن المدانين في القضية عدة عناصر من حماس  وحزب الله، وقد حكم عليهم بالسجن مدى الحياة، ومن أشهر هؤلاء أيمن نوفل، قائد حماس المسئول عن أحد مخيمات اللاجئين في وسط قطاع غزة. لا يعتبر هذا الحكم مؤشراً على تدهور العلاقة بين مصر وحماس، لأن العلاقة بين الجانبين بالفعل وصلت إلى مستوى سيىء لا يمكن تصوره.

عرفت حماس أن نوفل حكم عليه بالإعدام مع أعضاء آخرين من الجناح العسكري للحركة، التي كانت مصر قد أعلنتها كمنظمة إرهابية منذ عدة أشهر. ولم يأتي رد حماس متأخراً، فقال المتحدث الرسمي للحركة، سامي أبو زهري إن قرار المحكمة ”مؤسف وصعب“، وأضاف أن حماس لن تسمح لنفسها بأن تستدرج إلى الساحة السياسية الداخلية في مصر.

وقال أبو زهري: ”لسنوات سمعنا عن أحكام بالإعدام ضدنا دون أي دليل“، وذلك خلال لقاء عقد مؤخراً بين عناصر بارزة من الحركة ومسؤولين من المخابرات المصرية، وزعم أنه لم يقدم أي دليل على تدخل حماس في أي صراعات داخلية مصرية.

من المحتمل أن يكون ذلك صحيحاً. وحتى الآن، لم تقدم السلطات المصرية أي دليل واضح على ارتكاب حماس لأنشطة إرهابية في البلاد. لكن هناك دليلاً على أن المنظمة قد قدمت دعماً لوجيستياً إلى فرع تنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء.

ربما تكون الرسالة التي تود مصر إيصالها إلى قادة حماس هي: من الأفضل أن تعلقوا أي تعاون مع التنظيمات الإرهابية في سيناء. لكن هذه التنظيمات لا تظهر أي علامة من علامات الإعياء.  وخلال نهاية الأسبوع قتل ثلاثة قضاة مصريين في هجمات للمتطرفين المنتمين للدولة الإسلامية في شمال سيناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى