ثقافة و فن

ما الذي يصنع شعبية فيلم .. ونسيان آخر؟

دراسة أمريكية: شعبية الأفلام لا تحددها أهميتها االفنية ولا شباك التذاكر

دراسة أمريكية: شعبية الأفلام لا تحددها أهميتها االفنية ولا شباك التذاكر بل أسباب مختلفة تماما

الأفلام القديمة التي يتم الاقتباس منها والإشارة إليها أكثر في الأفلام الجديدة هي ما يصبح الأكثر شعبية مع الزمن

تنطبق القاعدة نفسها على مجالات الإبداع الأدبي والفني الأخرى من الأدب إلى الفيزياء

آل باتشينو من فيلم الأب الروحي أحد أكثر الأفلام شعبية عبر التاريخ
آل باتشينو من فيلم الأب الروحي أحد أكثر الأفلام شعبية عبر التاريخ

Independent- ستيف كونر

ترجمة دعاء جمال

دعك من النقاد وحصيلة شباك التذاكر والأوسكار، فما يجعل من الفيلم “قطعة فنية غير مسبوقة” هو كم الإشارات العابرة لمشاهد الفيلم وحواراته في الأفلام المنتجة حديثا.

وصل علماء لهذه النتيجة بعد تحليل ما يقرب من 15 ألفا و500 فيلم، ووجدوا أنه من الممكن التنبؤ بالأفلام التى ستكون من ” أعظم ما أنتجته السينما الأمريكية”، عن طريق رصد عدد المرات التى يتم الإشارة إليها أو لصور ظهرت فيها من قبل مخرجين أخرين بعد مرور عدة سنوات عليها.

ويقول باحثون إن “الأسلوب الاوتوماتيكي أو التلقائي” الذى تطبقه الدراسة لا يرتبط بالجانب الثقافي، أو الفنى أو الأهمية التاريخية للأفلام، ويمكن تطبيقه أيضاً على مجالات الإبداع الفنى والعلمي بدء من الأدب إلى الفيزياء.

 ويعتقد البروفيسور “لويس أمارال” من جامعة “نورث وسترن” بولاية إلينوي، إن السبب الذى دفعنا لتسميته بـ”الأسلوب الأتوماتيكي أو التلقائي” أنه طالما لديك المعلومات فى صيغة رقمية، فأنت لا تحتاج للإجابة على أسئلة أى شخص، بل  تقوم فقط بتحميل شفرة الكمبيوتر للحصول على الإجابة.

فيلم سايكو – 1960 – هتشكوك

كما وجدت الدراسات أن الوسائل التقليدية لتقييم “تأثير” الفيلم مثل المبيعات، وعدد مرات تنزيله من على الانترنت أو الاهتمام الإعلامى، ليست بالوسائل  الجيدة للتنبؤ بنجاح الفيلم على المدى البعيد مقارنة بالمخرجين الآخرين الذي اتضح أنهم أكثر تأثيرا في تحديد أي الأفلام أكثر نجاحا على المدى البعيد.

ويقول أمارال: “يعود المخرجون دائما إلى الافلام القيمة، فإذا عرضت جزء من فيلم “سايكو”  وأشرت إلى مشهد الاستحمام، فأنت تضع الفيلم بأكمله أمام مشاهدي الفيلم الجديد”. ويضيف: “هناك شىء خفي عن الأفلام لكنها أشياء يمكن قياسها، مثل تقييم النقاد والجوائز والإشارة إلي الفيلم من قبل صانعي الأفلام الجديدة، والتى تشير إلى العنصر الخفي،  وهو قيمة الفيلم وأهميته”.

وأوضح أنه يجد في النهاية أن المؤلفين وصناع الأفلام أنفسهم من سيقرر أى الأفلام مهم،  وليس النقاد المتخصصين، فيمكن لنقاد الأفلام أن يكونوا واثقين أكثر من اللازم فى رصد الأفلام المهمة، ولديهم انحيازات، إلا أن طريقتنا تتم بحيادية”.

ويرى العلماء أنه كلما زاد الوقت بين إصدار الفيلم والإشارة التالية له فى فيلم أخر، كلما كان ذلك مؤشرا على نجاح الفيلم على المدى البعيد. وشملت دراسة الباحثين الإشارات التى وردت بعد 25 عاما من إنتاج الافلام  للتأكد من التأثير على المدى البعيد. ومن ضمن الأفلام التى كان لها تأثير كبير على المدى البعيد  “ساحر أوز”، و”حرب النجوم” و”سايكو”، و”كازابلانكا”، و”ذهب مع الريح”.

حللت الدراسة 42.794 اقتباسا من فيلم إلى اخر، مثل الحوار الذى دار في فيلم “عندما ألتقى هاري بسالي، 1989” عن عدم الرغبة فى البقاء مع رجل يدير بار فى كازابلانكا كإشارة لفيلم “كازابلانكا، 1942″ من بطولة  همفرى بوجارت وإنجريد بورجمان”.

الدراسة نشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم، وحللت 14.425 فيلما أنتجت في امريكا ومدرجة على قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت، لمعرفة إذا كان هناك علامات مفيدة للتنبؤ بنجاح الأفلام ودخولها السجل الوطني للأفلام الامريكية.

والسجل الوطني يضم 625 فيلما  ” ذات أهمية وقيمة باقية للثقافة الأمريكية”، ويتم تقييم تلك الافلام وفقا لما تقدمه من قيم ثقافية أو تاريخية أو جمالية.

العلماء الذين عادة يعملون فى مجال الرياضيات، والهندسة، والفيزياء، نظروا إلى عدة عوامل، مثل إيرادات شباك التذاكر وآراء النقاد فى السجل الوطني للأفلام، وعوامل أخرى متصلة بالنجاح الظاهر للفيلم.

ووجد العلماء أن إيرادات شباك التذاكر ليست على الأرجح أفضل وسيلة للتنبؤ، نظراً للفشل التجاري لبعض الأفلام الكلاسيكية، مثل فيلم “Duck Soup، 1933” الذى يعتبر من أعظم أفلام الإخوة ماركس.

كما يقول العلماء  أن عوامل أخرى، مثل آراء النقاد، وجوائز الأوسكار، كانوا غير كافيين بالتساوى عند التنبؤ بالافلام الناجحة على المدى الطويل. ووجدت الدراسة أن جوائز الأوسكار مثلاً، تكون غالباً انعكاسا للشعبية الفورية للفيلم وكمية الوقت والمال الذى صرف فى الترويج له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى