سياسة

السيسي سيصالح أمريكا .. بشروطه

 

 SSSSS2

السيسي سوف يصلح العلاقات مع الأمريكيين على المدى الطويل ولكن وفقا لشروطه الخاصة

  ليبرال فويس  – برايان ييتس

ترجمة – محمود مصطفى

يريد المشير المتقاعد عبد الفتاح السيسي أن يحسن العلاقات المتوترة بين مصر والولايات المتحدة  ولكن على طريقته الخاصة.

فالسيسي، المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات المصرية القادمة التي ستجرى الإثنين والثلاثاء المقبلين، في حال انتخابه، ستسعى حكومته لجلب الاستقرار لمصر وتنشيط الاقتصاد.  أما عملية  تحسين العلاقات بالولايات المتحدة  فستكون عملية طويلة المدى.

الجيش المصري قام بقمع جماعة الإخوان المسلمين والمتظاهرين في الشوارع، وفي مقابلة تليفزيونية مؤخراً أجاب السيسي على سؤال حول احتمالية المصالحة السياسية مع الجماعات الإسلامية بـ”لا” مؤكدة.

والنهج الخطابي الصارم الذي تبعه السيسي خلال حملته على المعارضين المصريين جعلت إدااة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قلقة. فإذا انتخب السيسي رئيساً، فسيكون من المقلق أن يركز على خلق الاستقرار في مصر وإصلاح الإقتصاد على حساب المعارضة السياسية والحقوق المدنية.

تقول تامارا ويتيس مديرة مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط إن العلاقات المصرية الامريكية في لحظة تغير في الوقت الحالي وأن مستقبل هذه العلاقات غير واضح. الطرفان يعرفان أن العلاقات الوثيقة مهمة ولكن المشكلة أن أيا من الطرفين لا يريد أن يتعامل مع الآخر من موقف ضعف. إدارة أوباما ترغب في أن ترى تحسناً في الحقوق السياسية والمدنية لكل المصريين ووقفاً لاعتقال وقتل المعارضين ، كما تريد أيضاً حليفاً قوياً في المنطقة.

عندما أزاح المشير السيسي الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو 2013، قرر الرئيس أوباما أن لا يعلن ذلك إنقلاباً ، فإعلان كهذا كان كفيلاً بإيقاف المساعدات كاملة لمصر. وعندما نزل المصريون إلى الشوارع للاعتراض على عزل مرسي وقمع الجيش الممتظاهرين، حينها بدأن إدارة أوباما بهدوء في وقف المساعدات الإقتصادية.

الاولوية الأولى للسيسي رئيساً ستكون إعادة الإستقرار لمصر والقيام بذلك سيساعد في تنشيط صناعة السياحة التي تضررت بشدة واتعادة الوظائف التي فقدت. سيريد السيسي أيضاً أن يضمن استمرار 1,5 مليار دولار هي المعونة السنوية من الولايات المتحدة ومعظمها ينفق لدعم الجيش.

الوصول إلى حريات كالموجودة في الغرب لن يحدث بين يوم وليلة، ويؤمن السيسي أن الأمر قد يستغرق قرابة 25 عاماً لكي تصبح هذه الحريات سائدة،  وتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة ممكن في وجود حكومة يرأسها السيسي شرط أن يكون هذا التحسن وفق ما يراه.

من جانبها، تريد إدارة أوباما ضمان حقوق سياسية ومدنية أكثر لكل المصريين بشكل فوري. والضغط من أجل هذه الأجندة سيشجع المتظاهرين على النزول إلى الشارع وخلق نوع من عدم الاستقرار في بلد له تأثير عظيم في الشرق الأوسط.

كطريقة أخرى للاحتجاج على انتهاكات الحقوق السياسية والمدنية أبقت إدارة أوباما على منصب السفير الامريكي في القاهرة شاغراً بعد رحيل آن باترسون لتصبح مساعدة لوزير الخارجية. من ناحيتهم، سَعد “السيسي” ومؤيدوه برحيل السفيرة باترسون حيث كانوا يرونها مؤيدة للإخوان المسلمين.

منذ عزل الرئيس مرسي والإعلام المصري يتهم الولايات المتحدة بدعم الاخوان المسلمين ، كما خلقت نظريات المؤامرة المتعلقة بتعاون حكومة الولايات المتحدة مع جماعات المعارضة الإسلامية انقسامات أكثر ضد مؤيدي السيسي.

خلال حملته الإنتخابية، تجنب السيسي الخطاب المعادي للولايات المتحدة وخلال حواراته مع وسائل الإعلام المصرية صرح السيسي أنه يفهم القوانين الأمريكية ويريد من الأمريكيين أن يروا بلده بعيون مصرية وأن يعيشوا الواقع الموجود في مصر.

السيسي مقتنع بأن الانتخابات المقبلة ستظهر للعالم أن أغلبية المصريين تؤيده. وتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة سيحدث فقط من خلال حكومة مستقرة واقتصاد منتعش، وبافتراض أن الولايات المتحدة سترضخ لشروط السيسي للوصول لهذا المستقبل، فإن المشير المتقاعد يؤمن بأنه يستطيع تحقيق هدفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى