سياسة

الاندبندنت: لماذا أسقطت تركيا -حقا- الطائرة الروسية؟

الاندبندنت: هناك تغير في التوجه الدولي تجاه داعش لن يقبله أردوغان

الاندبندنت – ران علاء الدين – ترجمة: محمد الصباغ

بدأت تركيا تشعر باليأس، كما أن سياساتها تحت قيادة رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية، تجاه الصراع في سوريا كانت غير محسوبة جيداً ومكلفة. عندما بدأ الصراع في سوريا عام 2011، قدّرت أنقرة بشكل خاطئ قوة نظام الأسد ودعمت الجماعات الإسلامية المتشددة التي تسعى إلى إسقاط النظام السوري. كما قامت تركيا أيضاً بتهميش الأكراد ونفّرت قوى إقليمية كإيران.

بعد أربع سنوات، مازال الأسد متمسكاً بشدة بالسلطة ونظامه سيكون جزء رئيسيا من أي خطة انتقالية، والتي كانت تناقش تفاصيلها القوى الأجنبية نهاية الأسبوع الماضي. والمنافس الإقليمي لتركيا –إيران- تمتلك دوراً محورياً لا يمكن للغرب تجاهله. روسيا الآن لم تعد تدعم القوات الموالية للأسد فقط، كما أن المجتمع الدولي لم يعد اهتمامه منصباً على هزيمة النظام- بدلاً من ذلك، يهتم بالقضاء على الجماعات الجهادية كتنظيم الدولة.

هذا التغيير في التوجه الدولي لن يقبله أردوغان. فسنوات من الدعم والاستثمار، للجماعات الأصولية الإسلامية مثل جبهة النصرة –فرع تنظيم القاعدة في سوريا- وجماعة أحرار الشام ستضيع هباءً. لعبت أنقرة دوراً بارزاً في السماح لتنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الجهادية الأخرى بالإزدهار في سوريا والمنطقة. فقبلت بدخول الجماعات الجهادية إلى سوريا عبر الحدود التركية كما استخدمت الجماعات الجهادية تركيا كنقطة لعبور الأسلحة المهربة والأموال إلى سوريا.

أما الأكراد في سوريا فأصبحت لهم علاقات غربية وصنعوا منطقة كردية بحكم ذاتي أعادت إنعاش القومية الكردية في تركيا والمنطقة- ما سبب فزعا كبيرا لتركيا المستمرة في حملة عسكرية لقمع الأكراد.

بمعنى آخر، تركيا ليس لديها أي مصلحة في تسوية سلمية للصراع السوري والتي تفاوض بشأنها القوى العالمية. ومع شعورها باليأس ستحاول إعادة التركيز مرة أخرى على نظام الأسد، للتغطية على خسائرها في سوريا، والخسائر الجيوسياسية. إسقاط الطائرة الروسية يحتمل أن يكون قرارا يخفي ورائه عوامل سياسية أخرى- خاصة أن المقاتلة على حد علمنا لم تمثل أي تهديد لأمن تركيا القومي.

محلياً، ينتعش إردوغان على مناخ من الخوف وعدم اليقين. وهذا الأسلوب حقق نجاحا له في الانتخابات الأخيرة مطلع هذا الشهر، والتي فاز خلالها بالأغلبية بعد أشهر من التفجيرات، والعنف والخطابات الانقسامية، بعد أن فقد تلك الأغلبية في يونيو الماضي.

قد يسبب إسقاط الطائرة الروسية تحول مفيد حيث تكثف أنقرة من حملتها العسكرية ضد الأكراد المسيطرين على منطقة ماردين، حيث تم الاعتداء على بعض النواب مؤخراً. منذ يومين، صلاح الدين ديمتروس، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، نجا من محاولة اغتيال في منطقة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية.

تلك التكتيكات لن تستمر طويلاً دون ثمن وسوف تقلص من فرص السلام في سوريا، وأيضاً من جهود الغرب في هزيمة داعش.

استرضى الغرب إردوغان ودعموه في فترة ما قبل الانتخابات، بهدف الوصول لاتفاق مع أنقرة حول أزمة اللاجئين. من الممكن أن يندموا الآن. فلم يهتم أردوغان مطلقاً بالاتحاد الأوروبي وفكر فقط بالارتباط مع الغرب حينما تعرض لضغط داخلي. لكن تركيا ليست حليفا لا يمكن الاستغناء عنه، ولا يجب التعامل معه بناء على هذا الأساس. وإذا لم يبدأ الغرب في الضغط بشدة على إردوغان، فإنه لن يتوقف عن سياسياته التدميرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى