أخبارسياسة

«السيسي»: وقف الخلق ينظرون كيف نبني قواعد المجد وحدنا (فيديو)

النص الكامل لكلمة السيسي في “حكاية وطن” 

اختتم الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته خلال مؤتمر “حكاية وطن” مساء الأربعاء ببيت شعر من قصيدة “مصر تتحدث عن نفسها” لحافظ إبراهيم (وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبني قواعد المجد وحدي). 

وقال السيسي ” في بيت شعر بيقول وقف الخلق ينظرون كيف نبني قواعد المجد وحدنا، أنا بيتهيالي المفروض المصريون يقولوا وقف الخلق ينظرون كيف نبني قواعد المجد وحدنا”.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة السيسي خلال مؤتمر “حكاية وطن” مساء الأربعاء، كما نشرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط:

السيسي للشعب: «شرفتوني وأكرمتموني ورفعتوا رأسي أمام الدنيا».

طلب «السيسي» من الحضور الوقوف تحية وتقديرا واحتراما لبطل حقيقي هو مصر وشعبها، قائلا :«أنتم أكرمتم وشرفتم مصر».

ولفت الرئيس السيسي إلى أن ما تحقق خلال السنوات الماضية لم يكن ليتحقق إلا بشعب مصر، وأن الشعب المصري قام بالبناء والتنمية من أجل مستقبل أبنائه، مضيفا أن ما مررتم به ليس معاناة لكنه كان بناء لمستقبل أولادكم ووطنكم، وقال: «أشعر بفخر شديد بتصميم الشعب على صناعة مستقبله».

وقال «السيسي» قبل بدء كلمته أمام المؤتمر: «أنا أريد أن أقول لكم لم يكن ليتحقق ما تحقق خلال الأربع سنوات التي نتكلم عليها إلا بشعب مصر».«لم يتصور أحد إذا كان في إنجاز تحقق.. في حد يقدر يقول إنه حققه لوحده.. لا، كل مواطن في مصر موجود هنا أو مش موجود.. الحكاية مش حكاية حكومة ولا قيادة.. دي حكاية ناس شبعت من الجوع وشربت من العطش، ناس فضلت تصبر».

وتابع: «أقول هذا الكلام لكم جميعا مرة ثانية إن ما تحقق لم يكن ليتحقق إلا بكم.. وقال: أنتم أكرمتم مصر وشرفتم مصر، وأقسم بالله أنا صادق في كل كلمة أقولها لكم.. أي مصري موجود داخل مصر أو حتى خارج مصر ارفع رأسك، وإوعى تقول أبدا إني صبرت وكنت بعاني.. لا أنت ماكنتش بتعاني.. أنت كنت بتبني وتعمر وتعمل لأبناءك وأبناء أبناءك.. واللي بيعمل كده عمره أبدا ما يحس أنه كان يعاني ويتألم.. بالعكس هو الجندي الذي يحارب يقول أنا رايح حرب وزعلان؟.. ولا بيقول أنا بحارب وفرحان انه بيدافع عن وطنه وعن بلده وعن عرضه؟.. دا بيبقى فرحان».

واستطرد الرئيس «إوعوا تفتكروا أن الجهاد والحرب فقط كانت هي القتال.. أنتم أيضا قاتلتم.. كل أم قدمت ابن، كل زوجة قدمت زوج، كل ابنة قدمت أب.. اللي اتعمل عظيم أوي، وربنا سبحانه وتعالى يساعدكم زي إنتم ما ساعدتم أنفسكم، ويكرمكم زي ما أنتم أكرمتم أنفسكم، وبالنسبة لي أنا على المستوى الشخصي أشعر بفخر شديد وأنا جالس في أي مجلس من المجالس التي ألتقي فيها مع ضيوفي من خارج مصر كنت أقول لهم إن الحكاية ليست حكاية قيادة أو حكومة، لكنها حكاية شعب مصمم على بناء مستقبل وتحقيق نمو وتقدم وعمل حضارة، ومُصمم على ذلك.. فالشرف كل الشرف والكرامة كل الكرامة والفضل كل الفضل لله سبحانه وتعالى ثم لكم أنتم».

وقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي كشف حساب عما تحقق خلال فترة رئاسته الأولى، استعرض فيها بالتفصيل والبيانات والأرقام ما تحقق خلال تلك الفترة.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي:

«السيدات والسادة.. شعب مصر العظيم ..
نجتمع هنا اليوم ونحن على مشارف إنهاء فترة رئاسية أو فترة تكليفكم لي بمهمة قيادة هذا الوطن العزيز أو كما اعتبرتها مهمة إنقاذ وطن والحفاظ على حاضره ومستقبله خضناها سويا وسط أجواء عاتية تعصف بالإقليم ودوامة من سقوط وانهيار لدول المنطقة وأخطار جسيمة تحيط بالوطن ..في كافة الاتجاهات.

وقبل أن نستعرض سويا ما حققناه وما أنجزناه فإنه من المحتم علينا أن نستعرض ما كان من تحديات تواجهنا ولكي نمتلك القدرة على رسم خارطة المستقبل فإنه من الواجب علينا أن نستخلص الدروس والعبر من الماضي ونقيم الواقع على أساس من الموضوعية والتجرد.. ولذلك فانني أجد أنه من الواجب عليا أن أتقدم إليكم بكشف حساب بفترة رئاسية في كل مجالات العمل الوطني من خلال جلسات للنقاش والحوار وتبادل الرؤى تتسم بالشفافية والمصارحة نستعرض خلالها التفاصيل والبيانات في إطار عرض للأرقام والحقائق المجردة وتحليلها على أساس علمي وفني.. سنروي سويا حكاية وطن ما بين الرؤية والإنجار كيف كنا ..كيف أصبحنا وستكون الرواية رواية الصدق.. الصدق وحده ولا شي سواه.

وأقول لكم الحق إن ما أنجبته الأمة المصرية العريقة على مدار الفترة السابقة إنما هو ثمرة لحلم صاغه هذا الشعب العظيم بعزيمة وتحد منذ أن قرر أن يثور على من حاول سلب آماله وتطلعاته واختطاف وطنه وسرقة هويته فكانت حكاية وطن هي إرادة وإصرار أمة، إنها رواية شعب عظيم استطاع في أربع سنوات بتماسكه وتلاحمه ووحدته أن يقف صامدا متحديا التحدي ذاته واجتاز بقوته وصلابته اعتى المخاطر وقصة شعب عظيم رفض أن يخضع لغير إرادته الحرة أو أن يرضخ لمصير تأباه عزته وكرامته وشموخه.

وتابع الرئيس السيسي قائلا: «أبناء الشعب المصري العظيم لقد استطاع المصريون بوعيهم العميق وبصيرتهم النافذة أن ينقذوا بلادهم من مسار مظلم تحيطه نذر اقتتال داخلي ومؤامرة تسعى لتفكيك دعائم الدولة وإفشالها وإنهاك مؤسساتها، لقد وقف أبناء هذا الوطن العزيز بشجاعة ضد الإرهاب وبذلوا تضحيات هائلة في معركتهم لإعادة الأمن والاستقرار ضد أعداء الحياة والإنسانية.

وكان في صدارة هذه المعركة أبناؤنا من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية، والذي سيكتب التاريخ تضحياتهم وبطولاتهم بحروف من نور في سجل نضال الوطن المصري، وعلى الجانب الآخر كان المصريون في غمار معركة أخرى لا تقل شراسة أو نبلا عن معركة مواجهة الإرهاب وهي معركة بناء المستقبل وإرادة الأمل وزراعة الأمل وإرساء أساس سليم متين لمستقبل هذا الجيل والأجيال القادمة، ووضعنا سويا حجر الأساس لمشروعنا الوطني الهادف لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة في وطن حر نهض بأيد أبنائه، أبناء شعب كريم قوي.

الأخوة والأخوات.. إن تاريخ الأمم ليس حلقات منفصلة أو جزر منعزلة بل هو سياق متصل يزدهر بالنضال والانتصارات التي تولد من رحم الصمود والمعاناة، وعلى الدوام كانت أمتنا أمة عظيمة صانعة للفخر والمجد، ولكي نستطيع العبور للمستقبل علينا أن نقف وقفة حقيقة لنستخلص الدروس والعبر لما سبق ونوثق لما تحقق توثيقا حقيقيا ثم نرسم ملامح الطريق إلى المستقبل.

السيدات والسادة الحضور الكريم.. إن ما نحياه اليوم هو الناتج لما قمنا به من أمس وعلى مدار 50 عاما مضت تعرضت أمتنا لضربات عنيفة ومتتالية، ودعوني أذكركم بتلك اللحظة التي كادت أن تنكسر فيها إرادتنا الوطنية حين تعرضت لحرب يونيو 67 والذي ما زالنا حتى اليوم نعاني من أثاره وتداعيته، ثم كان العبور للنصر في أكتوبر، والذي أعاد الكرامة الوطنية قبل الأرض وتوحدت الأمة العربية كلها تحت لواء النصر.

وما لبثت المنطقة أن تستقر حتى تفجرت الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت على مدار 8 سنوات كاملة حصدت خلالها أرواح مئات الآلاف وأهلكت عشرات المليارات من الدولارات من أموال الشعبين.

وتأثرت الدول حولهما وراحت مقدرات الشعوب المجاورة في صراع لا جدوى منه ولا طائل إلا الخراب والدمار، ولم تكن الأمة أن تخرج من آتون هذه الحرب حتى تعرضت لهزة أكثر عنفا وجرحا أكثر عمقا حين فوجئنا جميعا بالغزو العراقي للكويت عام 1990 وعلى مدار عقدين من الزمان عصفت الحروب بالعراق، وجرى ما جرى من تدمير لمقدرات الشعوب وإراقة لدماء الملايين وإهدار غير مسبوق للموارد العربية.

وقبل أن تتبدد سحب الحروب من سماء منطقتنا العربية حل عام 2011 بأحداث ألمت بالمنطقة، انفجر خلالها الغضب المكنون في الصدور، وكانت الثورات طامحة للتغيير نحو الأفضل قبل أن تعتليها قوى الشر والظلام باسم الدين تارة وباسم الحرية والديمقراطية تارة أخرى.

ووجدت القوى صاحبة المخططات والأطماع في الثروات والمقدرات العربية ضالتها في انتفاضات الشعوب وما آلت إليه من وصول الجماعات حاضنة التطرف وراعية الإرهاب إلى السلطة، ووجدت الفرصة سانحة لإسقاط الدول العربية والإجهاز على مقدرات الأوطان وتفكيك أوصالها، وكانت الخسائر الناجمة عن الأحداث التي شهدتها مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن هائلة وضخمة، وقد حددت بعض التقديرات الدولية حجم هذه الخسائر بحوالي 900 مليار دولار في البنية التحتية، وخلفت أكثر من مليون و400 ألف قتيل وأكثر من 15 مليون لاجئ، ومن قبلهم كانت أفغانستان والصومال وما عانتهما من ويلات الحروب والاقتتال الداخلي.

إنني لا أتحدث عن مؤامرات متصلة، ولكنني أنبه إلى أن الغفلة هي التي تصنع المؤامرة والضعف يبعث على العدوان والتفكيك والانقسام والتشرذم في معاونة الهدم التي نهديها بأيدينا لأعداء الأمة لتحقيق أطماعها«.

وتابع الرئيس السيسي قائلا: «السيدات والسادة.. إنني منذ أن بدأت ممارسة حياتي العملية والمهنية كنت أراقب مقدمات ما يجري في منطقتنا وأتابع عن كثب إرهاصات ما يحدث على أرض مصر خلال العقود الماضية، وفي مرحلة معينة كنت قد توقعت مبكرا، وأدركت أن مصر هي الهدف الرئيسي، والجائزة الكبري لمن أراد بهذه الأمة شرا، وحين تنهض مصر وتستقر تنهض الأمة العربية بأثرها وتستقر، وتتواري الدول من حولها إن هي توارت، غير أن هذا الشعب العظيم كان بالمرصاد لما يدبر لبلاده، وكانت إرادة الله داعمة لمصر وللمصريين وظلت عنايته تظلل أرضها الطيبة التي تجلى بنوره عليها.

أبناء مصر الكرام.. كنت أظن، وليس كل الظن إثم، أن نهاية مسيرتي المهنية لخدمة الوطن هي حين كنت وسط ممثلي فئات وطوائف المجتمع المصري في الثالث من يوليو عام 2013 منحازا ومعي رجال القوات المسلحة بإرادة شعبنا العظيم، وكنت أعتبر أن قمة طموحي قد وصلت إليها حين توليت قيادة الجيش المصري العريق، وأشهد الله سبحانه وتعالى أنني ما كنت طالبا لمنصب أو سلطة ولا متطلع لأي مهام أخرى بعد انتهاء مهمتي في قيادة الجيش المصري، الذي أفخر بالانتماء إليه، واعتز بدوره الوطني، ولكنني لم أتردد أمام تكليفكم لي بالترشح لرئاسة الجمهورية وتولي الأمانة وقررت أن أكون مواطنا مصريا اخترتموه للقيام بمهمة إنقاذ وطن وحماية أمة.

ومنذ اللحظة الأولي اخترت الصراحة طريقا فصراحتكم بحجم التحديات والمخاطر، وحقائق الأوضاع على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وقلت لكم بكل وضوح أن إعادة بناء الدولة المصرية وإحداث تغير حقيقي في حياة المصريين وأبنائهم يستلزم منا جميعا العمل الشاق والتضحيات الجسام والإخلاص والتجرد حتي نصل جميعا إلى الهدف المنشود، وقد أبلغتكم في غير ذات مرة أنني بمفردي لا أستطيع أن أحقق شيئا، لكننا معا نستطيع أن نقهر أعتى التحديات.. لا أستطيع بمفردي أبدا.

وخرج الرئيس السيسي عن النص قائلا: «لن يستطيع أي رئيس يعمل حاجة بدونكم.. لن يستطيع»، لكننا معا نستطيع أن نقهر وأن نصنع لبلادنا مجدا يليق بها وتاريخا نفخر به وتفخر به الأجيال المقبلة، وسبيلنا نحو ذلك هو التوحد حول الوطن والاصطفاف من أجله«

وتابع «السيسي»: «شعب مصر العظيم.. منذ أن بدأنا مسيرة العمل الوطني معا منذ الثامن من يونيو عام 2014 كانت الرؤية واضحة ومستمدة من آمال وتطلعات هذا الشعب الكريم ،وكان اختياري واضحا حيث قررت أن أقتحم المشكلات وأواجه التحديات في مسارات متوازية من أجل ايجاد حلول حقيقية لا ترتكز إلى الحلول الوقتية التي تؤدى إلى مزيد من التفاقم بعد حين».

«وقد كانت فلسفة مسار العمل الوطني في هذه الرؤية قائمة على أهداف أربعة هي ..

أولا.. توفير فرص عمل لملايين الشباب المصري لتقليل نسب البطالة واستيعاب حجم التدفق الهائل على سوق العمل ولاسيما من العمالة المصرية العائدة من مناطق الأزمات في البلدان العربية ،وذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات العملاقة ذات الطابع القومي وكان في المقدمة حرصنا على هذه المشروعات هو الاعتماد على الخامات والايادي المصرية والشركات الوطنية.

ثانيا.. تقديم مصر بصورة جديدة إلى العالم كساحة عمل وبناء في كافة المجالات وسط منطقة تموج بالاضطرابات والخراب والدمار حتى تعود إلى مصر مكانتها الإقليمية والدولية التي تليق بها وهو الأمر الذي تحقق بالفعل .

ثالثا.. إنشاء قاعدة صلبة للبناء الصناعي من اجل تحويل مصر إلى مركز صناعي دولي متقدم من خلال تشييد البنية الأساسية اللازمة لإنشاء هذا المركز عبر إقامة شبكة طرق هائلة وأنفاق تربط الضفة الشرقية والغربية لقناة السويس وإنشاء محطات توليد للطاقة الكهربائية ومحطات مياه الشرب والصرف الصحي ومطارات حديثة وموانئ متطورة ومناطق صناعية متخصصة ،مما يمهد الطريق لجذب الاستثمارات الخارجية وبما يحقق تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن.

رابعا: «تحصين الدولة المصرية في مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر وتعزيز عناصر القوة الشاملة للدولة ولاسيما القدرات العسكرية من أجل الحفاظ على الأمن القومي وحدود الدولة وتأمين السلام والدفاع عن مقدرات هذا الوطن ومكتسباته وثرواته».«وعلى مدار فترة مسؤوليتي حققنا طفرة غير مسبوقة في مؤشرات التنمية الاقتصادية أوجز فيما يلي:
أولا.. ارتفاع الاحتياط النقدي إلى حوالي 37 مليار دولار بعد أن كان 16 مليار دولار في عام 2014.
ثانيا.. انخفاض ميزان العجز التجاري في العامين السابقين بمقدار 20 مليار دولار منها 4 مليارات دولار زيادة في الصادرات المصرية بالخارج، بالإضافة إلى انخفاض الواردات بمبلغ 16 مليار دولار.
ثالثا.. كما انخفضت معدلات البطالة من 13.4 % إلى 11.9 % ويأتى ذلك في ضوء توفير فرص عمل كثيفة في المشروعات القومية الكبرى وبما يصل إلى 3.5 مليون عامل.
رابعا.. انخفاض معدلات التضخم من 35% إلى 22% خلال الشهر الحالي ونستهدف الوصول بها إلى نسبة 13%.
خامسا.. تراجع عجز الموازنة العامة كنسبة للناتج المحلي الإجمالي من 16.7% عام 2013 إلى 10.9% عام 2017.
سادسا.. ارتفاع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 14% في العام المالي 2016-2017، وقد بلغ إجمالي حجم استثمارات مشروعات التنمية منذ منتصف 2014 نحو تقريبا 400 مليار جنيه في مشروعات الأسكان والتشييد ومياه الشرب والصرف الصحي والتنمية العمرانية«.

«وللقضاء على ظاهرة العشوائيات والمناطق غير الأمنة وتوفير المسكن الملائم للمصريين شرعت الدولة في تنفيذ خطة متكاملة للأسكان الاجتماعي تستهدف فئات الشباب وكذلك القضاء على العشوائيات، حيث تم بناء 25 ألف وحدة سكنية لتوفير مسكن ملائم لقاطني المناطق العشوائية الخطرة. وخرج الرئيس عن النص قائلا:» وهنا عايز أفكر نفسى وأفكركم إن إحنا قلنا نحن نستهدف في 30 يونيو 2018 أن نكون أنجزنا ما يساوي 180 الف وحدة سكنية لأهالينا بهذه المناطق«.

وتابع الرئيس السيسي قائلا: «كما تم تنفيذ 245 ألف وحدة سكنية إسكان اجتماعي للمواطنين بتكلفة إجمالية بلغت 32 مليار جنيه وجاري تنفيذ 355 ألف وحدة بتكلفة71 مليار جنيه.. ( يعني إحنا بنتكلم على تقريبا 600 ألف وحدة سكنية بتكلفة حوالي 100 مليار جنيه).

ولتعظيم أحوال الدولة وتحسين البنية التحتية والاستثمارية وتسيير حركة نقل المواطنين والبضائع تم تحقيق نهضة ضخمة في مجال تطوير شبكة الطرق القومية حيث بلغ ما تم إنشاؤه وتطويره من طرق حوالي 7 آلاف كيلومتر (وده إحنا اللي مستهدفينه برضو 30 /6 /2018) بتكلفة إجمالية تخطت 85 مليار جنيه، وما يقرب من 200 كوبري تكلفتهم حوالي 25 مليار جنيه.

وعلى مسار مواز، كانت مواجهة أزمة انقطاع الكهرباء منذ يوليو 2014، وسد العجز المزمن في توليد القوة الكهربائية، في مقدمة أولويات الدولة.. حيث تم إضافة قدرات كهربائية بلغت 25 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة حتي يونيو 2018 تكافئ حوالي 12 ضعف قدرة السد العالي.

وخرج الرئيس عن النص قائلا (أن عاوز أقف عند نقطة الكهرباء لأن البعض يتصور منا أن الكهرباء المطلوبة منا فقط هي محطات توليد طاقة وأنا عاوز أقولكم إن إحنا شغالين في إنشاء شبكة نقل لكهرباء متقدمة ومحطات تحكم قد تصل تكلفتها حوالي من 60 إلى 70 مليار جنيه.. المحطات مش هتبقى كفاية، وكفاءة استخدامها لن تتحقق إلا بإننا نؤهل الشبكة اللي بتنقل هذه الطاقة وكمان محطات التحكم ليها).

عودة للنص:
«ولتوفير احتياجات الدولة من الوقود سواء لاستخدام المواطنين أو للاستخدامات الصناعية والاستثمارية فقد تم تنفيذ خطة طموحة لتطوير قطاع البترول من خلال توقيع 62 اتفاقية بحث واستكشاف، حيث تم تضاعفت الاحتياطات المضافة من اكتشافات الغاز الطبيعي 8 أضعاف عن مثيلاتها خلال الفترة من 2010 إلى 2014 لتصل إلى 36.8 تريليون قدم مربع وتم تنفيذ مشروعات لتمية حقول الغاز الطبيعي بإجمالي استثمارات بلغت 12.6 مليار دولار ليصل إنتاجها إلى 5 ملايين قدم مربع في اليوم بزيادة قدرها 130% عن الفترة من 2010 إلى 2014.

الأخوة والأخوات.. لم يشغلنا الحاضر وتحدياته عن العمل في إطار رؤية بناء المستقبل وصياغته بما يمهد الطريق من أجل حياة أفضل للأبناء والأحفاد.. لقد استشرفنا متطلبات الغد بالمواءمة مع ضرورات اليوم، وكانت رؤية مصر 2030 هي الرؤية الوطنية التي تشمل كل مجالات العمل الوطني، وانطلقنا في تنفيذها بعزم وإصرار ليأتي الجيل التالي الذي سيحمل مسئولية البلاد ويستكمل خطواتها ومراحلها ويرفع بناء مصرنا الجديدة.. وقد ارتكزت هذه الرؤية على زيادة الرقعة العمرانية على أرض مصر لمواجهة الزيادة السكانية المتنامية، والتي تمثل تحديا كبيرا فلقد بلغ تعداد المصريين الآن ما يفوق 100 مليون نسمة، ومن المقدر أن يصل هذا الرقم إلى 150 مليون نسمة في عام 2030، ولذلك فقد كان من الحتمي أن نبدأ على الفور في بناء عدد من المدن الجديدة المتطورة تواكب متطلبات الحياة والتقدم في عصر جديد، وانطلقنا وفق خطة مدروسة ومرسومة نقيم العاصمة الجديدة و13 مدينة أخرى في شمال الدلتا وشرق القناة في سيناء والساحل الشمالي وفي صعيد مصر، توفر المسكن اللائق وفرص العمل الواسعة والمرافق والخدمات المتطورة لعشرات الملايين من المصريين خلال السنوات المقبلة«.

وتابع الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا «جنبا إلى جنب مع بناء المدن الجديدة شرعنا في إقامة مشروع عملاق هو استصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان وذلك في إطار خطة طموحة تستهدف استصلاح 4 ملايين فدان وهو ما يعادل قرابة نصف مساحة الرقعة الزراعية التي امتدت على أرض مصر منذ عمق التاريخ إضافة إلى مشروع أخر لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية تعادل في إنتاجها مليون فدان.

ومع كل ذلك شرعنا في إقامة مشروعات كبرى للاستزراع السمكي بشمال الدلتا وشرق القناة بجانب مشروعات ضخمة لمزارع الإنتاج الحيواني والدجاجي، وغايتنا من كل ذلك هي توفير الاحتياجات الغذائية للمواطنين والقادمين الجدد من المواليد في بلد يعتمد على الاستيراد في جانب كبير من غذائه كذلك زيادة المعروض من المحاصيل والخضر والفاكهة واللحوم والأسماك للحد من أسعارها بل وتخفيضها بجانب توفير الملايين من فرص العمل في التجمعات الزراعية الصناعية التي نقيمها حول مشروعات الاستصلاح والاستزراع السمكى والثروة الحيوانية .

في ذات الوقت أولينا اهتماما كبيرا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة وقطعنا شوطا وخطوات واسعة في إنشاء مدن صناعية متخصصة كمدينة الجلود بالروبيكى ومدينة الأثاث بدمياط وغيرهما، كما خصصنا 200 مليار جنيه قروضا ميسرة للشباب من البنوك بفائدة مخفضة لا تتجاوز 5% لتوفير التمويل اللازم لهم لإنشاء مشروعات صغيرة منتجة تفتح لهم مصادر الرزق وتوفر لغيرهم فرص عمل واسعة.

الأخوة والأخوات.. لقد أنجزنا خلال أقل من 4 سنوات ونكاد ننتهي من إنشاء ما يقرب من 11 ألف مشروع على ارض مصر بمعدل 3 مشروعات في اليوم الواحد وهو رقم قياسي غير مسبوق لأي دولة ناهضة وتبلغ تكلفة هذه المشروعات نحو 2 تريليون جنيه .

وخرج الرئيس عن النص قائلا «هتوقف عند هذه الأرقام، الكثير ممن يسمعوني هيقولوا إزاي ومش ممكن؟، وأنا بقولهم في كتير من البيتعمل انتو ماشوفتهوش وماتعرفوش عنه أي حاجة خالص، هقول حاجة 30 يونيو 2018 هيكون غير المليون ونصف المليون فدان بيتزرع على جنب 200 ألف فدان تانيين ولو وزير الزراعة صدق معايا في كلامه وخلص الـ20 ألف فدان إلى أنا طلبتهم منه هيكون 220 ألف فدان، وانا باتكلم بكل جد أواخر عام 2018 ونصف 2019 يبقى مليون فدان، انا بكلمكم كلام حقيقى ومليش دعوة بالمليون ونصف فدان بتوع شركة»الريف المصرى«أنا بتكلم عن حاجة تانية بتتعمل دلوقتى وشغالة بالفعل، بجانب ده انا بتكلم وقولت قبل كدا أن احنا وصلنا إلى 100 ألف صوبة ومليون رأس ماشية ومزارع سمكية تقرب من 40 ألف فدان، انتو عارفين 2 تريليون جنيه ده رقم كبير أوى، المهم الناس ماتقولش الفلوس بتيجى منين بس» .

وتابع الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا:- «وكان لهذه المشروعات الأثر الأكبر في اختفاء ظاهرة قوارب الموت التي تحصد حياة المئات من زهرة شبابنا غرقا في رحلات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط .

وخرج الرئيس عن النص قائلا «أيوة أحنا من سبتمبر السنة اللي فاتت مطلعش قارب واحد من مصر في اتجاه أوروبا ومش هيطلع تاني أن شاء الله» «ولقد كانت باكورة هذه المشروعات القومية وفي القلب منها مشروع ازدواج قناة السويس وأنفاقها الأربعة الجديدة الذي ابهر العالم مرتين الأولي حين احتشد المصريون في ثمانية ايام يكتتبون بمبلغ 64 مليار جنيه لهذا المشروع العملاق».

وخرج الرئيس السيسي عن النص قائلا «إإحنا لو عايزين نعمل المشروع ده دلوقتي ،هذا الرقم انا بقولكم بكل تواضع يتضاعف مرتين أو تلاتة، يعني 64 دول هيبقوا تقريبا تلت تكلفة المشروع اللي احنا بنتكلم عليه ده، لكن ده كان كرم من ربنا لينا مش شطارة وانتم ساهمتم فيه، فيه ناس عايزة تعمل قنوات أخرى…والله العظيم طول ما انتم صابرين ما حد هايسبقوا ..انا بقول احنا كلنا معانا كلنا، والله العظيم طول ما انتم كده «إيد واحدة» شوفوا الكلمة دي ماتنسوهاش ابدا لن يستطيع احد بفضل الله.

والثانية: حين استطاع أبناء الشعب بسواعدهم الفتية الانتهاء من شق القناة الجديدة وافتتاحها لخدمة الملاحة الدولية الجديدة خلال 12 شهر فقط وهو زمن قياسي غير مسبوق يستعصي على غير المصريين، وكان هذا الأنجاز هو الأساس لمشروع أخر عملاق بتدشين محور تنمية إقليم القناة الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط لصناعات المتطورة والخدمات اللوجيستية ويشكل استثمار هائل لعبقرية الموقع المكان وقدرات البشر في ارتياد أفاق التقدم المنشود لهذا الوطن .

لقد كان ايماني وثقتي بالشباب المصري بلا حدود حيث أعطيتهم الرقم الأهم في قائمة أولويات الدولة ورعيت احتياجاتهم على كافة المستويات وكان انطلاق المؤتمرات الوطنية للشباب في نهاية عام الشباب 2016 بمثابة نقطة تحول في شكل علاقة الدولة بشبابها حيث اصبح التواصل مباشرا والحوار بناء والنتائج عظيمة فقد حققت هذه المؤتمرات عدة مخرجات توصيات تم تنفيذها بكل اصرار وإرادة ولعل من ابرزها هو الإفراج عن مجموعات من الشباب المحبوسين والصادر بحقهم أحكام نهائية وكذلك إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب وإنشاء الهيئة العليا لتنمية الصعيد«.

وخرج الرئيس عبدالفتاح السيسي عن نص الكملة قائلا:«في أكاديمية زي كدة تم إنشاؤها في فرنسا سنة 1945، وأنا بتكلم عليها لأن هي ساعتها الرئيس ديجول قال إن إحنا في فرنسا ده بيتكلموا عن فرنسا الدولة العظيمة وقتها بردوا..قالوا انهم محتاجون يبقى عندهم معهد يؤهل ويعد شبابا وكوادر قيادة الدولة الفرنسية للمستقبل، وعملوا هذه الأكاديمية سنة 45.. والنهاردة ما فيش مسؤول في فرنسا من أول رئيس الجمهورية فما دون إلا لازم يكون خريج هذه الاكاديمية».

«أنا عايز أقلكم إحنا ممكن نقتبس من الأخرين ونعمل حاجة..بس أحنا عايزين لما نعملها نديها الجدارة والجدية وتفضل تقوم بدور حقيقي وعشان كده..يمكن أنا كنت بتكلم مع الدكتورة هالة وزيرة التخطيط وبقلها لابد أن يكون فيه إصرار حقيقي مننا على أن الدور الذي تقوم به الأكاديمية في تأهيل الشباب والكوادر ال هيتولوا الدولة المصرية يكون دور قوي جدا ،مسؤول جدا.. قاسي جدا، يعنى نعمل اختبارات قاسية جدا لكى ننتقى أفضل العناصر الموجودة في مصر.. وإحنا بنختبرها وبنعدها هنبقى قاسيين جدا في هذا الأمر، علشان ال بيجي يقف مكانا بعدينا ومعانا يبقى مسؤول وقادر على قيادة دولة وحمايتها والرقى بها.. ما يجيش يتعلم فيها».

«كما عملت الدولة على توفير متنفس للشباب لممارسة الأنشطة الرياضية والفنية من خلال تنفيذ خطة شاملة لتطوير مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، وكذا إنشاء عدد من المدن الرياضية الشاملة»، «وليقيني بضرورة تدريب وتأهيل الشباب فقد تم إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة وبرنامج تدريب».

كما خرج الرئيس عن النص قائلا: «خلوا بالكم أنا بكلم الشباب الذي يتدرب دلوقتي.. البلد دي أمانه في رقبتكم ..والحفاظ عليها أمانه في رقبتكم.. التقدم بها أمانة في رقبتكم».

ورجع الرئيس إلى النص«وبرنامج تدريب وتأهيل القيادات المتوسطة بالجهاز الإداري للدولة وهما البرنامجان اللذان أصبحا نواة لاطلاق الإكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، ذلك المشروع الطموح الذي نستهدف به إنشاء قاعدة شبابية وطنية مؤهلة بالتوأمة مع كبرى الأكاديميات المماثلة حول العالم في كافة المجالات والقطاعات طبقا لأحدث النظم العالمية» .«وكذلك فقد كانت المرأة المصرية ضمير الامة النابض».

وخرج عن النص قائلا: «والله أنا مش منحاز لها ولا حاجة صحيح والله.. لكن عايز أقول لكم على حاجة.. أن قولت في بداية الكلام في الأول.. هي الأم ال قدمت والأخت ال قدمت والزوجة ال ترملت أسف.. والأبنه التي فقدت والدها كمان هي مين.. لما احنا جينا وعملنا إجراءات قاسية ماكنش في بديل عنها.. مين ال تحمل.. هي مين كان ضمير الامة دية..لالا.. ده أمر إحنا بنسجله ولازم نحترم ونقدر الدور ده ونقول نعطي الحق لهم».

«وبالمناسبة أنا دائما بخاطبهم لاني عشمان قوي فيها لأنهم ال هيساعدونا.. لان هي الأم والزوجة والبنت والأخت ال ممكن تعين الزوج والخ ..أنا عايزكم جنبي..انا مش عايز حد يبقى ورايا.. احنا كلنا عايزين نبقى جنب بعض.. انا بتمنى أنكم تبقوا قدامي كمان».

وتابع ا: «لقد كانت المرأة المصرية ضمير الأمة النابض محل الاهتمام والرعاية، وذلك حقها الأصيل دون شك بعد أن تصدرت عظيمات مصر مقدمة صفوف المواجهة وتحملنا المسئولية الوطنية بجسارة وإقدام سيظل محل اعتزاز وتقدير للوطن كله، ونري الآن نسبة تمثيل المرأة في البرلمان تصل 15 % لأول مرة في تاريخ مصر، ووصل تمثيلها في الحكومة إلى 20 %.. ثم قال ( خلي بالكم يا رجالة ).

وتقدمت الحكومة بعدد من مشروعات القوانين إلى مجلس النواب، والتي تحمي حقوق المرأة وتصون كرامتها وتم بالفعل إقرارها، وتم إطلاق مشروع تنمية المرأة الريفية ومحدودة الدخل ومشروعات الأسرة المنتجة وتنمية كوادر الرائدات المجتمعيات والقيادة النسائية.

السيدات والسادة شعب مصر العظيم.. إن العقول هي قاطرة الأمم، والاستثمار في العنصر البشري هو الاستثمار الحقيقي، فلقد احتلت مجالات التعليم والبحث العلمي والثقافة ترتيبا متقدما في أجندة العمل الوطني، حيث زادت عدد الفصول والمعامل بأكثر من 41 ألف فصل و5 آلاف معمل في مراحل التعليم الأساسي المختلفة؛ ولأن المعلم هو الركن الأساسي في تطوير منظومة التعليم فقد حرصا على إطلاق برنامج «المعلمون أولا»، والذي يهدف إلى تأهيل المعلمين على أحدث الطرق والوسائل ولقد تخرج بالفعل 10 آلاف معمل كدفعة أولي من هذه البرنامج، كما قامت الحكومة بتوفير الشريحة الثالثة من كادر المعلم، والتي تقدر بـ125 % من الراتب الأساسي.

وانطلق كذلك بنك المعرفة المصري، والذي يعد أكبر مكتبة رقمية تضم أهم وأبرز الدوريات العملية والكتب والبحوث والمقالات على مستوى العالم وتتاح خدماته لكافة المواطنين مجانا ولا سيما الشباب والباحثين، كما تم إنشاء 9 جامعات حكومية وخاصة جديدة خلال الفترة من 2014 حتي الآن وارتفع عدد الكليات من 292 إلى 450 كلية وارتفع عدد المستشفيات الجامعية من 88 إلى 109 مستشفى بنسبة بلغت 23%.

ولأن البحث العلمي هو أحد أهم ركائز عملية التنمية، فقد كان لزاما علينا أن نسعى لتطويره ودعمه، حيث ارتفعت عدد المشروعات البحثية بنسبة بلغت 232 % وشهدت أعداد الأبحاث العلمية المنشورة دوليا ارتفاعا بنسبة زيادة بلغت 29% وزاد عدد المبعوثين في الخارج بنسبة 72% وبتكلفة قدرها 700 مليون جنيه.

شعب مصر العظيم.. أقسمت أمامكم منذ نحو 42 شهرا مضى على أن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، والتزمت معكم بصراحة القول وصدق الحديث.. لم أخف عليكم صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي كانت تهدد حاضر البلاد ومستقبل الأجيال القادمة.. وصارحتكم بأن الإصلاح الاقتصادي خطوة تأخرت 40 عاما، وظلت تتأجل وتُرجأ حتى كادت البلاد تسقط في هوية انهيار اقتصادي.

وقلت لكم إن الإصلاح ضرورة حتمية من أجل الإنقاذ وأن إجراءاته الاضطرارية هي علاج لا غني عنه لتجنب مصير لا يمكن الفكاك منه يتهدد البلاد والشعب بأكثر مما تهدده أي مخاطر أخرى، فبدون الإصلاح الاقتصادي لن يكون بمقدار الدولة في المستقبل القريب الوفاء بالتزاماتها تجاه الأجور والمعاشات ولن نستطيع الإنفاق على الخدمات العامة كالصحة والتعليم.

ثم خرج السيسي عن النص قائلا: «اسمحولي أتوقف هنا لحظة وأقول لكم باختصار شديد فقط ولكن هيكون فيه فرصة اليومين الجايين أن أحنا نتكلم في كل الموضوعات اللي تناولتها في الافتتاحية.. أنا عاوز أقول لكم وأرجو أن كلكم تتوقفوا قدام الأرقام بشكل أو باخر ..أحنا المرتبات زادت من 2011 حتى الآن من 80 مليار جنيه إلى 230 مليار جنيه تقريبا يعني.. احنا ممكن نقول الرقم ده كدة ومنتوقفش قدامه كثير».

«لكن أنا عاوز أقولكم لو انا بستلف 150 مليار جنيه الفايدة من 15 إلى 20% متوسطها يعني خلال 5 إلى 7 سنة الـ 150 مليار جنيه يبقوا 300، يعني أنا لو أخدت 150 مليار جنيه في السنة الأولي خلال 5 سنوات يبقوا 300 مليار جنيه، احنا بنستلفهم وندفع خدماتهم يعني الفايدة بتاعتهم ..طيب احنا نقدر نتوقف عن ان الأجور دية متدفعش والمعاشات دي متدفعش منقدرش فبنستلفهم وهنستلفهم وهندفع خدماتهم لأنها في الأخر مرتبات ناس ملايين المصريين بيعيشوا عليها لكن لو كان كل سنة بستلف 150 انا بتكلم على مرتبات فقط لا بتكلم على دعم ولا أي شئ اخر.. اذن 150 مليار اللي بستلفهم يبقوا السنة اللي بعديهم تقريبا 180 السنة اللي بعديهم بقوا 210 تقريبا انا بحاول أزود 30 كل سنة يبقي في خلال 5 سنين بقوا 300 مليار .

طيب إحنا كنا رايحين على فين حد يقولي طيب الحل أيه ..الحل أن احنا لو كان دخلي 1000 وعليا 500 لازم يبقي دخلي 2000 ويفضل الرقم 500 لو أمكن انا مش عايز اخش معاكم في أرقام كتير بس اقفوا قدام الرقم ده كويس ملناش خيار تاني ان احنا نستلفه كل سنة وندفع فوايده كل سنة والفوايد تحط على الرقم وتزيد سنة بعد سنة ..بالمنسبة أن 300 بعد 5 سنين تانيين يبقوا 600 لو استمرت الأرقام بالطريقة دي، الـ 150 اللي احنا خدناهم يبقوا 300 والـ 300 دول اللي هما 150 الاولينين بعد 5 سنين تانيين يبقوا 600 مليار دهي دي الحكاية.

وتابع الرئيس السيسي: «فبدون الإصلاح لن يكون بمقدور الدولة في المستقبل القريب الوفاء بالتزاماتها تجاه الأجور والمعاشات ولن تستطيع الإنفاق على الخدمات كالصحة والتعليم أو مرافق الإسكان ومياه الشرب والصرف الصحي في ظل عجز متزايد في الموازنة العامة يؤدى إلى تفاقم الدين العام وعدم القدرة على سداد أقساط الديون ومن ثم الوصول إلى مرحلة الإفلاس.

ولم أتردد في اتخاذ قرار الإصلاح برغم كل التقديرات التي كانت تنصح بإرجاء القرار إلى مرحلة مقبلة أو إلى عهد رئاسي جديد حفاظا على شعبية اكتسبتها في الشارع المصري«.

وخرج الرئيس عن النص قائلا: «دي هتبقى خيانة أنا اعتبرتها خيانة أبقى أنا عارف إنى هسيبها للي بعدى تتخرب طب منا هبقى خنتكم وخنت أمانة المسؤولية وضيعتكم تاني فهي لا تضيع معايا ولا تضيع مع غيري».

وتابع «اتخذت القرار لأنني لست ممن يقايضون على مستقبل شعب لمصلحة شخص ولست مما يرضون على أنفسهم وعلى وطنيتهم ولا على دينهم خداع الجماهير من أجل نيل صيحات هتاف لفرد على حساب غد أفضل لأمة، أقدمت على هذا القرار من أجل هذا الشعب العظيم ومن أجل أبنائنا وأحفادنا واخترت له التوقيت الأنسب بعد أن تهيأت الأوضاع الملائمة والظروف المؤاتية، وكنت أراهن في تقبل القرار على وعي الجماهير المصرية.

وتابع «وكنت أراهن في تقبل القرار على وعي الجماهير المصرية وعلى إدراكها لمصلحة بلدها وعلى ثقتها في صدق وإخلاص قيادتها ولقد حرصت على أن تصاحب خطوات الإصلاح وترافقها حزمة من الإجراءات الحمائية غير المسبوقة للتخفيف عن الأسرة المصرية بأقصى ما يمكن أن تتحمله الموازنة العامة للبلاد، فقمنا بزيادة الأجور في يوليو الماضي بعلاوة خاصة وعلاوة غلاء بجانب العلاوة الدورية تكلفت 14 مليار جنيه لتزيد مخصصات الأجور في الموازنة العامة من 80 مليار جنيه عام 2011 إلى 230 مليار جنيه هذا العام بنسبة تقترب من 300 %.

قمنا بزيادة المعاشات بنسبة 15% ليصل الحد الأدنى إلى 630 جنيه ابتداء من يوليو الماضي، وكنا قد زدنا الحد الأدنى في العام الماضي من 375 إلى 500 جنيه، أما عن معاش تكافل وكرامة فقد تم زيادة الحد الأدنى للمعاش في بداية العام المالي الحالي بنسبة 30% ليصل إلى 450 جنيها للمسن أو المعاق ويتراوح بين 350 و600 جنيه للمرأة التي تعول أطفالنا منتظمين في الدراسة، وحسب عدد الأطفال والمراحل الدراسية وتم ضم الأطفال الأيتام إلى هذا المعاش، وارتفع عدد المستفيدين منه أبناء أكثر من 2.5 مليون أسرة مصرية بسيطة، بجانب مليون و750 ألف من المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعي، وارتفع إجمالي مخصصات المعاشات الضمانية من 6 مليار جنيه من 3 سنوات إلى 17 مليار و250 مليون جنيه لتغطي 10% من أبناء مصر في الأسر الأكثر احتياجا.

في نفس الوقت زدنا مخصصات التموين للفرد في الأسرة المستفيدة ابتداء من يوليو الماضي ليرتفع نصيب الفرد من 21 جنيها إلى 50 جنيها، وكان المخصص للفرد منذ 4 سنوات لا يتجاوز 15 جنيها، ومنذ بداية العام المالي الحالي تم رفع حد الإعفاء الضريبي إلى 7200 جنيه سنويا، وهو ما يعني زيادة أخرى في دخل الفرد، كما قمنا بتدشين مشروع وطني طموح لتحسين حياة المصريين نجح في الوصول بمياه الشرب النقية إلى 96% من الأسر المصرية في كل أرجاء البلاد، وتم مد خدمة الصرف الصحي لتغطي 16% من القرى المصرية بعد أن كانت النسبة لا تتعدى 10% منذ 42 شهرا، وذلك في إطار خطة تستهدف الوصول بهذه الخدمة إلى 40% من قرى مصر.

وكان في صدارة ما حرصت عليه منذ توليت منصبي القضاء على آفة تهدد حياة أبناء الشعب وتدمير صحة الملايين من زهرة شبابه هي وباء فيروس سي، وبفضل الله نجحنا بعد ملحمة جهد وعطاء رائعة في حصار هذا الوباء وتم تقديم العلاج إلى 1.4 مليون مريض بتكلفة 3.7 مليار جنيه، والوصول بنسبة الشفاء إلى 97% مع القضاء على قوائم انتظار المرضى لتلقي العلاج ابتداء من منتصف 2016، واستكمالا لهذه الملحمة تم إجراء مسح طبي لنحو 5 ملايين مواطن وتقديم العلاج الطبي اللازم للمرضى منهم ضمن خطة تستهدف الوصول إلى 50 مليون مصري بحلول عام 2020، والذي نأمل أن تصبح مصر في نهايته خالية تماما من هذا الوباء.

الأخوة والأخوات.. برغم كل تلك الجهود وغيرها فإنني ألمس ما تعانيه الطبقات البسيطة والمتوسطة من أعباء معيشية وأؤكد أنني لن ادخر جهدا في بذل كل ما هو مستطاع للتخفيف عنهم ورفع مستوى معيشتهم.

إن عملية الإصلاح التي قطعنا فيها شوطا كبيرا بدأت تتفتح بشائرها وتلوح نتائجها من خلال مؤشرات اقتصادية طيبة وتقارير إيجابية للمؤسسات الدولية تظهر انخفاض نسبة البطالة ومعدلات التضخم ويؤكد ارتفاع معدل النمو إلى حدود 5% بحلول نهاية العام المالي الحالي.

وقال الرئيس السيسي … الأخوة … والأخوات:

«منذ قرابة أربع سنوات كانت مصر منشغلة بهمومها وأوضاعها الداخلية عن أمتها العربية وكانت منعزلة عن قارتها الأفريقية، وكانت عضويتها مجمدة في الاتحاد الإفريقي التي شاركت في تأسيسه.. وكانت مكانتها قد تراجعت.. وكانت تعاني من عزلة دولية.. فرضت عليها في أعقاب ثورة يونيو.. والآن استعادت مصر مكانتها وتأثيرها في محيطها العربي والأفريقي.. عادت مصر من جديد.. قلبا نابضا لأمتها العربية.. ومدافعا صلبا عن حقوقها التي لا تنازل عنها ولا مساومة ولا تفريط فيها».

وأكد الرئيس السيسي أن «مصر عادت تجاهد بدأب وتكافح بإخلاص في سبيل الحفاظ على وحدة أراضي الدول العربية الشقيقة ومعاونتها في الخروج من أزماتها التي عصفت بأمنها واستقراراها وتحقيق المصالحة الوطنية بين مكوناتها لكي تستعيد هذه الدول الشقيقة دورها المنشود».

وأوضح الرئيس السيسي:«استعادة مصر مكانتها في عالمها ومدت جسور التعاون مع القوي الفاعلة والكبري من أقصي العالم إلى اقصاه في علاقات متوازنة تقوم على الحوار والتشاور وتأسس على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة» .

وتابع :«الآن أقول بكل اعتزاز أن كلمة مصر صارت مسموعة في كل المحافل.. وصارت مواقفها المبدئية الشجاعة والصادقة مع الاحترام والتقدير الجميع.. أقول بكل فخر أن هامة مصر عالية ورايتها خفاقة وكرامتها مصانة.. أقول أن قرارنا الوطني ظل في كل الظروف مستقلا» .

وأضاف الرئيس السيسي :«أقول أن قرارنا الوطني ظل في كل الظروف مستقلا.. عارفين مستقل ليه مش عشاني أنا.. عشانكوا انتوا.. والله.. والله تاني.. قرار مصر مستقل مائة في المائة.. بس ليه عشان المصريين محدش هيقدر أبدا يضغط علينا.. ولا يخلينا نأخذ قرارات لا تليق بمصر ومكانتها، وشرفها، وعزها ابدا.. دول ما انتم تاني ( رافعا يديه)»أيد واحدة«.. أنتوا».

وتابع الرئيس السيسي: «أقول إن قرارنا الوطني سيظل في كل الظروف مستقلا ينبع من إرادة هذا الشعب ويتوخى صالح هذا الوطن ويراعي مصالح هذه الأمة».

واختتم الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا: «الأخوة والأخوات.. إنني لا أسعى من وراء جلسات المكاشفة والمصارحة التي سنعقدها على مدار اليومين القادمين.. مجرد تقديم كشف حساب لرئيس تنتهي مدة رئاسته.. إنما هدفي هو عرض صورة لما تحقق على أرض هذا الوطن بجهد وعرق وتضحيات هذا الشعب العظيم على قرابة أربع سنوات.

لقد حرصت على إعلان كل الحقائق والبيانات والأرقام للشعب.. بل وأن الإفصاح عن بعضها قد لا يكون مناسبا من منظور اعتبارات الأمن القومي.. غير أن إيماني راسخ لا يتزعزع بأن وعي الشعب بما جري ويجري على أرض بلاده، وإدراكه لكل الجوانب والأبعاد هو أقوى ركائز الأمن القومي وأهم دعائمه، إنني أدعوكم لأن نستمع معا في جلسات صدق ومصارحة مصرية إلى قصة وطن يتحدث عن نفسه وحكاية شعب أراد الحياة فاستجاب له القدر.

(قبل ما أنهي كلامي، وانتهي منه، في بيت شعر يقول: وقف الخلق جميعا ينظرون كيف أبني قواعد المجد وحدي، وأنا يتهيئ لي أنه المفروض يتقال أن المصريين يقولوه: (وقف الخلق ينظرون كيف نبني قواعد المجد وحدنا).
أشكركم على حسن الاستماع.. ولكل المصريين الذين يسمعوني مني كل الشكر والتقدير والتحية.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته«.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى