رياضة

“عِلم أولمبي”: كيف تفيد الأولمبياد العلوم؟

“علم أولمبي”: كيف تفيد الأولمبياد العلوم؟

Scientificamerican – Ramin Skibba, Daniel Cressey, Richard Van Noorden

إعداد وترجمة: محمد الصباغ

سواء ارتبط ذلك بفضائح المنشطات أو مشاكل التلوث أو حتى الفضول الكبير نحو القدرات التي لا تصدق للرياضيين، طالما أدهشت الدورات الأولمبية الباحثين مثلما تفعل مع العامة.

في العقود الأخيرة، زادت الأبحاث حول اختيار مواقع إقامة الدورات الأولمبية، والقضايا البيئية وفدرة الألعاب على تشجيع الناس على ممارسة الرياضة، وفقا لما قاله الطبيب المتخصص في الطب الرياضي “لارس إنجبرستن”، الذي يترأس وحدة العلوم والأبحاث باللجنة الاولمبية الدولية.

لا تُلهم الأولمبياد الباحثين بالمعنى الدقيق ببدء العمل في مجالات جديدة- وتقول فينيسا هاجي ،مؤرخة العلوم والرياضة الطبية في جامعة برمنجهام البريطانية، إنهم يسعون إلى دعم الدراسات الجارية بالفعل.

مع انطلاق دورة الألعاب الاولمبية الصيية في ريو دي جانيرو، استخدمت مجلة “نيتشر” معايير تتعلق بالكتب لتلقي الضوء على أسئلة (من وأين وماذا وكيف ولماذا) المرتبطة بالعِلم الأولمبي.

تدفق العلم

ازداد الاحتياج إلى الأبحاث المرتبطة بالألعاب الأولمبية بشكل سريع. عبر العقود القليلة الماضية، زادت اللجنة الاولمبية من الأحداث، وزودت عدد المشاركين، وأصبحت أكثر تكلفة.

شهدت دورة بكين عام 2008 أكثر الأبحاث، تبعتها دورة لندن 2012. وقال دافيد ريتش، أستاذ علم الأوبئة بجامعة روتشيستر بنيويورك، إن التركيز كان في دورة بكين على  القيود المفروضة على ملوثات الهواء، مما أعطى فرصة نادرة للباحثين وهي القيام بتجارب مرتبطة بالأمر. فيما تراوحت الموضوعات التي تم الاهتمام بها في دورة لندن من التنمية والامتداد العمراني إلى الأمن والرقابة.

أكثر الأوراق البحثية الأولمبية كانت متعلقة بالعلوم الاجتماعية، فيما جاء الطب ثانيا والهندسة ثالثا. وقالت عالمة الاجتماع، جاكلين كينيلي، من جامعة كارلتون في أوتاوا بكندا، إن الدورات الأولمبية “صانعة التغيير العمراني”. وتابعت أن الدورات أدت إلى مشاريع بنى تحتية باهظة التكلفة وزادت من الإقبال على وسائل النقل العامة.

كما استخدم علماء الاجتماع الألعاب الأولمبية لدراسة موضوعات متنوعة مثل العلاقة بين الرياضيين ومدربيهم، ومدى تأثير الميدالية الأولمبية بالنسبة للفخر الوطني.

الدول التي نشرت العدد الأكبر من الأبحاث الأولمبية هي القوى العلمية الكبرى. لكن بمقارنة الأوراق البحثية حول الأولمبياد مع الأوراق البحثية عموما في الدولة نفسها، جاءت اليونان في المركز الأول. وتعود الأولمبياد إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وعادة ما يفتخر العلماء اليونانيون بثقافتهم تلك، وفقا لما يقوله ميناس ساماتاس، عالم الاجتماع السياسي في جامعة كريت في اليونان، والذي عمل على بعض الدراسات خلال دورة الألعاب الأولمبية في أثينا 2004.

وتأتي النرويج في المركز الثاني فيما يتعلق بالأوراق البحثية الأولمبية، وقد فازت الدولة بأكبر عدد من الميداليات الأولمبية الشتوية. وأغلب أوراقها البحثية تتعلق بالأولمبياد الشتوية أو الرياضات الشتوية، وخصوصا التزلج.

كانت أكثر الأوراق التي أثارت الجدل في ألعاب أتلانتا 1996، وجاءت أخرى قريبة منها في بكين 2008. كلاهما ركزت على كيف أن السياسات المرتبطة بزيادة وتطوير المواصلات العامة يمكنها أن تحسن من جودة الهواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى