ثقافة و فن

الفراعنة “بيض” في فيلم الخروج

شكلت اختيارات المخرج ريدلي سكوت لفيلم “الخروج” الذي يحكي قصة النبي موسى، أزمة محورها العرق حيث لعب ممثلون من ذوي البشرة البيضاء أدوار موسى والعائلة الملكية في مصر ولعب أصحاب البشرة الداكنة أدواراً أقل أهمية. وهي ليست المرة الأولى في هوليود.

 otheregyptians.0_standard_755.0

أليكس آباد سانتوس – فوكس

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

هوليوود فاشلة في القصص المتعلقة بمصر القديمة، وأفلام كـ”الوصايا العشر” و”كليوباترا” وحتى فيلم “المومياء” تثبت ذلك.

والأفلام القادمة  مثل “الخروج” و”آلهة مصر” تؤكد ذلك أيضاً فكل هذه الأفلام تشترك في شيء آخر بجانب كونها تدور حول مصر القديمة  ، حيث  تظهر أن هوليوود تميل إلى عرض العائلات الملكية في مصر القديمة كرجال ونساء بيض البشرة (وفي بعض الأحيان تضاف كميات  من الصبغة البرونزية للبشرة) على عكس عامة الشعب.

أحدث الأفلام التي تمثل ولع هوليوود المستمر بمصر القديمة هو فيلم المخرج ريدلي سكوت “الخروج: آلهة وملوك”. فيلم سكوت  يضم  ممثلين قوقازين مثل كريستيان بيل وجويل إدجيرتون وسيجورني ويفر في أدوار موسى والعائلة الملكية، بينما يلعب ممثلون سمر البشرة أو ليسوا من أصحاب البشرة البيضاء  أدوارا  مثل مواطني  الطبقة الأدنى أو اللصوص.

طاقم عمل فيلم “الخروج” مشابه لمثيله في فيلم قادم آخر عن مصر القديمة يدعى “آلهة مصر” وفي هذا الفيلم يلعب ممثلون مثل نيكولاي كوستر والدو وجيرارد باتلر وجوفري راش أدوار آلهة مصرية وهو ما يصنع نموذجاً غريباً لممثلين بيض يمثلون أدوار آلهة يعبدها أناس ليسوا بيض البشرة.

وفي حين أن هذين الفيلمين ليسا الوحيدين الذين يحتويان على مصريون قدماء بيض البشرة إلا إنهما قد يكونان الأكثر إحباطاً. قد نستطيع أن نهضم فكرة أن تلعب إليزابيث تيلور دور كليوباترا ببشرة بيضاء في فيلم يحمل ذات الإسم صنع عام 1963 ولكن ليس هناك قاعدة تلزمنا اتباع ميول مساعدي المخرجين قبل خمسين عاماً، المفترض أننا نعرف أكثر الآن لكن الامر حدث ويستمر في الحدوث.

الفحوص الجينية لقدماء المصريين صعبة وأقرب للمستحيل ولكن اختبارات الدي إن ايه للمصريين المعاصرين أظهرت أنهم يحملون تشابهات جينية مع باقي شعوب الشرق الأوسط وأنهم يقعون في المنتصف بين شعوب جنوب أوروبا وشعوب جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا.

ولكن هذا ليس قولا حاسماً حيث أننا نحاول أن نعرف عن أناس تفصلنا عنهم آلاف السنين. شوماركا عمر كيتا الباحث بالمركز الوطني للجينوم البشري كتب لمجلة ناشونال جيوجرافيك يقول “دراسات تقارب الأسنان تتفق بشكل عام مع نتائج فحص الجمجمة وإن اختلفوا في التفاصيل. أبعاد أجساد المصريين القدماء مشابهة لنظرائهم في المناطق الإستوائية في إفريقيا أو الجنوبية من مصر.

آنا كريستينا رامون الباحثة في مركز الراسات الإفرقية الأمريكية بجامعة كاليفورنيا تقول إن فيلم “الخروج” مثال على الطريقة التي تجري بها الأمور في هوليوود حيث قامت رامون وفريق من المركز بدراسة التنوع أو نقص التنوع في السينما والتليفزيون.

هوليوود تتبع نظاماً لا يتلقى فيه الممثلون الملونون الأجور الأعلى مع وجود استثناءات قليلة مثل ويل سميث وهالي بيري وربما لوبيتا نيونج.

“الاستوديوهات تريد أرباحاً كبيرة والطريقة التي تشككلت بها الصناعة في هوليوود تجعلهم يعتقدون أن الذكور البيض هم من سيجلبون لهم هذه الأرباح،” تقول رامون.

وتضيف “العذر الشائع هو مشكلة الاختيارات، لكن الممثلين موجودين .. نحن رأيناهم .. هم فقط في انتظار الفرصة.”

الممثلون الأمريكيون من أصل عربي يتم الاستعانة بهم فقط عندما يبحث أحد الأفلام عمن يلعب دور الإرهابي. تقول رامون أن هذا النوع من القولبة في اختيار الممثلين وكما فعل سكوت أيضاً في “الخروج” باختيار خدم سود البشرة لها تضمينات أبعد من مجرد توظيف ممثلين.

 تقول رامون “هذا الأمر يدعم  الطبقية العرقية حيث الممثلين بيض البشرة يلعبون أدوار الرجال الصالحين وبذلك ترسخ اللصورة الذهنية التي تقول كلما أصبحت أكثر بياضاً كلما كنت شخصاً أفضل.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى