مجتمع

الاغتصاب الجماعي في قصيدة إسرائيلية

 إسرائيلية”ماذا يرجى ممن خان”؟ ..الاغتصاب الجماعي في قصيدة

إعداد وترجمة: محمد عبد الدايم*

«حتى الصباح- עד הבוקר» (2014) ديوان للشاعرة الإسرائيلية الشابة وعازفة الناي «هيلا لهف-היל הלהב» (1985- ) وهو العمل الشعري الثاني الذي يصدر لها بعد باكورتها «وحيدة-יחידה» (2011).

الشاعرة الإسرائيلية ليلا لهف
الشاعرة الإسرائيلية ليلا لهف

وجاء ديوان «حتى الصباح» مؤلما، صادما، تنظم فيه الشاعرة قصائد تحكي عن جريمة اغتصاب جماعي تعرضت لها فتاة في سن المراهقة، تتضمن النصوص الشعرية بالديوان شهادة الفتاة بما واجهته أثناء اغتصابها طوال ليلة كاملة وحتى الصباح ، وما حدث لها، ثم ما شعرت به بعد مرورها بهذه التجربة الأليمة.

الغلاف الأمامي للديوان طُبع عليه رسم لدائرة حمراء كبيرة تبدو كبقعة دم فوق لون أبيض، وترمز البقعة إلى الدم الناتج عن مضاجعة أو اغتصاب فتاة عذراء، ويرمز اللون الأبيض إلى البراءة المغتصبة، إلى الثوب الملوث بالدماء، إلى الصباح الذي شهد ليله الجريمة.

أما الغلاف الخلفي للديوان فقد كُتبت عليه فقرات من «سفر القضاة» (19) بـ«العهد القديم/ الكتاب المقدس» والتي تروي قصة اغتصاب امرأة  على أيدي جماعة من الرجال ثم تقطيع جسدها إلى اثنتي عشرة قطعة، والقصة تدور في عصر «القضاة»، عن امرأة كانت تبيت بصحبة سيدها لدى شيخ  في «بيت لحم»، لكن جيران الشيخ الذين ينتمون إلى «سبط بنيامين» حاصروا البيت مطالبين بخروج الرجل الضيف إليهم، فعرض عليهم الشيخ ابنته العذراء بديلا للرجل ضيفه، ثم أُخرجت المرأة لتُقدم فدية للرجال بدلا من سيدها الضيف، وتناوب رجال القرية اغتصابها طيلة الليل وحتى الصباح، ثم ألقوها منهكة على عتبة البيت، فأخذها سيدها فقطّع جسدها إلى اثنتي عشرة قطعة، وتنشب الحرب بين المغتصبين من «سبط بنيامين» وبقية الأسباط على خلفية هذا الحادث، وحملت المرأة التي افتدت سيدها واغتُصِبت وقُتلت وقُطعت ذنب نشوب الحرب بين «بني إسرائيل».

كتبت الشاعرة نصوص ديوانها بالتماهي مع نص الكتاب المقدس، وعنونت  النصوص بأسماء أجزاء الجسد، التي شهدت جريمة الاغتصاب، فمنحتها روحا ووجودا لتتحدث وتتحاور وتشهد ما مرت به ورأت، وحددت الشاعرة اثنا عشر جزءا من الجسد، هي الجلد، القدم، العين، العنق، البطن، القلب، الأذن، الركبة، الفم، اليد، الكتف، الأنف، لأن هذه الأعضاء تحديدا من وجهة نظر الشاعرة  هي الشاهدة على الجريمة.

نصوص مترجمة من الديوان:

ماذا

ماذا يُرجى ممن خان

من الجلد أن يغطي، من القدم أن تهرب، من العين أن تنسى،

من العنق أن ينقطع،

من البطن أن تقيء، من القلب أن يتجمد، من الأذن أن تُصفِّر،

 من الركبة أن تركع، من الكتف أن ترفع،

من اليد أن تمنع، من الأنف ألا تأخذ هواء بعد،

من الفم أن يشهد.

………………………………………….

اليد

مجددا لا أذكر عنق من عضضته

كانت لدي أصابع وأظافر.

امتلأت السماء أيادي – ولم أستطع أن أدرأ عن نفسي حتى الصباح

حاولت الهروب لكنني خضعت بقبضة

مخثرة الدماء. عند الشروق

سقطتُ عند العتبة.

الآن أنا سافرة

أنا خطاب

أرسلوني ممددة ومفتوحة.

………………………………………….

الأنف

رائحة الدم هي رائحة معدن

ورائحة الإنسان هي رائحة حُب

الإنسان يبقر والدم يرأف

………………………………………….

شهادة

أريد أن أحدد اسما لكنهم قطعوا

لساني

هذا قام. هذا حشر. هذا طرح

هذا كحت. هذا فتح. هذا كبح

هذا ضحك.

هذا رفع. هذا قلَب

هذا ركل. هذا قذف. هذا مشى

هذا جاء. هذا دخل. هذا رفع. هذا أكمل

هذا نتف. هذا دفع. هذا لم يرغب بشدة لكنه

دُفِع. ساعة أمام العتبة.

………………………………………….

الكتف

لا يحبني أحد. أنا حرة

تماما. الآن يرفعونني. لا

أعارض، أنا حرة أيضا

من الصوت.

…………………………………………

الأنف

رائحة العرق هي رائحة رحمة

أنا أستنشق معدنا.

لاأفهم

كيف يسفحون عرقا إذا كان لهم

معدنا.  

………………………………………….

جِلد

كل ما يشبهني أسود

كل ما يشبهني منثور

كل ما يشبهني مؤلم

كل ما يشبهني مضروب

ليس ملحوظا أنه ليس مني

مهرب.

………………………………………….

الفم

هذا توقف عند عنقي لكن

بلا كلمة

هذا يضرب بقوة

هذا يخبط بشدة أكبر

أنا الجرح الأول منذ أن

انفلقتُ

لدي القوة لأشهد فقط على كارثة ولادتكِ.

——————————————————————————————–

أكاديمي وباحث بجامعة المنصورة

السيرة الذاتية للشاعرة على موقع موسوعة الأدب العبري الحديث:

http://library.osu.edu/projects/hebrew-lexicon/01999.php

الديوان على موقع دار النشر:

http://www.kibutz-poalim.co.il/until_the_morning

مقال نقدي للديوان على موقع صحيفة هآرتس الإسرائيلية :

http://www.haaretz.co.il/literature/poetry/.premium-1.2612120

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى