إعلامسياسة

مؤسس “المصري اليوم” ينتقدها: خرجت عن “الاستقلالية” في أزمة نقابة الصحفيين

مؤسس المصري اليوم ينتقد السياسة التحريرية للجريدة ويصفها بالخروج عن الاستقلالية وتبني مواقف سياسية

 

كتب صلاح دياب مؤسس صحيفة المصري اليوم افتتاحية في صدر الصفحة الأولى تنتقد السياسة التحريرية للجريدة، ووصفها بالخروج عن مبدأي الاستقلالية والمهنية في متابعة أزمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية، وقال دياب إن إدارة الجريدة لم تعمد طوال 12 عاما إلى مخاطبة القاريء مباشرة ولا التدخل في عملية التحرير، إلا أن ما وصفه “بالخطأ” في معالجة أزمة الصحفيين والداخلية، لن يتكرر مرة أخرى

DIAB
صلاح دياب

صلاح دياب يكتب: رسالة من مؤسس المصري اليوم

على مدى اثنى عشر عاماً، منذ خرجت «المصرى اليوم» إلى النور، لم أجد دافعاً، ولا ضرورة تستدعى مخاطبة القارئ مباشرةً، رغم ما كان فى هذا الزمن من تقلُّبات وأحداث جسام. كانت القاعدة التى ارتضيناها للصحيفة منذ البداية أن يكون هناك فصلٌ بين الإدارة والتحرير، وفصلٌ بين الملكية والتحرير. كان هناك الكثير من التشاور، وكان هناك ما هو أكثر من النقاش، ولكن قرار النشر كان دائماً فى يد رئيس التحرير، والمجموعة الممتازة التى تعاقبت على عملية التحرير طوال دستة من السنوات.

كان الخط العام للصحيفة منذ البداية قائماً على مبدئين: الاستقلالية والمهنية. المبدأ الأول لم يكن يعنى الاستقلال عن السلطة السياسية أياً كانت فقط، وإنما الاستقلال عن كل القوى السياسية، فلا تبعية ليمين أو يسار، وإنما البحث عن المصالح الوطنية العليا والسير فى اتجاهها. والمبدأ الثانى كان البحث عن الحقيقة بحُلْوها ومُرِّها، بكل ما يمتلكه البشر من بصر وبصيرة. ومضت مسيرة «المصرى اليوم» بقدرات أبنائها من الشباب، الذين نجحوا فى حجز مكان مرموق فى الصحافة المصرية المسؤولة غير المقيدة بقيود أو سلاسل تمنعها من نشر ما تراه مصيباً وحقاً للمعرفة والمصلحة الوطنية العامة.

وللأسف، ولعله كان سبباً فى هذه المداخلة، أرى أن «المصرى اليوم» خرجت عن خط هذه المبادئ التى ارتضيناها هُدىً ومرشداً للعمل، فى متابعة الأزمة الأخيرة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية. فمن ناحية التغطية تداخلت الصحيفة مع النقابة، وتبنت مواقفها بالكامل دون نقد، وبنت مواقفها التحريرية اعتماداً على موقف طرف واحد، واستناداً إليه بالحجب أو بالتصريح. ومن ناحية أخرى اتخذت مواقف سياسية ليست من صميم عملها أو مهنيتها، بالمطالبة بتغيير وزير، أو طلب اعتذار من الدولة.

باختصار، إن الصحيفة دخلت فى مواقف وتصرُّفات هى فى جوهرها واجب الأحزاب السياسية، ومجلس النواب، والأجهزة القضائية فى الدولة. مثل هذا الخلط بين أدوار الأجهزة والمؤسسات هو واحدٌ من الأمراض السائدة التى لم يكن واجباً على «المصرى اليوم» الوقوع فيها.

مثل هذا الخطأ لن نكرِّره مرة أخرى، وعلى العكس فإن تمسُّك «المصرى اليوم» باستقلاليتها ومهنيتها واجبٌ اليومَ أكثر من أى وقت مضى. فمصر تمرُّ بمرحلة لا تتحمل المزايدات، أو خلط الأدوار والأوراق، وإنما السعى الحثيث والسريع لبناء الوطن ورفعته. ويبقى انحيازنا الوحيد للقارئ والحق.

صلاح دياب

مؤسس «المصرى اليوم»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى