سياسة

حسّاس وصارم .. كيف اختطف السيسي قلوب المصريات؟

“رجل “حسّاس” ويحترم المرأة” و”يرى المصريات مثل بناته” … أم عسكري صارم  ومسؤول برر  كشوف العذرية؟  هناك “أكثر من سيسي” لنساء مصر، لكن المؤكد أنه يمكن رؤية النساء يحملن صور السيسي في كل مكان

 كرستين مكتاي – ذا ناشونال – إن بي آر

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

في كل  أنحاء انتخابات  مصر  تستطيع أن ترى مؤيدات السيسي ينتحبن معبرات عن حبهن الشديد لقائد الجيش السابق.

وتتكرر الصورة في في الإعلام الرسمي والخاص حيث تغطي النسوة المتحمسات للسيسي صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون.

وفي الوقت الذي يستعد في المصريون للتصويت يوم الإثنين في ثاني انتخابات رئاسية منذ 2011، يلعب الدعم الحار الذي يلقاه السيسي من النساء، اللواتي يرى معظمهن أنه منقذ البلاد من الاخوان المسلمين، دوراً هاماً في وضعه في مقدمة السباق الإنتخابي.

“السيسي رجل حساس يعرف كيف يحترم أمه التي ربته  ويحترم زوجته والنساء المسنات،” تقول نرمين نظيم، مصممة مجوهرات قاهرية تضم القطع التي تصممها قطعة مجوهرات تمثل السيسي يحمل مفتاح مصر. تقول “أحب السيسي كما يحبه أبي، نحن نحبه لأسباب كثيرة بعد أن قضينا عاماً مع تلك المخلوقات البشعة.”

وتلقى شعبية السيسي صدى أيضاً في أوساط المشاهير، حيث كتبت الممثلة المصرية والداعمة للسيسي، لبنى عبد العزيز في سبتمبر الماضي لصحيفة الاهرام ويكلي التي تصدر باللغة الإنجليزية تقول: “مظهره الجسدي مثالي، والمظهر يؤثر، ويضع شارات رتبته على كتفه كأسلافه العريقين، بوافر الفخر.”

ويؤكد السيسي بدوره أن الشعور متبادل، كما قال مطلع هذا الشهر “أنا على المستوى الشخصي، بحب المرأة المصرية،” مضيفاً، “كل بنات مصر إن شاء الله هيبقوا بناتي.”

وفي بلد يشهد تصاعداً مذهلاً في معدلات التحرش الجنسي منذ الثورة في 2011، 99,3% من النساء في مصر تعرضوا للتحرش الجنسي وفقاً للأمم المتحدة، ويقول نشطاء أن سنين من الحكم العسكري شابها عنف جنسي وانتهاكات حقوقية فيما يظل آخرون قلقين بشأن ما سيتبع انتخاب السيسي.

“الجيش مؤسسة شديدة الذكورية ولا تحترم المرأة؛ كما تمارس قوات الشرطة العنف الجنسي ضد المرأة،” الناشطة المصرية منى الطحاوي  التي تقول أيضاً “نحن ذاهبون نحو مزيد من نفس البطريركية التي نعيشها بالفعل ولكن بشكل اكثر سلطوية.”

وفي الوقت الذي سخر فيه معارضو السيسي من تركيز نساء مثل لبنى عبد العزيز على مظهر السيسي الجسدي، يعكس هذا التركيز التمجيد الذي يحظى به جيش الدولة والرغبة في قائد قوي لدى مؤيدي المشير المتقاعد.

تقول داليا زيادة، المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن السيسي تواصل مع النساء لأنه يراهنّ قادة حركة التغيير الإجتماعي.

“كان هذا جلياً في خطاباته ولقاءاته،” تقول زيادة “لأنه يعرف أن النساء عامل مؤثر.”

  المؤيدون مثل زيادة، وممن هم معارضون شرسون للحكم الإسلامي، يشيرون إلى السيسي كبديل وحيد  متاح، وإلى المكاسب التي تحققها المرأة في ظل النظام الجديد.

بثينة كامل، صحفية تلفزيونية مرموقة وأول مرشحة للرئاسة عندما ترشحت في 2012 ولكن لم تستطع الحصول على التوقيعات اللازمة لإكمال الترشح.

تقول بثينة أن انتخاب السيسي لن يفيد المرأة المصرية لو لم تتحرك، تقول “هو رجل تقليدي، يمكنك أن ترى ذلك في الطريقة التي يتتحدث بها عن أمه وزوجته. يبدو أنه إذا فاز في الانتخابات ستكون معاناة بالنسبة لنا وسيتوجب علينا أن نحشد الناس من أجل الإستمرار في المطالبة بحقوقنا.”

“يوجد شعور بأن الوضع سيء، هذا حقيقي، لكن لا زال هناك أمل،” تقول إيميلي داير الباحثة بمركز هنري جاكسون، وهو مركز بحثي يعمل على تحسين أوضاع حقوق المرأة في مصر، وتقول أيضاً “كل مرة يتغير  فيها النظام تتجمع النساء ويحاولن استغلال التغيرات السياسية وينجحن في تحقيق بعض المكاسب.”

ومع ذلك، يقول المنتقدون إن مشكلة التحرش والاعتداء الجنسي إزدادت سوءاً منذ الثورة في 2011، ويدعم هذا الرأي استطلاع أجرته رويترز في نوفمبر الماضي يكشف أن التحرش الجنسي والإعتداءات الجنسية الجماعية والقوانين التي تدعم التمييز،  ومعدلات ختان الإناث، الذي أصبح الآن غير شرعي، المرتفعة من بعد الثورة جعلت من مصر البلد الأسوأ لأن تعيش فيه المرأة في العالم العربي.

“رأينا أن الكثير من هذه المشاكل الموجودة منذ عقود، لا زالت مستمرة في وجود السيسي بل وازداد بعضها سوءاً” تقول داير.

السيسي من جانبه أظهر خلال خطاباته أنه سيحاول حل بعض هذه المشكلات، وقال إنه سيعمل على محاربة التحرش الجنسي، مضيفاً انها أزمة مجتمع وليست مسألة تطبيق قانون فحسب.”

ولكن يقول محمد الخطيب، طالب مصري وناشط عمل بشكل مكثف مع مجموعات توثق التحرش الجنسي، إن الحكومة المصرية لها تاريخ مع القوانين التي تبدو جيدة على الورق لكن لا أثر لها على أرض الواقع.

“لا أظن أن الوضع سيصبح أفضل بأي حال، فتاريخه كمدير للمخابرات ملوث،” يقول الخطيب متحدثاً عن السيسي.

وشغل السيسي منصب مدير المخابرات الحربية في فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقب الإطاحة بحسني مبارك في 2011. ووقتها أجبرت القوات المسلحة المتظاهرات على الخضوع لما يسمى بكشوف العذرية في مارس 2011 وهي ممارسة تدان كنوع من أنواع الإغتصاب.

وانتقد السيسي بشكل واسع في يونيو 2011 عندما دافع عن كشوف العذرية، قائلاً إنها استخدمت “لحماية الفتيات من الإغتصاب ولحماية جنود الجيش من اتهامهم باغتصاب هؤلاء الفتيات.” وتعهد بعد ذلك بوقف هذه الممارسة.

سميرة إبراهيم .. رفعت دعوى ضد “كشوف العذرية”

وأضعفت محاولته تبرير الكشوف مصداقيته لدى بعض النشطاء. وفي فبراير عادت الإدعاءات مجدداً إلى السطح من قبل اربع نساء بأن الجيش عاد لإجراء كشوف العذرية على النساء المحتجزات.

تقول منى الطحاوي “أصبح مريحاً أكثر للكثير من العلمانيين المصريين أن يتجاهلوا حقيقة أن المجتمع المصري ككل مرعب عندما يتعلق الأمر بحقوق المرأة فهم يلقون باللوم على الإسلاميين.”، تضيف الطحاوي “الإسلاميون أكثر صدقاً بشأن انتهاكاتهم،” ولكن المجتمع المصري كله يمارس انتهاكات بحق المرأة، “فلماذا سيكون السيسي مختلفاً؟”

بينما تقول منة الشربيني، ناشطة تبلغ من العمر 20 عاماً تعرضت للإعتداء الجنسي أمام سجن طرة في القاهرة أثناء احتجاجها على الحكم العسكري  عام 2012، إن مؤيدو السيسي يتم تضليلهم بشدة. تقول “عندما أفكر في السيسي، أفكر في كشوف العذرية وفي اعتقال المتظاهرات والعتداء عليهن وإلقائهن في الصحراء. هاته النسوة سذج، هو حتى لا يحترم حقوق الإنسان وبالتالي فلن يحترم حقوق المرأة.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى