السعودية تبدأ بتنفيذ وعودها.. أول صلاة للأقباط في الرياض
الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة يترأس صلاة الأقباط في العاصمة السعودية
زحمة
أقيم أمس أول قداس صلاة في العاصمة السعودية الرياض.
وترأس الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، والمشرف على الأقباط في السعودية، لأول مرة قداسات صلاة بالسعودية، خلال زيارته الحالية لها، والتي تأتي تلبية لدعوة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقيادات الكنيسة، في مارس الماضي، خلال زيارته الشهيرة إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وأقيمت قداسات الصلاة، خلال أمس واليوم، بمنزل أحد الأقباط العاملين في السعودية، وحضرتها أسر قبطية، بعد أن حمل الأنبا مرقس أواني المذبح ولوح مقدس بديل عن مذبح الصلاة، من القاهرة خلال الزيارة التي بدأت الإثنين الماضي، إلى السعودية.
وتعتبر الزيارة التي يقوم بها حاليًا الأنبا مرقس، مطران شبرا الخيمة، إلى السعودية هي الرابعة من نوعها، بعد ثلاث زيارات قام بها إلى المملكة منذ قيام ثورة 25 يناير 2011.
كان البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أشاد في تصريحات إعلامية له بالتطورات التي تحدث في السعودية، والتي ينظر لها بإعجاب، مشيرا إلى أن زيارة الأنبا مرقس للسعودية تأتي بناء على دعوة ولي العهد السعودي للقاء الأسر القبطية بالمملكة.
والتقى الأنبا مرقس، خلال زيارته للسعودية الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، في مكتبه بالرياض، كما التقى السفير المصري بالسعودية ناصر حمدي، وأعضاء السفارة وبعضا من الجالية القبطية.
وكان الأنبا مرقس، يعقد لقاءات دورية مع الأقباط العاملين في السعودية بمؤتمرات بدولة البحرين، كما سبق وزار السعودية ضمن وفد شعبي عقب ثورة 25 يناير 2011.
ترميم وبناء الكنائس في السعودية
ووقّعت الرياض في نوفمبر من العام الماضي، لأول مرة في تاريخ المملكة، اتفاقية تعاون مع الفاتيكان لبناء كنائس للمسيحيين، والدعوة إلى تبادل الثقافات بين الأديان؛ لدوره المهمّ في نبذ العنف والتطرّف والإرهاب، ودوره في تحقيق الأمن والاستقرار في العالم.
وينصّ الاتفاق على أنه سيتم إنشاء لجنة مشتركة منسّقة تضم ممثِّلَيْن اثنين عن كل جانب لتنظيم اجتماعات مستقبلية، ومن المتوقع أن تُعقد اللجنة مرة واحدة كل عامين، وسيتم عقد اجتماعاتها بين روما ومدينة تختارها رابطة العالم الإسلامي.
المسيحية في السعودية تبدأ من كنيسة الجبيل
ووصل رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في دولة الفاتيكان، الكاردينال الفرنسي للكنيسة الكاثوليكية جان توران، والوفد المرافق له إلى الرياض، يوم 14 أبريل الماضي، وشملت الزيارة التاريخية لقاء مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في الرياض، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وعزمت المملكة على ترميم كنيسة تاريخية في مدينة الجبيل وبناء أخرى، عقب زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي للرياض، يوم 14 نوفمبر الماضي 2017.
زيارة بشارة الراعي
وأثارت زيارة تاريخية أجراها البطريرك الماروني اللبناني إلى السعودية ولقاؤه الملك سلمان بن عبد العزيز، ووليّ عهده الأمير محمد بن سلمان، العام الماضي جدلاً واسعاً حول دلالاتها وأهدافها الخفيّة، إذ تعتبر الأولى من نوعها لأصحاب الديانات غير المسلمة للمملكة، رغم أن المؤسسة الدينية السعودية معروفة بفتاواها التي لا تخلو من التحريض ضد أصحاب الديانات غير الإسلامية علناً.
وفي مشهد تاريخي، وصل الراعي إلى بلاد الحرمين، التي لم تطأها قدم بطريرك ماروني منذ فجر الإسلام، في حين اعتبرت صحف خليجية أن المسألة تتجاوز الانفتاح السياسي السعودي على الديانات الأخرى، وإنما هي تحوّل في العلاقة الإسلامية-المسيحية، في لحظةٍ غلب عليها التطرّف والدم والخوف، والبحث عن حمايات خارجية لأصحاب الديانات غير الإسلامية في بلاد الإسلام.