منوعات

دون أن تدري.. هذه المخلوقات الغريبة تسكن وجهك!

لا يمكننا فعل أي شيء للتخلص منها

oddity central

live science

ترجمة وإعداد: ماري مراد

هل أنت على علم بوجود كائنات دقيقة بأربع أرجل على مسام وجهك، وتتغذى على الزهم، مادة تفرز من الغدد الدهنية في الجلد، وتتكاثر على وجهك بينما تكون نائمًا؟ لا تفزع، فرغم أننا جميعًا لدينا هذه الكائنات، لا يمكننا فعل  شيء للتخلص منها.

عث الوجه المعروف بـ”Demodex folliculorum” عبارة كائنات عنكبوتية صغيرة تشبه القراد لا يمكنها البقاء إلا على بشرة البشر، ولا سيما وجوههم. هذه الكائنات  ذات ثمانية أرجل، ومعظمها شفاف ومجهري، إذ تبلغ الواحدة منها ٠٫٣ مليمترات وتقضي معظم حياتها مدفونة الرأس داخل بصيلات الشعر. إنها تتغذى على الزهم، تلك المادة الدهنية التي تنتجها بشرتنا باستمرار لحماية نفسها من الجفاف، لذلك يمكن العثور على أكبر عدد من العث في المناطق التي تنعم بزيوت أكثر مثل: حول العينين والأنف والفم.

جميعنا لدينا عث الوجه، ومهما كانت محاولتنا المستمية لتنظيف وجوهنا، فمن المستحيل التخلص من هذه الكائنات جميعًا. لكن لا داعي للقلق، فرغم أن وجوهنا لا يمكن أن تصبح خالية من العث، فقد وجد العلماء أن نظام المناعة لدينا عادة ما يراقب عدده، لكن أحيانا لا يحدث ذلك، ويصاب بعض الأفراد بحمل زائد من عث الوجه ما يؤدي إلى حالة تسمى بـ”الجرب”.

بالنسبة للبشر، يمكن أن تتسبب زيادة عدد عث الوجه في ظهور بريق أحمر أو أبيض على الجلد، وغالبًا ما يرتبط بانخفاض استجابة الجهاز المناعي، وفقًا لما ذكرته كانادي شينكاي، اختصاصية الأمراض الجلدية بجامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، للإذاعة الوطنية العامة “NPR”.

ورغم أننا جميعًا “ملوثين” بعث الوجه ، إلا أننا لم نولد به فعليًا. فقد أظهرت الأبحاث أن وجوه الأطفال حديثي الولادة خالية من العث، لكنهم يحملون على الأرجح بسبب اتصال الأمهات.

ومن المثير للاهتمام أن تركيز عث الوجه يزداد كلما تقدمنا في السن. ووفقًا لـ”Wikipedia”، فإن الأطفال دون سن 10 سنوات لديهم عددًا قليلًا جدًا من عث الوجه، في حين أن وجوه كبار السن مغطاة بالعث تقريبا. وليس من الواضح سبب ذلك؛ فقد تنمو المستعمرات ببساطة على مدار فترة طويلة من الزمن، أو قد يكون ذلك لأن بشرتنا تفرز كميات أكبر من الزهم- طعام عث الوجه- مع تقدمنا في السن.

عث الوجه غير ضار عمومًا، لكن يمكن اعتبار عادات التزاوج مرعبة بعض الشيء. فبينما تقضي هذه المخلوقات التي تشبه القراد معظم وقتها مدفونة في بصيلات الشعر، عندما ننام تزحف وتتزاوج على وجوهنا، ثم تزحف مرة أخرى إلى بصيلات الجلد لوضع بيضها.

قالت ميشيل تراوتوين، عالمة الحشرات في أكاديمية كاليفورنيا للعلوم في سان فرانسيسكو: “هناك ثمة اتفاق عام على أن عث الوجه ليس خطيرًا لأنه لدينا جميعًا ومعظمنا يبدو قادرًا على التعايش معه. عث الوجه هو نوع من الحيوانات لدينا علاقة وثيقة معها مثل البشر. ورغم هذا فإن معظمنا لم يعرف عنها شيئًا ولم يشاهدوها طوال حياتهم”.

تراوتوين تضيف أن عث الوجه قد يكون قديمًا بقدر قدم جنسنا البشري، وبسبب هذا فإن العلماء من أمثالها يمكن أن يخبروا كثيرًا عن الأصل الجغرافي لشخص ما- أي من أي جزء من العالم جاء أسلافك – فقط من خلال النظر إلى العث الموجود على وجهه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى