سياسةمجتمع

كيف تحوّل “الطفل” إلى انتحاري البطرسية؟ 4 إجابات مهمة

كيف تحول “الطفل” إلى انتحاري البطرسية؟ 4 إجابات مهمة

من اليمين: الانتحاري محمود شفيق، الإعلامي إبراهيم عيسى، المحامية ياسمين حسام الدين، وزير الداخلية، والدة الانتحاري
من اليمين: الانتحاري محمود شفيق، الإعلامي إبراهيم عيسى، المحامية ياسمين حسام الدين، وزير الداخلية، والدة الانتحاري

زحمة

مع إصدار وزارة الداخلية بيانها أمس والذي أكدت من خلاله أن الشاب محمود شفيق محمد مصطفى، هو نفسه الشاب الذي ظهر خلال خبر القبض عليه عام 2014 في قضية حيازة أسلحة قبل أن يتم إخلاء سبيله، ثارت تساؤلات متعددة حول كيفية تحول الشاب -الذي كان طفلا  وقت ثورة  يناير 2011 ومراهقا في 30 يونيو 2013 حين أعلنت الدولة الحرب على الإرهاب- إلى انتحاري أقدم على تفجير نفسه وسط مجموعة من النساء والأطفال داخل كنيسة ليقتل 25 شخصًا ويصيب أكثر من 50 آخرين.

السؤال نفسه أثارته محاميته ياسمين حسام في قضية إحراز السلاح سنة 2004، وأثاره محاميه محمود حسن، وكذلك أثاره الإعلامي إبراهيم عيسى، وحاول الكل الإجابة سواء في الإعلام أو عبر البيان الرسمي لوزارة الداخلية، أو من خلال قراءة الكامن وراء تصريحات والدته التي لم تصدق بعد أن ابنها “المتفوق دراسيا” هو الجاني.

في السطور التالية نرصد 4 إجابات مختلفة حول سؤال: كيف تحول “الطفل الذاهب إلى درس” على حد تعبير محاميته، إلى إرهابي خطير؟ إجابات قد تكمن الحقيقة وراء إحداها، بعضها، وربما كلها.

15493292_1260582150652112_797387863135208034_o
الانتحاري محمود شفيق في صورة بثها الأمن

 

1- إبراهيم عيسى: نحارب الإرهابيين ولا نحارب الإرهاب

وصف الإعلامي إبراهيم عيسى المتهم بالتفجير الذي بلغ عمره 22 سنة، ولم يكن يزيد سنه خلال ثورة يناير أو أثناء حادثة القديسين على 15 أو 16 سنة، وصفه بأنه “منتج إرهابي صُنع في 3 سنوات”. وأضاف عيسى أن من يصنع الإرهابي في 3 سنوات يمكنه صناعة التنويري في 3 سنوات لو أراد.

وتابع خلال حلقة برنامجه أمس على قناة “القاهرة والناس”: “عمره 16 سنة وبقى إرهابي وفخخ نفسه وفجر نفسه في كنيسة في مشوار 4 سنين. إذن تستطيع أن تصنع إرهابيًا يفجر نفسه في الوقت الضيق ده، خلال الوقت الزمني المحدود ده. وخدوا بالكم، ده اللي فجر نفسه بس وقصاده ألف زيه مافجروش، ليهم أدوار تانية. يعني إنت عندك منتج إرهابي، ماحدش يقولي الكلام ده من 30 سنة.. هذه سخافات فشلت. من صنع الإرهابي في 3 سنين أو 4 سنين يصنع التنوير في 3 سنين أو 4 سنين ويواجه الإرهاب وينهيه في 3 أو أربع سنين، ده لو بتواجهوا الإرهاب مش شغالين موظفين.”

ويفسر عيسى سر “تحول الطفل إلى إرهابي” من وجهة نظره، في أننا “نواجه التنظيمات الإرهابية ولا نواجه الإرهاب نفسه”، نواجه الإرهابيين أمنيا وكلما قتل إرهابي ظهر مكانه إرهابيون، لكن فكر الإرهاب نفسه لا نواجهه بل نتواكأ معه، ونسمح لشيوخ الفتنة بالوجود والمشاركة وتأسيس الأحزاب، ونعقد معهم الصفقات، والنتيجة ظهور إرهابيين جدد صغار السن كل يوم”.

2- المحامون: تعذيب الشرطة.. والخطأ في المسار

تساءلت ياسمين حسام، التي كانت محامية محمود شفيق، وقت القبض عليه عام 2014، كيف يتحول طفل عمره 16 أو 18 عامًا من “طالب رايح درس” إلى “انتحاري يفجر نفسه داخل كنيسة”. وقالت خلال اتصال هاتفي ببرنامج “العاشرة مساءً” مع الإعلامي وائل الإبراشي: “هل السياسة اللي بتتبعها الدولة والإجراءات اللي بتتبع في القضايا تقدر توصلنا للقضاء على الإرهاب ولا لأ؟”.

ثم تساءلت مرة أخرى: “إزاي شبابنا بيتحولوا لإرهابيين، وكل الحروب اللي ضد الإرهاب بقالنا فيها سنين والمجهودات اللي بيشارك فيها الشعب والداخلية وأمن الدولة إزاي مش قادرة توقف الإرهاب. يبقى هنا في غلط في المسار لازم نلاقي له حل.”

وقال المحامي والشريك في الدفاع، محمود حسن، في تصريح لوكالة أسوشيتد برس، إن محمود شفيق تعرض لتعذيب على يد الشرطة لإجباره على الاعتراف في قضية حيازة السلاح عام 2014، ثم أصبح متطرفًا بعد هذه التجربة.

3- الداخلية: إخوان وداعش وقطر

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2016-12-12 17:24:25Z | http://piczard.com | http://codecarvings.comÿ
محمود شفيق وجزء من بيان الداخلية

أما وزارة الداخلية فقد أصدرت بيانًا أمس أكدت فيه تطابق البصمة الوراثية لمنفذ تفجير الكنيسة البطرسية مع أسرة محمود شفيق محمد مصطفى، مما يؤكد تنفيذه العملية. وأشارت الوزارة إلى أنه يحمل الاسم الحركي “أبو دجانة الكناني” وهو متهم هارب “سبق ارتباطه بإحدى الأسر الإخوانية بمحل إقامته وتلقيه تدريبات على تأمين المسيرات للجماعة الإرهابية باستخدام الأسلحة النارية وضبطه أثناء قيامه بذلك وبحوزته سلاح آلي”. في مارس 2014، قبل أن يتم إخلاء سبيله بقرار من المحكمة في الثامن من مايو. وأضاف البيان أنه سبق “ربطه بإحدى البؤر التكفيرية لإعداداه لاعتناق الأفكار التكفيرية المنبثقة من فكر الإخواني المعدم سيد قطب.”

وشرح البيان كيف دبرت خلية إرهابية الحادث، فالانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى، تم تجنيده بواسطة طبييب يدعى “مهاب مصطفى السيد قاسم” وهو من معتنقي فكر “سيد قطب” أيضًا، وارتبط لاحقًا ببعض من معتنقي أيديولوجية التنظيم المسمى بأنصار بيت المقدس (الذي بايع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وأطلق على نفسه ولاية سيناء).

ووفقًا لبيان الداخلية فقد سافر الأخير إلى قطر والتقى قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين احتووه وأقنعوه “بالعمل بمخططاتهم الإرهابية وإعادة دفعه للبلاد لتنفيذ عمليات إرهابية بدعم مالي ولوجيستي كامل من الجماعة في إطار زعزعة استقرار البلاد وإثارة الفتن وشق الصف الوطني.”

وأشار البيان إلى أن الطبيب المذكور عاد للبلاد وتواصل مع كوادر إرهابية هاربة بشمال سيناء وتلقى تدريبات على استخدام السلاح وصنع المتفجرات، ثم عاد إلى محل إقامته بالزيتون وكلفه القيادي الإخواني “محمد محمد كمال” بالبدء في تنفيذ عمل إرهابي يستهدف الأقباط “بهدف إثارة أزمة طائفية واسعة خلال الفترة المُقبلة دون الإعلان عن صلة الجماعة بها.”

ووفقًا للبيان أيضًا فقد نفذ “مهاب مصطفى” المتفق عليه وشكل مجموعة من العناصر المتوافقة معه فكريًا ودربهم بأحد “الأوكار” بمنطقة الزيتون استعدادًا لتنفيذ العمليات الإرهابية.

4- والدة الانتحاري: عشان ما يدخلوش على إخواته البنات

على الرغم من أنها لم تصدق إلى الآن أن ابنها محمود هو الذي ارتكب جريمة تفجير الكنيسة البطرسية، وتؤمن بأنه خارج البلاد في السودان منذ شهور طويلة، فإن والدة محمود تطرح سببا آخر وراء “ما جرى لابنها”، تقول في لقاء أجرته معها أسماء أبوالسعود مراسلة موقع التحرير، إن “ابنها اعتقل أثناء ذهابه إلى “درس” وهو طالب في الثانوية، وأخدوه هو وصاحبه و”عملولهم قضية سلاح”، وقعد 55 يوما محبوس، وخرج وأخد إخلاء سبيل ودخل كلية علوم، لكن بقى عندنا في البلد “مرشدين” وكده وبقوا يبلغوا عليه إن هو في البيت، فهو لما لقاهم بيدخلوا علينا البيت وكده، ساب البيت ومشي، وقالي هابعد عننا عشان ما يخشوش على إخواته البنات، مشي من شهر 12 اللي فات وبقاله سنة دلوقتي ما شفتهوش، وأخدوا أخوه وعملوله قضية، وأخوه الكبير جم أخوه امبارح بالليل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى