سياسة

أسرة أغرقها العالم: داعش هاجمتها..تركيا اضطهدتها.. كندا رفضت هجرتها

تحذير: هذا التقرير يحتوي صورا صادمة ومؤلمة.

بي بي سيالجارديان

syria2

مات على الأقل 12 سورياً أمام سواحل تركيا أثناء محاولتهم الوصول إلى اليونان عندما غرق قاربهم. وأشعلت صورة لأحد ضحايا الحادث – وهو طفل وجد على الشاطىء ملقى على وجهه – غضبا عالميا حول الكلفة البشرية للأزمة.

انتشرت الصورة التى نشرتها وكالة أنباء تركية حول العالم عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” على هاشتاج #KiyiyaVuranInsanlik، وهى عبارة باللغة التركية تعني “انتهت الإنسانية على هذا الشاطىء”.

وقد مات آلاف المهاجرين هذا العام خلال محاولتهم الوصول إلى اوروبا عبر البحر المتوسط.

وقال حرس السواحل التركي إن المهاجرين إنطلقوا من شبه جزيرة “بودورم” التركية متوجهين إلى جزيرة “كوس” التركية مع الساعات الأولى من يوم الأربعاء، لكن قاربين كانوا على متنهما غرقا بعد وقت قصير.

بعد ذلك ظهرت 12 جثة بينهم 5 أطفال. ولم ينج من 23 شخصا كانوا على متن القاربين إلا 9 أشخاص، عاد بعضهم إلى الشاطىء مستعينا بأطواق النجاة.

ونشرت صورة الطفل الغريق سريعا بعد إزالة الجثث من على الشاطىء في تمام الساعة السادسة بالتوقيت المحلي. وقالت وكالة الأنباء التركية “دوجان” أن الطفل والمهاجرين الاخرين كانوا سوريين فروا من مدينة كوباني المحاصرة العام الماضي عندما شن تنظيم الدولة هجوما على المدينة.

وغطت وسائل الاعلام التركية ردود فعل الأقارب وحالات الانهيار التى تعرضوا لها عندما تعرفوا على الجثث. وذكرت تقارير أن الطفل الغريق اسمه “أيلان الكردي”، وقد غرق مع اخيه “غالب” وأمهما “ريحان” بينما نجا والدهما “عبد الله الكردي”. وكانت عائلة الكردي قد تقدمت بطلب لجوء لكندا إلا أن الطلب قوبل بالرفض.

syria

وقالت عائلة الكردي لصحف كندية إن عبد الله اتصل بهم وابلغهم أن زوجته وابنيه قد ماتوا وأن كل ما يريده الآن أن يعود إلى مدينته “كوباني” لدفنهم.

وذكرت صحيفة “ناشونال بوست” الكندية أن تيما الكردي، أخت عبد الله، مصففة شعر وتعيش في مدينة فانكوفر، كانت تحاول مساعدتهم لمغادرة الشرق الأوسط. وقالت للصحيفة إنها  كانت تحاول أن تدعمهم لكنها لم تنجح في إخراجهم لذا اضطروا لقوارب الهجرة”. وأضافت: “كنت أدفع لهم إيجار السكن في تركيا، لكنهم كانوا يتلقون معاملة مريعة هناك”.

وذكرت تيما الكردي أنها تقدمت للسلطات الكندية بطلب هجرة نيابة عن أخيها وأسرته لكنه قوبل بالرفض. وقال فين دونلي نائب المنطقة التى تسكن فيها تيما الكردي إنها نقل بنفسه طلب الهجرة المقدم من عائلة الكردي إلى وزير الهجرة كريس اليكسندر.

وفي حال حصل طلب عائلة الكردي على موافقة السلطات الكندية، فهو يسمج للاجئين الانتقال إلى كندا إذا كانوا يحظون بدعم خمسة مواطنين كنديين على الأقل، ويشتطر أيضا أن يقدم هؤلاء المواطنين الدعم المادي والعاطفي للاجئين.

ويسمح فقط للمتقدمين الحاصلين على صفة لاجىء بتقديم طلب الهجرة فيما يعاني السوريون الأكراد من صعوبات عديدة في إجراءات تسجيل أنفسهم كلاجئين في مخيمات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتركيا. كما ان السلطات التركية لا تمنح اللاجئين فيزا للخروج منها إذا لم يكونوا مسجلين بشكل رسمي.

syria1
غالب إلى اليمين وأيلان إلى اليسار

ويقول الصياد الذى اكتشف وجود الجثث: “وصلت إلى شاطىء البحر وكنت مرعوبا.. لقد انكسر قلبي”. ويقول مراسل “بي بي سي” فيرجل كين إن الشاطىء الذى عثر فيه على الجثث أصبح سيىء السمعة، وخلال أيام سيظهر حطام القاربين ومتعلقات من قضوا في ذلك الحادث.

وقررت “بي بي سي” نشر صورة واحدة للطفل الغريق لكنها اختارت الصورة التى يحمل فيها ضابط شرطة تركي الجثة، حيث لم تكن ملامح الطفل واضحة. بينما رأت العديد من وسائل الاعلام نشر صور صادمة للطفل الغريق.

وقالت صحيفة “الاندبندينت” البريطانية إنها قررت استخدام صور الحادث على موقعها لأنه “وسط الكلمات الرنانة عن أزمة المهاجرين المستمرة من السهل نسيان حقيقة الموقف البائس الذى يواجهه اللاجئون”.  ورغم ردود الفعل المنتشرة على الانترنت إلا أن ردود فعل القادة الأوروبين كانت محدودة.

ويقول جستن فورسيث، الرئيس التنفيذي لمؤسسة (أنقذوا الأطفال) إن تلك “الصور التراجيدية” هى سيلة للتنبيه حول “المخاطر التى يواجهها الأطفال والعائلات في سبيل البحث عن حياة أفضل”. وأضاف أن “محنة ذلك الطفل يجب أن تدفع العقول والقوى في الاتحاد الاوروبي للاتفاق على خطة لمعالجة أزمة اللاجئين”.

وخاض 350 ألف لاجىء تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر للوصول إلى شواطىء اوروبا منذ يناير 2015 وفقا لتقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة. وتقول المنظمة إن 2600 لاجىء غرقوا في البحر خلال نفس الفترة.

وقالت الحكومة التركية إن عناصر حرس السواحل أنقذوا 42 ألف في بحر إيجه خلال الشهور الخمسة الأولى من هذا العام، وأكثر من 2160 خلال الأسبوع الماضي فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى