سياسة

شباب الحلال”.. مطاعم مصرية على الأرض الأمريكية”

عربات طعام في وسط  نيويورك يملكها مصريون ويحاولون تحويلها إلى سلسلة مطاعم وجبات سريعة فريدة من نوعها أو”أفضل لحوم يمكنك تناولها في الشارع”

أليكس فادوكول – نيويورك تايمز

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

بعض الإمبراطوريات تدار عن بعد، بعضها من مكاتب المدراء وبعضها عبر الهواتف المحمولة من الشاطئ تحت الأغصان حيث يروح عنك الخدم.

هشام حجازي المدير العام لإمبراطورية عربات الأطعمة في شوارع وسط المدينة “شباب الحلال” يفضل أن يجلس بجوار النافذة في مقهى ستار باكس حيث يراقب ليلة بعد ليلة عماله وهم يقدمون طبقاً وراء آخر من الدجاج والأرز لصفوف دائمة التجدد من الزبائن.

في مساء قريب جلس حجازي، 54 عاماً، مرتدياً قبعة تقليدية في إحدى أماكنه المفضلة في المقهى حيث يستطيع رؤية اثنتين من عربات الطعام، وسيبقى حجازي في بعض الأحيان إلى وقت متأخر “لأراقب الشباب” بحسب ما يقول.

يدير حجازي واحداً من أطول مشاريع عربات الطعام استمرارية وأكثرها شهرة في مدينة نيويورك بأسلوب يمكن وصفه بأنه قديم الطراز، يتلقى حجازي البريد الإلكتروني ولكنه نادراً ما يرد على الرسائل حيث يفضل أن يباشر عمله عبر الهاتف عبر الهاتف أو وجهاً لوجه في المقهى.

هشام حجازي يجلس في مقهى ستار باكس كعادته ليباشر إدارة عربات الطعام
هشام حجازي يجلس في مقهى ستار باكس كعادته ليباشر إدارة عربات الطعام

لكن الأوضاع على وشك أن تتغير بالنسبة لـ”شباب الحلال”، فبعد أكثر من عقد على تحول ثلاثة مصريين من بيع الهوت دوج من على عربة في سوط المدينة إلى بيع الطعام الحلال إلى سائقي التاكسي، “شباب الحلال” على مقربة من أن يصبحوا سلسة مطاعم وجبات سريعة.

وقعت الشركة، التي أسسها محمد أبو العينين وأحمد السقا وعبد الباسط السيد، على صفقة مع “فرانسمارت”، شركة استشارات لامتيازات المطاعم، وهي الشركة التي حولت مطعم “Five Guys Burgers and Fries” من مطعم ذو أربع فروع في فيرجينيا الشمالية إلى سلسلة لديها أكثر من 1200 متجر وأكثر من مليار دولار من المبيعات العام الماضي.

تأمل فرانسمارت خلال عام أن تفتح منافذ لـ”شباب الحلال” في لوس أنجلوس وبطول الساحل الشرقي وفي كندا والشرق الأوسط، الخطة الخمسية تتضمن 100 موقع وتواجد في أوروبا.

قليلون من المطلعين على بواطن الأمور في عالم حقوق الإمتياز يعرفون بأمر الصفقة، حيث سيعلن الخبر رسمياً في معرض حقوق الإمتياز الدولي السنوي الذي يبأ في 19 يونيو في مانهاتن. يقول دان رو المدير التنفيذي لفرانسمارت إن الإهتمام متزايد بشكل كبير في هذ العلامة التجارية “الناس يريدونها،” ولكن كيف تتحول علامة تجارية مرتبطة بالأساس بشوارع نيويورك إلى سلسلة وجبات سريعة تجدها في المولات؟

أنتوني جريكو، 62 عاماً، يعمل في مجال المحاسبة كان جالساً يلتهم طعامه على مقعد جرانيتي لوحته الشمس بالقرب من متحف الفن المعاصر. يقول إنه “لا شك لديه” في أن السلسلة ستكون ناجحة.

يقول جريكو “أظن أنه أحد علامات نيويورك، ولذلك سيكون مختلفاً. أنا وأبنائي نأتي من نيوجيرزي عبر النفق ليلاً فقط لكي نأكل هنا.”

لكن جريكو يقر بأن جزء الإقبال يأتي من الأجواء سيفقد الأمر شيئاً، ستسعى إلى أن تأكل هذا الطعام في الشارع.”

ستظهر لمحة مما ستبدو عليه سلسلة “شباب الحلال” الشهر الجاري عندما يفتتح المحل الأول في شارع 14 على مقربة من الحي الثاني. الموقع الثاني من المخطط أن يفتح بالقرب من حرم جامعة كولومبيا في الخريف. وبالرغم من أن هذه المطاعم نظرياً لا تتبع السلسلة (تم توقيع العقد مع فرانسمارت بعد أن قررت الشركة التمدد والتحول من العربات إلى المطاعم)، فإن التصميم وقوائم الطعام قد تكون نموذجاً للمواقع المستقبلية.

يحمل المحل في شارع 14 لافتة “شباب الحلال” الصفراء، إشارة إلى سائقي التاكسي، المعروفة وستظل وجبات المشويات والدجاج التي كانت تقدم على العربات في قائمة الطعام إضافة إلى خيارات صحية اكثر وحلويات شرق أوسطية.

في رسالة إلكترونية قال رو إن الوجبات سيكون حجمها أكبر وستكون أغلى بدرجة طفيفة، يكلف الطبق من على العربة 6 دولارات، وستصمم الحال لتكون “سريعة كالعربات.”

لكن الطعام قد يبدو أمراً ثانوياً تقريباً إلى جوار إمكانيات هذه العلامة التجارية، يقول رو “ما يحمسني هو أننا سنكون أول وأكبر مطعم شرق أوسطي قائم على فكرة طعام الشوارع.”

ويضيف “الجميع سمع عنهم، لديهم ثقة الشارع ولديهم كل ما يحتاجون إليه للنجاح.” رو لاحق “بتوع الحلال” بشراسة منذ أن استقل قطاراً من واشنطن ليلتقي بحجازي في ستار باكس. استغرقت المفاوضات اكثر من عام.

عندما سأل ما إذا كان قلقاً من أن لا يلقى اسم الشركة أو ارتباطها بالثقافة الإسلامية صدى حسناً في أجزاء معينة من البلاد، قال رو أن هذا لم يهز أبداً من ثقته. رو استطاع أن يضع خطة يأخذ بها السلسلة من من ميامي إلى فلوريدا ومن بوسطن وشيكاجو إلى الضواحي.

اليوم يمكنك أن تجد عربات تقدم كرات لحم الخنزير والكراث ولفافات سرطان البحر وشطائر البسطرمة، لكن وسط المدينة في بداية التسعينات كانت منطقة خالية من طعام الشوارع إلا عربات الهوت دوج.

حاول البعض في الماضي عرض فرص إنشاء سلسلة مطاعم على أصحاب الشركة لكن عبد الباسط السيد يقول إن الوقت الآن يبدو مناسباً مضيفاً أنهم ارتاحوا للتعامل مع رو.

يقول عبد الباسط بإنجليزية ذات لهجة مميزة “الناس من جميع أنحاء العالم يأتون إلى هنا ويتعجبون مما يحدث. ‘لماذا عرباتكم مزدحمة جداً؟ ما الجيد بشأنها؟ وهذا يجعلنا نحن نتعجب، إنه الوقت الملائم للتوسع.” وشدد أيضاً على أن العربات ستبقى.

محمد أبو العينين وعبد الباسط السيد، مؤسسان للشركة
محمد أبو العينين وعبد الباسط السيد، مؤسسان للشركة

كم يربح “شباب الحلال”؟ ظل هذا يمثل لغزاً وأمراً يثير التكهنات بين المدونين عن الطعام، أكثر إجابة محددة سيعطيها حجازي هي “نبيع الكثير” حيث يقول “أنا لا أقول أبداً” كم نربح. ويقول حجازي عن مصلحة الضرائب الأمريكية “نحن عربات طعام في الشارع، وهم يراقبوننا كذلك.”

زاك بروكس مؤسس موقع midtownlunch.com ، وهي مدونة تؤرخ لطعام الشوارع في المدينة منذ عام 2006، تابع “شباب الحلال” لسنوات ويقول “على الأرجح تربح هذه العربات 200 ألف دولار سنوياً، لكني لا أرغب في أن أبدو أحمقاً فمن الممكن أن يكونوا يربحون الملايين.”

وبالنسبة للسبب الذي يجعل هذه العلامة التجارية قوية بهذا الشكل وتحتل مكانا في خطط السياح وتتفوق على مقلدين لا حصر لهم، فإن هذا أيضاً يظل لغزاً.

يقول بروكس إنه من المرجح أن يكونوا استخدموا لحوماً أفضل أو ربما الصلصة البيضاء التي يضعونها فوق كل شيء هي السبب أو أن الناس اعتادوا على أن يأكلوا هناك .. يختتم قائلاً “إنه أفضل طبق لحوم معد بعناية في الشوارع.”

لكن بروكس كان متردداً بشأن سلسلة المطاعم، يقول “أنا لا أعرف يا رجل، من الصعب ان تنقل لحوم الشوارع خارج الشوارع.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى