“الحضن الأخير”..عبد الحميد يودع طفليه و23 فردًا من عائلته في خان شيخون
كل ما ظل عبد الحميد يردده بعد موتهم “لم أستطع حماية أي منهم يا أخي، لم أستطع حمايتهم”.
كان عبد الحميد اليوسف ينتحب وهو يحمل جثماني رضيعيه التوأم، ملفوفين في أكفان بيضاء إلي مثواهما الأخير، مع 23 فردًا آخرين من عائلته، فقدهم جميعًا في الهجوم الكيماوي الذي ضرب بلدة خان شيخون السورية صباح الثلاثاء الماضي.
وقَتل الطفلين التوأم أحمد وآية (9 أشهر)، مع دلال زوجة عبد الحميد، و22 فرد آخرين من عائلته صباح يوم الثلاثاء الماضي في هجوم كيماوي على بلدة خان شيخون في إدلب شمال سوريا، وفي يوم الأربعاء كان عليه أن يدفنهم جميعًا في مقبرة جماعية لا معالم لها.
في لقاء معه يروي عبد الحميد (29 عامًا) أنه استيقظ صباح الثلاثاء في حوالي الساعة السابعة إلا ثلث على صوت الضربة الجوية، لم يدرك حينها أنها ضربة كيماوية، يقول “كان الضرب قريبًا من بيت أهلي، تركت الأولاد مع زوجتي وتوجهت لبيت عائلتي والجيران لإسعافهم، وحين رأيت جيراني يصرخون كان مفعول غاز السارين قد بدأ، وصعت كمامة على وجهي، واصلت السير لأتمكن من إسعاف المصابين، لم اتخيل أن هذا قد يحصل لأولادي”.
ويواصل عبد الحميد “كنت آري الناس أجسامها زرقاء والزبد يخرج من أفواهها، دخلت إلي بيت عائلتي وجدت أخوتي قد استشهدوا، وهناك 4 أشخاص مستشهدين أمام بيت عائلتي”، وواصل “كل ما واحد يمشي 10 خطوات يسقط”.
“اخذوني على المستشفي ولم تتمكن الناس من إسعاف بعضها البعض، سألت على عائلتي وأولادي، جابوا لي إياهم مستشهدين”.
يقول علاء ابن عم عبد الحميد في تقرير لصحيفة تليجراف البريطانية “كل ما ظل عبد الحميد يردده بعد موتهم “لم أستطع حماية أي منهم يا أخي، لم أستطع حمايتهم”.
احتضن عبد الحميد طفليه للمرة الأخيرة قبل أن يواريهم الثري، وبغض النظر عن كدمات على وجه أحمد، لم يكن هناك أي علامات ظاهرة آخري على جروح.
ويقول الدكتور مأمون نجم الطبيب بمستشفي الرحمة في إدلب والذي تولي علاج بعض الضحايا إن “الهجمات الكيماوية لا تترك أي علامات”، مضيفًا “الهجمات الكيماوية قاتل صامت، يقضي على الجسم ببطء”.