سياسةمجتمع

“آسيا بيبي”.. إعدام بتهمة “إهانة النبي” عند “بئر ماء”

اتهمت “آسيا بيبي” بإهانة النبي على خلفية نزاع حول بئر مياه

Dawn – بي بي سي – إعداد: محمد الصباغ

أجلت المحكمة العليا بباكستان، اليوم الأربعاء، تنفيذ عقوبة الإعدام على امرأة مسيحية تبلغ 50 عاماً، وتدعى آسيا بيبي، من أجل سماع الالتماس المقدم من السجينة المحكوم عليها بالإعدام بتهمة “التجديف”. قبلت المحكمة المكونة من ثلاثة قضاة بلاهور الإلتماس وأمروا بتقديم كل الملفات المتعلقة بالقضية قبل الجلسة القادمة.

زعمت بيبي في التماسها أنها لم تقم بأي أفعال “تجديفية”  وأن السكان الأخرين من جيرانها قد ادعوا عليها مزاعم الإلحاد والتجديف بسبب خلاف شخصي. وطالبت المحكمة بإلغاء عقوبة الإعدام عنها. حكم على بيبي وهي أم لخمسة أطفال بالإعدام منذ نوفمبر 2010 بعد إدانتها بإهانة النبي محمد بعد نزاع مع جاراتها المسلمات حول وعاء من المياه في 2009.

قدمت التماساً للمحكمة العليا في نوفمبر 2014 في خطوة قانونية أخيرة بعد شهر من الحكم بإعدامها، وتأمل في أن يتم إلغاء عقوبة الإعدام أو تصبح السجن فقط.

قضية التجديف حساسة بشكل كبير في باكستان حيث 97% من السكان مسلمون وبانتظام تحدث وقائع عنف جماعي بناء على إدعاءات غير مؤكدة.  واغتيلت شخصيتان سياسيتان كبيرتان ثم تبع ذلك مقتل حاكم ولاية البنجاب سلمان تاسير عام 2011 على يد حارسه الشخصي عقب مطالبتهم بتعديل قانون التجديف، ووصفهم محاكمة بيبي بالمعيبة.

أما عائلة بيبي فقد هربت بعد إدانتها لخمس سنوات خوفاً من القتل، ويقول زوجها ”مسيح“ إنه في قلق دائم من مقتل أي من أفراد أسرته الخمس، وأكمل: ”نتلقى تهديدات بالقتل، ولا نستطيع البقاء في مكان واحد لفترة“.

كانت الأسرة تعيش بقرية ”إيتان ولي“ بإقليم البنجاب،  دخلت آسيا في خلاف مع مجموعة من المسلمات عندما ذهبت لإحضار الماء من البئر، حيث قالت المسلمات إن الماء لم يعد نظيفا لأن امرأة مسيحية مسته. وبعد أيام، ادعت السيدات المسلمات بأن آسيا أساءت إلى النبي محمد، لتصبح هدفا لمطاردة الكثيرين.

وقالت ابنتها إشام، 14 عاما، وهي تحاول حبس دموعها “لقد ذهبن (السيدات) إلى الحقل وضربنها ومزقن ملابسها، لقد ضربنها أمام أعيننا”.وأضافت: “كنا نبكي، نتوسل إليهن أن يدعنها، ويتوقفن عن ضربها. لقد ظلوا يضربنها لساعة تقريبا”.

وواصلت: “لقد قامت السيدات بضربي أنا كذلك عندما حاولت الدفاع عنها”.وقالت إنها لم تستطع في ذلك الوقت معرفة الأسباب وراء ما يحدث، لكنها أخبرت في وقت لاحق بأن ما حدث كان بسبب التجديف.

وتابعت: “أحاول أن أنسى الطريقة التي ضربت وعذبت بها في ذلك اليوم”.

تعرضت القوانين القاسية المتعلقة بأعمال كفرية في باكستان إلى انتقاد كبير من منظمات حقوق الإنسان، والتي تستخدم كثيراً في تصفية حسابات شخصية. كما يعاني المحامون المدافعون عن المتهمين بتلك التهم أو القضاة –المزعوم أنهم متساهلون- من الوقوع ضحية لتلك القوانين أيضاً وباستمرار يواجهون ترهيباً.

وتقول ”أسما جاهنجير“ التي تعمل في مثل هذا النوع من القضايا منذ 20 عاماً، إنها مستهدفة بشكل منتظم. كما أن الناس يستغلون التعصب الديني وبما أنك تستطيع اتهام شخص ما بالكفر فبالتالي يمكن لأي شخص استغلال الأمر وتهديد المحامين والقضاة وإثارة الغضب بين الناس.

وتكمل أشام الابنة حديثها عن والدتها قائلة: ”رأينا أمنا في ديسمبر الماضي وطلبنا من حارس السجن أن يفتح الزنزانة لنحتضنها فرفض. نحضن أمنا ونقبلها من خلف القضبان“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى