سلمان ينفق نهرًا من الأموال من أجل استقرار نظام السيسي
ترجمة دعاء جمال
“زيارة تاريخية” هذا ما قالته صحيفة الأهرام المصرية المملوكة للدولة، في وصفها لزيارة الملك سلمان للقاهرة، والتي امتدت لخمسة أيام، وخلّفت ورائها نهرا من الأموال، سيسمح للمشير السيسي بمواجهة المستقبل بثقة أكبر، خاصة إزاء “الإجراءات” الإيطالية المتسارعة في قضية جوليو ريجيني والتي وصلت إلى استدعاء السفير الإيطالي بالقاهرة للمشاورة.
اتفاقيات اقتصادية تعد أكبر استثمار عربي في دولة عربية أخرى. أكثر من 24 مليار دولار بمختلف القطاعات. هذا ما قاله فابيو سكوتو من صحيفة ريبوبليكا بالأمس، وهو ما يعطينا صورة عن كيف أنهى هذا ملف نزاع قديم بين الدولتين حول جزيرتين في البحر الأحمر، تيران وصنافير، حيث اعترفت مصر بالسيادة السعودية عليهما. والتي يبدو أنه سيتم استستخدامهما كجسر بين الدولتين، بالإضافة لكونها لعبة غامضة بين الرياض وتل أبيب التي اشترطت استمرار حقها في الملاحة بخليج العقبة للموافقة على هذه الخطوة.
ومنذ تولي الرئيس السيسي السلطة، بدا أن الاتفاقيات الاقتصادية الضخمة مع الخليج وخاصة السعودية ستعيد تشكيل الوضع الجيوسياسي للمنطقة. بالإضافة لكون السيسي على اتصال دائم مع موسكو، في الوقت الذي أصاب الفتور العلاقات بين القاهرة وواشنطن (الحليف التاريخي للقاهرة)، دون أن تنقطع.
بالإضافة، إلى أن السيسي أنهى الدعم الذي كانت تقدمه حكومة مرسي للحركات الإسلامية في سوريا ومناطق أخرى، ضمن تعاونها مع دول اخرى داعمة لهذه المجموعات مثل قطر وتركيا، حيث يبرز فيها الحضور القوى للإخوان المسلمين. أما الآن، فتضغط قضية ريجيني على مصر لإعادة النظر في تكتيكاتها.
وأيضاً في سوريا، وغيرها من القضايا الدولية، روسيا والسعودية يتبنيان مواقف متعارضة، ويعود هذا في المقام الأول للدعم الرياض الذي تقدمه الرياض للكثير من الحركات الإسلامية الوهابية. كل هذا يجعلنا نرى إذا كانت الاتفاقيات الاقتصادية بين الجانبين المصري والسعودي يمكن أن تغير شيء في هذا المشهد المعقد.
سنحتاج أيضًا أن نعرف ما سيحدث فيما يخص إدارة حقل الغاز الهائل، الأكبر في البحر المتوسط، والذي اكتشفته شركة إني الإيطالية في أغسطس العام الماضي أمام سواحل مصر والذي تطلع إلى إدارته بالكامل، ويكون لها حق استباقية الاكتشاف. لكن البرود بين روماً والقاهرة قد يسهل دخول آخرين في هذه الصفقة.
ليس هناك شك في أن ما حدث للباحث الإيطالي كان أمرًا مروعًا. وبالطبع يجب على إيطاليا أن تطلب معرفة حقيقة الأمر. ومع عدم وجود تحقيقات شفافة وعادلة، ستحتاج الحكومة الإيطالية إلى شيء من الفطنة في التعامل مع الأمر: فقد كان من السهل أن تُفقد جثة الشاب دون العثور عليه أبدًا، كما اعتادت بعض الوكالات الاستخبارية عند قيامها بعمل قذر، إلا أن من قتل ريجيني هو أراد أن يزيح روما ومصالحها من القاهرة.